بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

بكى الكاهن وبكينا

لاتستغرب بُكاء الرجال ياأخي ....
يقولون : البُكاء الحقيقي هو بُكاء الرجال ...!( مع أحترامي لبُكاء النساء )
عندما ركع الكاهن أمام ستار الهيكل اليوم مساءً في صلاة الناهيرة
ونادى ثلاث مرات :
يارب أفتح الباب ، كان في كل مرّة يضيف ويقول: يارب
أفتح الباب أمام المطرانين المخطوفين ، وأرجعهم بسلامة ..!
يارب أفتح باب السلام على سوريّة وعلى العالم ..!
لقد هزتني كلمات الكاهن وأحرق قلبي بكائه ، فشعرتُ وكأنَّ
لهيباً من النار يكوي حنايا فؤادي ، ويأجج أحاسيسي ومشاعري ..
حاولتُ أن أتمالك نفسي ، وأبلع غصَّتي ، وأصمد قدر الإمكان..
ولكن وآأسفاه ، لأنَّ كل محاولاتي باءت بالفشل ، ولم أجد أمامي
من حلٍّ يُريحني سوى أن أطلق لدموعي العنان لتنهدر مدراراً
فوق وجنتيَّ ، لأخرج من جيبي منديلاً وأبدأ بتجفيف المآقي ..
لم أكن وحدي وقتئذٍ في تلكَ الحالة ، لأنني عندما ألتفتُ يميناً وشمالاً
ثمَّ نظرتُ إلى الخلف ، وجدتُ الجميع في مثل حالتي ، فقلتُ بيني
وبين نفسي : أبكي ماطابَ لكِ يانفسي ، فليسَ عليكِ من حرجٍ ..!
عندما أنتهت الصلاة ، وأنتهى معها البكاء ، تقدَّمتُ من الكاهن قائلاً :
لقد بكيتَ بمرارة وأبكيتنا معكَ ياأبونا ..!
فقال: لقد بكيتُ بكاءً حقيقيّاً صادقاً نابعاً من أعماق قلبي على ماجرى
للمطرانين وعلى مايجري لسوريّة ..!
فقلتُ :معكَ كل الحق لأنَّ حالة المخطوف لهيَّ أشدَّ وقعاً من حالة المقتول
فالموت حقٌ علينا جميعاً ، والموت له طقوسهُ ومراسيمهُ ، يقوم بها المشيِّعين
والمودّعين ، بعدها يعود كل واحدٍ إلى إستمراريّته في الحياة ..
لكن المخطوف أو المفقود ، ربما يموت في اليوم الواحد ألفَ ميتةٍ ..!
إنكَ لاتعلم في أيَّةٍ حالةٍ هو الآن ..وأيّة معاناةٍ يعانيها ..!
أيُضرب .. أم يُجلد ... أم يُهان .. أم يُستهزأَ به .. ..؟!
أجوعاناً هوَ ... أم عرياناً ... أم برداناً ...؟! لا تعلم ..
ليتنا ياأبونا عرفنا مصيرهم ..على الأقل ، لأطمأنينا قليلاً ..
ولكن للأسف ، لغاية الآن لانعلم شيئاً عنهم ..! أهما على قيد الحياة ؟!
ألازالوا في سوريّة ؟! أم أخرجوهم منها ؟! هذا مانريد أن نعرفهُ ..
والمعرفة هي عند الله ..
شكراً لأبينا الكاهن حيثُ أبكانا في الوقت الذي كنا فيه فعلاً بحاجة
إلى البكاء ..
شكراً لكل الذين شاركوا في الدعاءِ والبكاء ( رجالاً ونساءً ، شيوخاً وشباباً )
شكراً لله الذي زرع في صدورنا هذه المحبّة والعاطفة ، لنتألم لألآم
بعضنا البعض ، ونشعر بمشاعر بعضنا البعض ، ( فإذا تألمَ عضوٌ فينا
تألَّمت معه باقي الأعضاء )..
أللهمَّ ندعوا إليكَ أن تتغمَّد بواسع رحمتكَ جميع الشهداء ، الذين سفكوا
دمائهم الغالية ، رخيصةٌ من أجل تراب الوطن ..
ألّلَهمَّ فرِّج عن المكروبين ، وفكَّ أسر المخطوفين ، وأحل الأمن والسلام
على العالم أجمعين ، وخصوصاً سوريّة المنكوبة الجريحة ، وأوقف
نزيف الدم المتدفِّق فيها .. فأنتَ يارب القادر على كل شيء ..
وأنتَ أرحم الراحمين
وأنتَ السميع المجيب .
آمين

فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد


[/size]
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة بنت السريان »

فريد أخي المبارك
أبكيتنا معكم رغم دموعنا السوابح في مآقينا
ففي القلب لوعة وفي المهج حسرات
وما أدراك ما معنى بكاء الرجال!!!!!
لم يهلك أبن الدموع , وطلبه عند الرب مستجاب
من نبع كبده ينزف دماً مدرارا
وأحشاؤه تتألّم حتى الصراخ
صراخنا إلى رب السماء أن يحمي المطرانين
من أفك الطغاة
ما بيدنا حيلة سوى الصلاة والدعاء
إنه لا يهملهما ولا يتركهما
فهو من أوكلهما الأمانة وسيرعاهما
شكرا لكم عزيزي فريد يرعاكم الرب
اختطاف المطرانين
ليست دعابة
لعلّه هناك أصابع خفية دولية وراء الحادث
نحن بانتظار عمل الرب

اختكم بنت السريان

الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة حنا خوري »



حبيبي واخي العزيز ابو بولص

قرأتُ دموعك اخي على اسطرك ورأيتُها تلوّنت باللون الأحمر ورجعتُ الى الوراء بعيدا الى نزاع المسيح ودموعه وبكاؤه المرير في جبل الزيتون ووقفتُ عندما دخلتَ في تقييم بكاء الرجال ودموعهم ... ونظرتُ الى دموع المسيح الدموية ... وتنفّستُ الصعداء في كلمته الأخيرة في جبل الزيتون ...حيث قال ... ولكن يا رب لا تكن مشيئتي بل مشيئتُكَ .

واستنادا لهذه الكلمة الربّانية نُسلّم حياة اسقفينا الى رحمة ربنا والاهنا ولتكن مشيئته ... لا مشيئتنا ... ... ونحن على كامل الثقة من قدرته وجبروته ويستطيع ان يحرسهم ويحفظهم مهما كان وضعهم ... وقد مرّت معي من فترة كلمة مأثورة للبابا المتقاعد بندكتوس .. اذ قال ... ان شهداء المسيحية في الوقت الحاضر اضعاف اضعاف شهدائنا في اوائل انتشار المسيحية .

لا تاخد علي اخوي وخووزي كا كنتو ف رخّك ف البيعة ... سدّقني كا تنمسح عيون بعضنا وكا الويحد تيطيّب قلب اللاخ .

اشكرك حبيبي ووو
بركة عزرت آزخ معك
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
سلام لكل مخطوف وأعاده الرب لأهله بخير
سلام لسورية الحبيبة وأعاد لها الأمن والسلام
أخي الحبيب فريد
لقد فجرت ينابيع عيوننا بعد أن جفت لما آلت إليه سورية
لما أصابها من قتل ودمار واغتصاب مخطط له ومدبر
لقد أبكيتني بمشاعرك الرقيقة في نقل الخبر
أبكيتني وأشعلت نار المحبة بما سطره قلمك
أبكيتني لبكاء الأب الكاهن والشعب
أبكيتني لما أصاب شعبنا من تهجير وقتل وخطف
لنرفع الصلاة لرب المجد فهو القادر على خلاص سورية
وخلاص شعبها من هذه التجربة المريرة
فكما حرر شعبه في مصر يحرر شعبنا
فكما دافع عنهم ليدافع عنا في سورية
ليس لنا معين غير رب العالمين
بركة الرب معكم

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48825
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

لنتضرع للرب القادر على كل شيئ
ان يحرس المطرانين ويخلصهم ويصونهم ويرجعهم إلى أبرشياتهم العامرة بخير وسلام
ونصلب أيضاً منه تعالى ان يحل الامن والسلام في سورية الحبيبة
أشكرك جزيل الشكر أخي القدير أبو بول على هذه الأسطر القليلة والتي جعلت منها قصة رائعة جداً
وفقك الرب
[/b]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15443
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

دائماً عندما تكتب تعبر في كتاباتك عما يجول في عقولنا وأفكارنا ومعاناتنا الحزينة
وخاصة ما يجري في البلد الأم من قتل وخطف ودمار. بكينا ونبكي
ودائماً نقول نحن بحاجة إلى قدرة إلهية تخلصنا من هذه الأزمة
وليس بوسعنا ان نقول :croes1: يايسوع ارحم وخلص سورية وشعبها :croes1:
:tawdee: ابو بول
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

الأخت العزيزة بنت السريان

نعم ليسَ باليد حيلة ، وأقل مانستطيع أن نقدِّمه لهما
الصلاة والدعاء ... قد يقول قائل : لماذا البكاء ولماذا
الصلاة ؟ فهم ليسوا أفضل من الشباب الشهداء الذين
قدَّموا أنفسهم عربوناً للوطن ، وهم في مقتبل العمر
وربيع الحياة ...وربما معهم الحق في هذا القول ..
ولكن أقول : الأعمار هي دوماً بيد الله ، ونحن
كمسيحيين نؤمن إيماناً قاطعاً بمشيئته وإرادته عزَّ وجل
ولكن وضع الأسير أو المفقود يختلف كليّاً ..وأقول
هذا من خلال تجربة مررنا بها عندما وقع ( عمّي )
أسيراً في يد العدو الأسرائيلي ، وكم كانت تلك المحنة
صعبة علينا جميعاً .
أشكر مروركِ وكلامكِ النابع من قلبٍ صادق ومخلص..
ونحنُ كما تفضلتِ بإنتظار عمل الرب..

أخاكِ بالرب
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أخي وعزيزي أبو لبيب ..

يالله كم كان البابا بنديكتوس مُحقَّاً عندما قال: إن شهداء المسيحيّة
في الوقت الحاضر هم أضعاف أضعاف شهدائنا في أوائل إنتشار
المسيحيّة ..! وقداسته كان يعني جيّداً ما يقول .. لهذا أكتفى عند
هذا القول ، ولم يدخل في التفاصيل والإيضاحات التي هي واضحة
وجليّة تماماً للعين ..
صدقني ياأخي أبو لبيب كنتُ سابقاً أسخر إذا رأيتُ رجلاً يبكي ..!
لقد رثيتُ العشرات من الذين سبقونا إلى تلكَ الديار الأبديّة ..
كنتُ أرى الدموع المغرورقة في أعين الكثيرين ، أمَّا عيوني
فكانت تبقى ناشفة ، وقلبي صامد ( وهذه إحدى قواعد فنون الخطابة )
أما اليوم ياأخي ، فكلما تقدّم بيَّ العمر ، أراني أصبو نحو الطفولة ..
وربما مشهداً مؤلماً ، أو كلاماً حزيناً ، يجعلني أذرف الدموع..
( يقولون هذه علامات الأقتراب إلى الخاتمة )
والله أعلم ..!
أشكر مداخلتك ومؤانستك وموازرتك الأخويّة ..
(وأطلب من عزرت آزاخ الحنونة ، الله لايرويكن مكروه
وإنشالله تكون على طول أيامكن فرح وسعاده )
أخوكم بالرب
فريد
أبو بولص
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أخي العزيز أبن السريان

أشكر مداخلتك وسلاماتك ومشاعرك الجيّاشة تجاه
مايجري الآن في سوريّة الحبيبة ، لا أريد أن أدخل
في من كان المسبب والأسباب ، فهذا نتركه لرب العباد ..
( صارت الطاسة ضايعة ، وأختلط الحابل بالنابل ، وضاع
الشريف مع الشرّير )
لقد نقلتُ فقط مشاعري وأحاسيسي التي عشناها جميعاً
البارحة في الكنيسة ( مساء الناهيرة ) وأظن كانت هكذا
في جميع الكنائس السريانيّة الأرثوذكسيّة .
الرحمة وجنّات النعيم لشهداء الوطن الأبطال ..
والعودة والتحرير لكل المأسورين ، وبالأخص المطرانين
الجليلين ، والآباء الكهنة الأفاضل .
والأمن والسلام العاجل لسوريّة الحبيبة ، والعالم بأسره .

مع فائق تحيّاتي
أخاك بالرب
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أخي العزيز شمّاس إسحق ..رعاك الله .
يقولون : ( خير الكلام ما قلَّ ودل )
كانت هذه الكلمات القليلة مجرّد تعبير عن مشاعرنا
تجاه الأحبة المخطوفين ، وهي ليست مجرّد قصّة ..
بل واقعاً عشناه وأظن عشتموهُ أنتم أيضاً مساء الناهيرة .
أشكر مرورك ومداخلتك ودعائك وصلواتك وتضرعاتك
من أجل المطرانين ، ومن أجل إحلال السلام .
وفقكَ الرب
وحرستكَ عزرت آزخ
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: بكى الكاهن وبكينا. بقلم فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

الأخت العزيزة أم تغلات ....وفقكِ الرب .
لطالما معاناتنا ومحنتنا وقضيّتنا واحدة ..
بالطبع ستكون أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا
واحدة ..!
كلنا نتألم اليوم على ماجرى وعلى مايجري
لسوريّة مسقط رأسنا ومهد ذكرياتنا ..
نعم كلنا ننتظر الفرج من عند الله ..
لقد تكالبت أجناس كثيرة عليها
( الله يستر من الآتي ، وخصوصاً على شعبنا )
لانملك شيء سوى الصلاة والدعاء .
شكراً لمداخلتكِ ومشاركتكِ ..
ولتحرسكِ عزرت آزخ
أخاكِ بالرب
فريد
[/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الكاتب والراوي فريد توما مراد“