هل يقضي تعويم الجنيه على السوق السوداء في مصر؟

[إسحق القس افرام]

يرى خبراء اقتصاد أن تعويم الجنيه في مصر، الذي قام به البنك المركزي المصري، سيقضي على السوق السوداء للدولار، بعد التحرير الكامل لسعر الصرف.
وأعلن البنك المركزي المصري، الأربعاء، تعويم الجنيه بشكل كامل، وفقاً لآليات السوق، وانخفضت قيمة الجنيه أمام الدولار من نحو 31 جنيها إلى 50 جنيهاً في القطاع المصرفي الرسمي.
كما رفع البنك المركزي المصري، أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس، ما يعادل 6%، لتصل إلى مستويات 27.25%.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي وليد جاب الله، أنه لا يوجد تحرير لسعر الصرف في وجود سوق سوداء، طالما هناك تحرير كامل فلا مجال لسوق سوداء.
العرض والطلب
وقال جاب الله لـ24: السوق السوداء يحددها العرض والطلب، والآن البنوك يحددها نفس الأمر، ولا يوجد قيد على البنوك التجارية في تحديد أسعار الصرف، وبالتالي فالبنوك وشركات الصرافة ستخضع لآليات العرض والطلب وبذلك فلا منطقية لوجود السوق السوداء من أساسه.
تحرير كامل
وتابع الإعلان الذي تم هو إعلان تحرير كامل، والإجراءات التي اتخذت هي تحرير كامل، ولكي يتم كان لابد للدولة من أن يتوافر لديها عدد من المعطيات في قرارها، وبالفعل امتلكت الدولة هذه المعطيات من سيولة دولارية، ومحاربة المضاربة على الدولار، وإحالة كبار التجار المخالفين للقضاء.
وأضاف الدولة المصرية مدعوة بأن تلتزم بآليات التحرير الكامل، وفي آليات التحرير يحدث ارتباك في أول يوم، وقد يستمر عدة أيام، يعقبه استقرار، ثم يعقبه تراجع، فيما يتوقع أن يستقر الدولار بين 40 إلى 45 جنيهاً، إلى أن تأتي السياسات النقدية للحكومة المصرية، إما أن تدفعه للانخفاض أو تعود به للارتفاع مرة أخرى.
الهدف الأساسي
من جهته، أكد الخبير المصرفي د. أحمد شوقي، أن الهدف الأساسي من قرار التعويم هو القضاء على السوق السوداء للدولار.
وقال شوقي لـ24: الارتفاعات التي تمت في أول يوم للقرار، لم تكن بعيدة عن السوق أساساً، كما أنه قلل الفجوة، فالبنك المركزي انتظر لتقارب السوق الرسمي والسوق الموازي لأدنى نقطة، لكي يسبق السوق الموازي، وذلك ليعطي مؤشراً للمستحوذين أو العاملين أو التجار بأنه إذا كانوا يرغبون للتعامل بالدولار فالسوق الرسمي متاح، بل ومنافس للسوق الموازي.
إيجابيات أخرى القرار
وتابع كما أن للقرار إيجابيات أخرى، فالسوق كان سابق فعلاً وكانت هناك تحركات، ويأتي ذلك للضبط والاستقرار، التوقيت فقط هو الذي استغربه الناس نوعاً ما، كما أن تحويلات المصريين بالخارج كانت بها مشكلة، وشهدت انخفاضاً كبيراً، وبذلك تعود الثقة للمصريين العاملين بالخارج، ما يؤدي إلى ارتفاع الحصيلة الدولارية من تحويلات المصريين.
موارد دولارية
وأضاف كما أن الوضع الآن سيكون جاذباً للاستثمار المباشر بعد صفقة رأس الحكمة، إضافة إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على تمويل جديد يتخطى الـ8 مليارات دولار، فالآن أصبح لدى مصر موارد دولارية، خففت من الوضع عما حدث في المرة السابقة للتعويم.