صرخة ُ التّرابْ .. لأصحاب ِ الألبابْ ..؟!! شعر وديع القس

أضف رد جديد
وديع القس
عضو
عضو
مشاركات: 335
اشترك في: السبت فبراير 19, 2011 1:23 am

صرخة ُ التّرابْ .. لأصحاب ِ الألبابْ ..؟!! شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس »

صرخة ُ التّرابْ .. لأصحاب ِ الألبابْ ..؟!! شعر وديع القس
إنَّ الحياةَ بدونِ النّورِ مُنسَحِقَا
والعقلُ نورٌ وللإنسانِ مُختَلَقَا

الحياةَ بدونِ النّورِ في عدمٍ إنَّ
والنّورُ علمٌ وأخلاقٌ ومُنطَلَقَا

وكلُّنَا أخوةٌ ، والعقلُ يجمعُنَا
وفاقدُ النّورِ بالأعتامِ مُنغَلِقَا

فاسْكِبْ بنورِكَ هذا الحبُّ مُندَفِقَا
فالشّمسُ إرثٌ وللعشّاقِ مؤتَلِقَا

فازرعْ بحبِّكَ هذا النّورُ في كرَم ٍ
وللبشائرِ دربا ً منهُ نَنعتِقَا

علِّمْ بنورِكَ للأجبالِ ما صَنَعَتْ
يدُ الكريمِ بفضلِ الله ِ منغدِقَا

الصّدقُ نورٌ فكنْ خلّا ً لصاحبهِ
واسْحَقْ بصِدقِكَ لونُ الكذبِ والمذَقَا

العلمُ نورٌ فكنْ للعلمِ مدرسة ٌ
تعلِّمُ الجّيلَ دربُ الحقِّ والخُلُقَا

الحبُّ نورٌ فكنْ للحبِّ عاشقُهُ
وانثرْ بحبِّكَ عطرَ الروحِ والعَبَقَا

السِّلمُ نورٌ وفيهِ المرءُ يرتفعُ
معَ الخلودِ وللأمجادِ مُلتَحَقَا

إنظرْ إلى الأرضِ كيفَ الأرضُ تحترقُ
والعقلُ محتَجَزٌ ، بالعتمِ مُختَنِقَا ..؟

قدْ ذلَّهَا الجّهلُ كالطّوفانِ يكتسِحُ
كلُّ الزّهورِ الّتي تيجانُهَا ألَقَا

ويسحقونَ جميعَ الوردِ إنْ عَشِقَتْ
نورُ الإلهِ ونورُ العلمِ إنْ بَرَقَا

ولا تُفَرِّقُ بينَ الأنسِ من بشَر ٍ
فالكلُّ عندهُمُ ، بالمارِدِ الفسَقَا

وأينَ من وطنٍ ، والكونُ يحسِدُهُ
إبنُ الحضارةِ والتّاريخ ِ والفلَقَا ..؟

وعزّةُ الشّامِ تشكوْ جرحُهَا أَلَمَا ً
وفي العراق ِ رموزُ العلمِ مُنفَلِقَا

وبابلُ العَجَبِ ، تبكي حدائقَهَا
والطّيرُ يهجرُهَا ، كالتّائه ِ الطَّلِقَا

وجلّقُ الشّامِ أحجارٌ مبعثرةٌ
ومجدُ آرامَ أضحى وَكْرَ ما نعَقَا

كلُّ الخليقةِ بالثّوراتِ ترتفعُ
إلّا الجهالة َ في ثوراتِهَا زَهِقَا

وحقدُهَا هدفٌ ، للموتِ والقَهَرِ
ولا تميّزُ بينَ الّلونِ والعُرُقَا

والشّرقُ يخشى ضمورَ العقل ِ مُرتَحِلا ً
فالجّهلُ لا يعرفُ الإكرامَ والشّفقَا

يا شرقُنَا وبهاءُ الشّمسِ منبَعَهُ
والشّمسُ قدْ ألِفَتْ ألحاظهُ شَرِقَا

وأرضُنَا كرمةُ الأعراقِ والنّسَبِ
ومنْ ولادتِهَا ، جيناتُهَا صدَقَا

وعلّمتنَا بأنَّ الصّدقَ مدرسة ٌ
وأنْ نكونَ لها ، الرّائدُ السّبقَا

وعلّمتنَا بأنّ الحبَّ ملحمة ٌ
وأن نكونَ لها ، الفارسُ العَشِقَا

ضحّتْ بأدمُعِهَا تبكيْ وتنتحبُ
والقلبُ قدْ شقّهُ الغدّارُ مفترِقَا

منْ شرقِنَا لَمَعَتْ أنوارُ كوكبِنَا
ومنْ ثراها غدا الإنسانُ منطلِقَا

وأحرفُ الكونِ من أعلامِهَا نَبَعَتْ
وتحفةُ الكونِ من آثارِهَا طفقَا

لا ينفعُ المالُ والخلّانُ في ألمِ
ما لمْ يلازمهُ الإكرامُ والشّفقَا

لا يرفعُ المرءُ أموالاً ولا ذهَبَا
ما لمْ تزيّنهُ الأفكارُ والخُلُقَا

وللبشائرِ ربٌّ واحدٌ أبَدَا
فهوَ العليمُ بسرِّ القلبِ ما صَدَقَا

يا شرقُ إنْهَضْ منَ الأعتامِ مُختَرِقَا
فالأرضُ تصرخُ كالعطشانِ للرَّمَقَا

فالشّمسُ لا تختفيْ ، من غيمةٍ عَبَرَتْ
والحقُّ لا ينتهيْ ، من جاهل ٍ سَمَقَا

إنَّ الحقيقةَ َ شمسٌ سوفَ تنبلِجُ
مهما تلبّدَهَا ، الإعصارُ منطبِقَا

لا تحسبوا لجمالِ الشّكلِ مُفتَرَقَا
ففي المآسيْ جمالُ المرءِ يأتَلِقَا

يا عاشقَ النّورِ ، لنْ تخبوْمعالِمُكَ
فكلُّ أعتامهُمْ ، بالغيمة ِ المَرَقَا

يا ناصرَ العلمِ والأوجاعُ تنتظِرُ
طبيبُ روحٍ يداويْ الجّرحَ والدَّهَقَا

يا صاحبَ النّورِ والأطفالُ قدْ حُرِمَتْ
منَ المدارسِ والأحلامِ والشّفَقَا

تجمّعتْ شلّةُ الأغرابِ تحرقُهَا
تُهدِّمُ الإرثَ والتاريخَ والأَلَقَا

ياوارثونَ لضوءِ الشّمسِ انتصِبُوا
فالويْلُ آتٍ منَ الأغرابِ والحَمُقَا

يا وارثونَ لضوءِ الشّمسِ اتّحدُوا
فالشّرقُ يهوى من َ الآثامِ والفَسَقَا

دعُ الخلافَ دفينا ً في سرائرِكُمْ
واستمتِعُوا بنسيمِ الحقِّ مُنطَلَقَا

حبلُ الخِداعِ قصيرٌ في مسافتهِ
وفي الرّياءِ جبينُ المرءِ مُندَبِقَا

وفي الضّغائنِ تهديمٌ وتفرقةٌ
وفي السّلامِ جراحُ الحقدِ تنطبِقَا

وصاحبُ السّلمِ مرهونٌ لخالقهِ
وصاحبُ الحقدِ أشواكٌ ومُحتَرِقَا

لا ينفعُ الحقدُ في ترميمِ منزِلَة ٍ
وكيفما بُنِيَتْ ، بالهدمِ مُلتصِقَا

سيروا على جبلِ الإفصاحِ والعدُل ِ
ففي العنادِ طريقُ الحقِّ مُنغلِقَا

وشيمةُ المرءِ بالآلامِ تُكتَتَبُ
ووقفةُ العزِّعندَ الحاجة ِ الخَنِقَا

وفي الصّعابِ يُبانُ المرءُ معدنهُ
وفي الأتونِ يُبانُ المعدنُ الصّدِقا

هذي البلادُ تناديكمْ على وجَع ٍ
أينَ النّسورُ الّتي تعلو وتنطلِقَا..؟

قدْ ناءَ ظهريْ منَ الأتعابِ والظّلمِ ِ
أينَ العقولُ الّتيْ منْ فكرِهَا العتَقَا..؟

أينَ الرّجولةُ والإقدامُ والهِمَمُ
أينَ اليراعُ الّذي فيْ حبرهِ الألَقَا ..؟

وصرخةُ التُّرْبِ تحتَ الدمِّ مُختَنِقَا
فأينَ منْ وقفةِ الجبّارِ والوثقَا ..؟

كونوا على قدرِ المسؤولِ من وطن ٍ
قدْ مزّقتهُ شرورُ الجهلِ والحَمُقَا

وديع القس ـ 22. 6 . 2015




[/color][[/size]/center][/b][/size][/color]
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
Michel Massoud
عضو
عضو
مشاركات: 275
اشترك في: الجمعة إبريل 24, 2015 3:51 am

Re: صرخة ُ التّرابْ .. لأصحاب ِ الألبابْ ..؟!! شعر وديع القس

مشاركة بواسطة Michel Massoud »

وجلّقُ الشّامِ أحجارٌ مبعثرةٌ ... ومجدُ آرامَ أضحى وَكْرَ ما نعَقَا
لا يرفعُ المرءُ أموالاً ولا ذهَبَا ... ما لمْ تزيّنهُ الأفكارُ والخُلُقَا
جميل جداً ومؤثر ويدعوك للتوقف عند كل بيت...
very good job...Chapeau Bas
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الأديب وديع القس“