أنتهت الحرب على سوريا

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 348
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

أنتهت الحرب على سوريا

مشاركة بواسطة توما بيطار »

أنتهت الحرب على سوريا

😭😭😭 نهاية حلم، وبداية وجع...........

أنتهت الحرب على سوريا، لكنها لازالت في غيبوبة، وبرك الدماء لازالت ساخنة، والجمرُ يفتحُ فمه، والأجزاء التي بُتِرت واضحة للعيان ، بشكلٍ لا يقبل الجدل.
معظمُ أجزاء الجسد لازالت مُهشّمة ومُتفحّمة، ونصف أولادها هربوا في كلّ الإتجاهات، في الجو والبرّ والبحر والغابات أيضاً
كثيرون ماتوا قبل أن يصِلوا ، وربما ربع أبنائها ماتوا بأشكال مختلفة، والربع الباقي مُثخنٌّ بالجراح الداخلية والخارجية بأشكالها المختلفة أيضاً ،وجائعٌ أيضاً بعد أن سرق لصوص الداخل والخارج كل ما لديهم من خيرات، حتى أنهم بالإضافة للإغتصابات الجسدية، تعرّضوا للإغتصابات النفسيّة، وقطعوا عليهم الطعام والكهرباء والدواء والماء، وفرضوا عليهم حصاراً داخليّاً وخارجيّاً طويل العمر؟
تصافحت الأيادي، فالكبار يبقونَ كباراً ؟، يتخاصمون لظروف، ويتصالحونَ ،ويمدّونَ اليد لليد في ظروف أخرى، والموتى والدمار والجوع والإغتصاب والتشرّد/ العَوض بسلامة الكبار/
كلّ شيء قابل للإصلاح يا أبو صلاح، مادام الكبار بخير، والشعب غير مهم، الذي هاجر، هذا نصيبه، والذي مات الله يرحمه، والإعمار سيتم، والجائع والمُغتَصَب وأهل الموتى، الزمن كفيل بالنسيان؟
ومن المؤكّد أن الناس لن تسأل كثيراً وتُدقّق، فالبحث عن لقمة العيش والأمان أهَم، وما على الأزرع الخفيّة والظاهرة إلا أن تعمل( خطف هنا، وإنفجار هناك، وسرقة وقنبلة، وهجوم صاروخي، وطائرة مُسيّرة ) والشعب الباقي مشغولٌ بالطعام والأمان، والشعب المُهاجر هو الآخر، مشغولٌ بالرفاهية وأمور أخرى؟ .
أنتهت الحرب، لكنها بالواقع تبدأ كل يوم ، ولن تنتهي لتعود مرّة أخرى، فالحُكّام يحاربون كلّ يوم من أجل الثبات على الكراسي بالدرجة الأولى، والتجّار يحاربون من أجل الحصول على موافقات حقيقية أو وهميّة، لإدخال ما يزيدُ ربحهم، من خلال التزوير والتدوير ، والخفايا الجمركية، والتهريب والتسريب والإحتكار في وَضَح النهار.
الشعراء والكُتّاب يطلقون أقلامهم، برغم معرفتهم التامة، أن الكثير جداً من الكلام الصادق، تنهيهِ طلقة واحدة، والكثيرون باعوا ذممهم من أجل المال والمصالح.
الذينَ دفعوا دمّ قلبهم، وراهنوا على إسقاط أشخاص، فهجَّروا الملايين وقتلوا مئات الألوف، بالإضافة إلى الفواجع الأخرى ، ورفعوا رايات الإستسلام، لأن الأشخاص الذين راهنوا عليهم لم يسقطوا، وتداخلت المصالح على المسارح، وأعتذرَ الجارح من المجروح( ويا روح ما بعدك روح )
مَدّوا الأيادي، وندّدوا بالمُعادي ( ويا روحي كل شيء عادي؟ )، هكذا يحدث في الحروب، وما بعد الحروب.
أنتهت الحرب على سوريا، لكني أراها( ولستُ وحدي ) أنها قد بدأت من جديد، لذلك سارعت كلّ القوى التي صرفت المليارات من أجل تدمير سورية، وقتل شعبها، وتهجيره، إلى رفع الراية البيضاء، ومَد الأيادي للمصالحة، لتضع أسمها في مقدّمة الأسماء، لإعادة الأخوّة والإعمار ؟ بعدَ الدمار،ليصافح القادةُ القادة، بعدَ أن تعرّضَ شعب سوريا للإبادة؟!
حضارة العراق وسوريا أقدم الحضارات في العالم، والمُمتدّة لعمق 7000 سنة، وبعد الحرب تساوَت تقريباً مع حضارة الخليج والتي عمرها من عمري، ومعرض حضارتهم يحتوي على/ سيف وسرج ونعل خيل، وشحاطات ، وعصا لراعي، وأنواع من العكل والكفافي، و تنانير وصحون طائرة، عفواً : صحون حجرية وخشبيّة وما شابه؟
هكذا قضت السعودية وقَطَر ومعهما الخليج ودول كثيرة، عربية وغير ع عربية، بقيادة إسرائيل وأمريكا ووووو؟قضوا على البنية التحتية والفوقية ، لتنهض السعودية وقطر، بهمة من ساعدهما إلى واجهة الحضارة الحديثة، بعد تدمير الحضارات القديمة، ولذلك يركض الجميع بلا إستثناء إلى هناك حيث المال والشهرة ، وكل شيء مُزيّن بدم السوريين ، وينهضُ على جثث السوريين، الأحياء والأموات.
نهاية عام، وبداية عام جديد، هي نفس النتيجة للشعب السوري: صفر +صفر = صفر . جوع +عطش =جوع وعطش
تشرّد +موت = تشرّد وموت . وعدة دول صديقة جالسة على صدر سوريا للإستراحة لمدة خمسين سنة، تنتف الريش بدل الديون، وأتفق التجّار مع الأشرار، وكذلك أتفق الحامي مع الحرامي، والحاكم مع ما بقيتُ لولاكم، والمّتشرّد مع المُتمَرّد.
ضاعت أحلام السوريين بين بداية سنة ونهاية سنة، وبين بداية حرب ، ونهاية حرب، وبين بداية تشرّد...ولا نهاية للتشرّد.

* لستَ مُجبَراً على الكتابة، ولستَ مُجبراً على الشهادة للحق.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“