كان في طور عبدين رجلًا فقيرًا ينادونه عمو كودو يجول بين القرى منادياً بين اهاليها من يفعل الخير خيرا يلقى ومن يعمل الشر شرا يلقى. مضت ايام واسابيع واشهر وسنين على هذه الحالة فقالت احدى النساء بينها وبين نفسها يجب ان اتخلص من هذا الفقير لقد عجزت من رؤيته. ومللت من جملته هذه سافعل به مقلبًا واخلص منه وارتاح ويرتاح أهل القرى المجاورة وفي احد الايام عرفت متى سيأتي الى القرية فاسرعت الى صنع العجين للخبز ووضعت في احد الارغفة مادة السم ثم خبزت ووضعت الرغيف المسموم جانبًا وفي الحال سمعت نداءه وهو يتقدم اليها مرددًا جملته الشهيرة ابتسمت المرأة وقدمت له ذلك الرغيف المحمر الحار اخذ الفقير الرغيف ووضعه في كيسه تحت قطع الخبز المجمع وبعد الانتهاء من دورانه في القرية دار وجهه نحو قريته وفي الطريق جلس بجانب نبع ماء لياخذ قسطاً من الراحة ثم يكمل المسير وفي الحال شاهد رجلاً ينزل من ظهر حصانه بجانبه قائلاً: له ياعم هل لديك خبزاً فانا جائع كثيراً فقال الفقير: نعم ومن خجله وكثرة تقديره للرجل اخرج ذلك الرغيف المحمر والساخن وقدمه له اكل الرجل الخبز وشرب من ماء النبع ولم تمضي لحظات حتى انتفخ الرجل ومات صرخ الفقير منادياً النجدة سمع اهل القرية لانها لم تكون بعيدة عن النبع وهرول رجالها نحو الصراخ والمناداة فشاهدوا شاباً ميتًا من قريتهم استفسروا عن الحدث من الفقير فسرد لهم ما حدث معه وصل الخبر الى ام الرجل الميت بكت ولطمت رأسها وخدشت وجهها قائلة: انا السبب بوفاة ابني اردت ان اختبر قول عمو كودو وسردت القصة وهي تقول صحيح يا عمو كودو: من يعمل الخير خيرا يلقى ومن يعمل الشر شرا يلقى.
منقول
منقول
