قصة مثل

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15443
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

قصة مثل

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

قصّة المثل لا ناقة لي فيها ولا جمل
يحكى أنّه في قديم الزمان في شمال جزيرة العرب، نزلت امرأة تسمّى البسوس مع جار لها يسمى سعد بن شمس الجرمي عند ابن أختها، وكان سيّد قومه الجساس بن مرة الشيباني، وكان لسعد جار البسوس ناقة جلبها معه اسمها سراب، وكانت هناك قبيلة أخرى وهي تغلب وسيّدها كليب بن ربيعة التغلبي، وكان متكبّرًا جبّارًا لا يحب أن يتساوى مع أحد من عوام القبيلة، وكانت له مكانة عظيمة بين قومه حتى أنّه كان يقال: "لا تورد إبل أحد مع إبله، ولا توقد نار مع ناره"، وفي ذلك إشارة لشدّة كبره وحبّه في التفرّد، وحدث في يوم أن مرّ إبل كليب بالناقة سراب وقد كانت مربوطة في ذلك الوقت، ولكنها عندما رأت الإبل نازعت حبالها حتى نزعتها وهربت واندمجت مع إبل كليب، وما إن رآى كليب الناقة حتى باشرها بسهم قتلها به، فلما علمت البسوس بخبر مقتل ناقة جارها صاحت: "واذلاّه، واجاراه"، استهجانًا منها كيف تُقتل ناقة جارها، وعندما سمع الجسّاس صوت استجارة خالته البسوس، هبّ لنصرتها ونصرة سعد الذي أعطاه حق الاستجارة عندما نزل في حماه، فلحق الجساس بكليب وصاحبه عمرو بن الحارث الشيباني، وحصلت مشادّة كلامية بينهما انتهت بضرب الجساس لكليب وإجهازه عليه بطعنة أردته قتيلًا من فوره، وعلى إثر هذه الحادثة اشتعلت شرارة حرب طاحنة سمّيت بحرب البسوس التي استمرت لمدة أربعين عامًا بين القبيلتين، وكان في ذلك الوقت رجل حكيم يُعرف بحنكته بالحرب وحسن تدبيره يدعى الحارث بن عباد، وقد لجأ إليه بنو شيبان حتى يساندهم وينصرهم في الحرب، ولكنه رفض أن يكون طرفًا في حرب أزهقت فيها أرواح من أجل ناقة، فكان جوابه لهم: "لا أنا من هذا، ولا ناقتي ولا جملي، ولا عِدلي" وفي رواية أخرى تقول إنّه قال لهم:" لست من هذا، ولا جملي ولا رَحلي" والقول الشائع أنه قال: "لا ناقة لي فيها ولا جمل"، ويقصد أنّه لا شأن له بهذه الحرب وأنّ هذه الناقة لا تعني له شيئًا، فما كان من الحرب إلاّ أن استمرت وذهبت بقاتلها ومقتوليها، ولكن التاريخ خلّد مقولة الحارث وأصبحت تستخدم للتملّص من أي أمر معيب أو به شائبة.

أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”أقوال مأثورة وحكم“