غربة بكماء
¨
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
ما حصدته من بيادر رحلة عمري كبله العوسج, وخطّه الدهر على جبيني وشيب مفرقي, كل يحكي ما في جعبته وقد جفت الدموع في مآقيه,غارقاً بلهثات الحرف في غربة بكماء,ونار الحنين يلهب أحشائي,و يعلو تموجات الشفق في سمائه.
تتوه ذاكرتي ساعات بين منعطفات الروح, وتحملني لماضي بعيد, أتتنقّل بين كمٌّ من الصور, وأبكي من شدة الشوق ,في أعماق ليل,فيه لا يسمعني سوى صوت عقارب الساعة المعلقة على الحائط قبالتي ,تنبهني أن الزمن بسرعة يجري ,ووحده يأخذ الجعالة في الجري, تاركا وراءه تاريخا يحكي بدواخلنا, حصاد السنين وشقاء الأيام , كيف ذهب سدىً في ليلة وضحاها , نعيش على هامش الحياة دون رغبة,لا نستطعم سوى مرارتها فالحوادث والأحداث قصمت ظهر سعادتنا.
شريط سينمائيٌّ تعرضه الذاكرة ,تقيّدك بين تسلسل الحوادث والأحداث, في موجات حزن عميق , فالعمر مرَّ بسرعة البرق, والزمن سرق منّا أمنياتنا,دارت بنا الدوائر,فإذا نحن على كف المجهول ,لانعلم لأي حال مصيرنا يؤول .
فلم أجد قط, سوى حرفي يطفيء غليلي , ويخفف عني, فأبوح لقلمي بمكنونات جوارحي , تلسعه نيرانها , يشاركني ألمي ,يحس بمعاناتي , فيسيل لعابه فوق نصاعة قرطاسي ,مدوّناً مذكّرة للتاريخ تشهد بعد وفاتي