16 سنة على الرحيل
عندما يبعدونَ عنّا
يصبحونَ جزءً من ذكرى
مُتغيّرة الملامح
كظلالٍ وفراشاتٍ باهتة الألوان
يروحوحونَ ويجيئون أمامنا
يُشجّعوننا كي نفرحَ في باقي أيامنا
لكننا لانفهمُ الإشارات
فنضيعُ في المتاهات.
كم من الزمنِ ، تبعُدينَ عنّي أمي
هكذا أقيسُ شوقي بالمسافات
حتى وإن رأيتكِ في منامي
أحسُّني امتلكتُ عواصمَ ومساحات
وأتعجّبُ لأُناسٍ أراهم أمامي
لايُبالونَ لعذابِ وحزنِ الأمهات
ولايدرونَ أن الأمهات جنّةٌ
ومن غيرهنَّ، صحراءٌ هي الحياة .
في كلِّ سنةٍ يا أمي
أقترِبُ منكِ خطوات
ويزدادُ تفكيري بك
بآخرِ عقدٍ من السنوات
وحمدتُ الله ألفَ مرّةٍ
لرحيلكِ والطوفانُ في البدايات
فالحربُ أثقلتْ ظهورَ النساء
قتَلَت فلذّات أكبادهنَّ الغاليات
كم رأيتُكِ بينهنَّ تبكينَ
عَلَويّاتٍ مظلوماتٍ ومسيحيّات
ولا لومَ لنا على سِنّةِ بلادنا
كانوا مثلنا قليليّ الهفوات .
كم أشتاقُ إليكِ يا أمي
وأخافُ من جفافِ الذكريات
وطبعاً أنا على يقينٍّ تامٍّ
لا فرقَ بين الموت والحياة .
لازالت مرسومةً على جبيني
لمساتُكِ وآثار القُبلّات
ولازالت في قلبي وآذاني
موسيقا صوتِكِ والصلوات
اخبارنا يا أمي هيَ هيَ
الأولادُ والأحفادُ والبنات
وأوضاعنا أفضلُ بالمادّياتِ
لكنَّ أرواحنا تغوصُ في الظلمات ؟
من لهُ أم فليحافظ عليها
ورحم الله كلّ الراحلات