: لكلِّ صديقٍ طعمْ
كثيرونَ تمرُّ خُطاهم أمامكَ
أو خلفكَ
أو إلى جانبكَ
لكنّ الظلَّ يختفي برمشةِ عين.
كثيرونَ تظهرُ معادنهم
في أوّلِ طلعة وانيك
أو في نزلة سويديك .
ربما كلمة صادقة منك
تخفي أسماء كثيرة من حسابك
وربما لحظة عِتاب منك
تغلقُ شبابيكَ كثيرة في وجهك.
لكلّ صديق طعم
هناك أصدقاء بطعم البابونج
وأصدقاء بطعم الموسيقى
وأصدقاء بطعم الحرف
وأصدقاء بطعم الخس البرّي
وأصدقاء بلا طعم؟
أنا أُقدّس الصداقة
أرسم عليها صليباً لايخون
ولا يطعنُ في الظهر.
أكرهُ من يصطادُ ضعفي
ويبيعني من أول صفعة
ويصطادُ مرضي
أو ربما تخريفي .
أستغربُ من صديقٍ
يتركني في منتصف الطريق
أو يغمزُ عندما أديرُ ظهري
أو يحاربني من أجل رأي
ويلقي الخبز والملح للقطط .
أستغربُ من صديقٍ يستغلُّ محبتي
ويجرّني خلفه كحمار
وأنا ألهثُ من خوفي عليه
ولم تكن إلا كذبة نيسان؟
أحدُهم: كلمة منهُ فقط
كانت ستمسحُ سنوات من حزني
لكنهُ لم يقُلها
آخر: تركني ومشى
عندما أهدوهُ قرار تحنيطي؟
وهناك أصدقاء بطعم الصدق
اشتروا كلّ أخطائي
وضعوا المرهم على تقاطع السياط
رفعوني عندما سقطتُّ
أرسلوا سلاماتهم مع الحمائم
حملوا معي بعض الصخور
غسلوا معي بعض الهموم
ساعدوني في فتح نوافذي
ضحكوا مع الفراشات القادمة
ورقصوا معي بعيد ميلاد الشمس
