تفضل ما من هجرتنا أشرب قهوتك

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

تفضل ما من هجرتنا أشرب قهوتك

مشاركة بواسطة بنت السريان »

تفضل واشرب قهوتك واقرأ معي هذه القصة
لعلك قرأتها قبلا لكن للتذكير

المحاكمة

ارتكب أحد الرهبان خطأ كبيرا وقرّر إخوة الدير أن يدعوا أحكم النساك لمحاكمته. لم يكن الناسك الحكيم يريد أن يأتي في هذه المهمة ولكنه وافق أخيرا لأن الرهبان أصرّوا على ذلك. ولكن قبل الذهاب إلى هناك أخذ دلواً وثقب قعره في عدة أماكن فملأ الدلو بالرمل وذهب إلى الدير. وعندما رأى رئيس الدير ما فعله الشيخ سأله عن معنى ذلك فأجاب: أنا جئت لأحاكم غيري وخطاياي تجري ورائي مثل هذا الرمل في الدلو ولكن حيث أنني لا ألتفت إلى الوراء ولا أرى خطاياي فيمكنني أن أدين الغير. فقرّر الرهبان إلغاء المحاكمة في الحال.
لا تدينوني يا إخوتي الجميع قد أخطأوا وأعوزهم مجد الله إختبروا أنفسكم إن كان ضميركم قد صحا سترمون أحجار الرجم التي بأيدكم وتذهبون مطأطئي الرؤوس إلى بيوتكم
أما قصة اليوم فهي عن حنان دجاجة!!

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية، ففتح القناة الخاص بالأخبار المحلية بالراديو. عرف أن النيران قد اشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنه. اشتعلت في حقول القمح الشاسعة، وذلك قبل تمام نضجه بحوالي أسبوعين. إنه يعلم متى اشتعلت النيران في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها، فتحرق عشرات الأميال المربعة من زراعة القمح. عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله، فبدأ يفكر هكذا: ماذا أفعل؟ لا بد أن النيران تلحق بحقلي وتحطم منزلي وحظيرة الحيوانات وأفقد كل شيء! بدا يحرق أجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيته و حظيرة حيواناته محاطة بحقول القمح شبه الجافة. استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يصاب بيته ..... فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته ... حقاً قد أحرق بيديه محصوله، لكنة أفتدى بيته وحيواناته وطيوره. إذ أطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب، لأنه فقد محاصيله بيده. رأي دجاجة شبة محترقة، وقد بسطت جناحيها. تطلع بحزن إليها. فقد طارت بعض اللهب إليها لتحرقها. تسلك الدموع من عينه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب. بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة تجري ... امسك بها وأحتضنها. تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التي أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت، احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب، بل صمدت لتحمي صغارها، بينما يحزن هو على خسائر مادية! رفع عينه إلى السماء وهو يقول: مخلصي الحبيب ...
العبرة من القصة
الآن أدركت معنى كلماتك: كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها. أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياي. ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة.
كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا.


الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ قهـوة ديـريـك ديـلان“