ــــــــــــــــــــ
هم أهلي وأنا منهم
تشتتوا في كافة الأصقاع
فلاأرض تثبّت أقدامهم
ولاخيمة تلملم الأوجاع
فماذا يفيدُ الحديث في محنة
وماذا يفيدُ مايخطّه اليراع ؟
فمن هاجرَ من الظلمِ قد هاجر
ومن باعَ أملاكه قد باع
خارطةٌ أصبحت أوجاعَ شعبي
وملحمة أصبحت أسطورةُ الضياع
في كلّ مغترب أصبحوا وطنا"
ولفتهمْ المحنُ وشلّهم الصراع
فلا فكرَ يجمعُ أشتاتهم بعدُ
ولا استطاعت أن تجمعهم الأوجاع
يختلفونَ على مااتّفقوا عليه
ويتفقونَ على أن الحلمَ ضاع
والبسطاءُ منهم قد استهوتهمْ (بقجٌ)
وأحاديثهمْ كيف يُزرعُ النعناع
والمثقفونَ قد حملوا اختلافَ آرائهم
وحملوا في زوادتهمْ ( جطلا" ومرقاع )
كلّ يحسُّ أنه هو الزعـــيمْ
ومجحفٌ مَنْ خالفَ رأيَ السباع
ونسوا أن السريانَ كانوا قديما"
حضارة الرافدينِ ومركزَ إشعاع
والجهلُ قد أعادهمْ إلى قبائلَ
وتكاثرَ بين القبائلِ النزاع
والمصيبةُ أن المثقفينَ غرقوا فيها
وأعدادهم لاتنقصُ بل في إرتفاع
فالمُهيبُ قد عُيّنَ مرشدا" عامّا"
والمُخبِرُ قد عُيّنَ وزيرا" للدفاع
ويلٌ لقبائلَ كثُرَتْ فيها رؤوسها
وعُيّنَ الولاةُ دونَ رأيّ أو إجماع
وضاعَ السريانُ بينَ الوطنِ والمهجر
وعن سوءِ احترامِ بعضهم الأمرُ شاع
فلا كبيرَ يرجعونَ إليه في المصائبِ
ولا صغيرَ يُفَسَرُ له سوءَ الأوضاع
فمتى ينهضُ السريانُ من كبوتهم
ومتى يرتاحُ آرامُ من الأوجاع .
توما بيطار