كنيسة مار توما في الموصل

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

كنيسة مار توما في الموصل

مشاركة بواسطة بنت السريان »

كاتدرائية مار توما في الموصل... أقدم كنائس المدينة تروي اسفارا من الذكريات
[attachment=0]كنيسة مارتوما في الموصل.jpg[/attachment]
منقووووووول

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد

عطر من ذكريات تنسمته وانا أحث الخطى نحو كنيسة مار توما في محلة الساعة ففي طريقي إليها تزاحمت الذكريات كونها كانت أول كنيسة افتح عيناي عليها واغتذ من الألحان الكنسية وأشنف أسماعي على وقعها في حاضرة هذه الكنيسة التي يشترك مؤمنو كنيستنا في شريط الذكريات وما أجملها ولاتسقط من ذاكرة احدهم الصلوات التي كانت تقام فيها خلال أسبوع الحاش وما يعرف بأسبوع الآلام التي تسبق عيد القيامة المجيد او حينما يتجمع تلاميذ المدارس المسيحية ليحتفلوا بعيد الميلاد وقد تزينوا بأبهى ما لديهم اما نحن من تربى روحيا بقرب الكنيسة من خلال تتلمذنا في مدرسة الغسانية لن ننسى جهود الشماس عامر اسكندر والذي نال سر الكهنوت ليصبح الأب بولس وهو يقودنا الى الكنيسة لنشترك بقداس الأحد او لنحتفل بمناسبة روحية ..لاانكر إنني عشت شريط ذكريات وانا اقترب رويدا رويدا من كنيستي لاتفاجا بان الطريق الذي طالما مررت منه نحو الكنيسة أغلق لدواعي أمنية فاضطررت لأتوجه لطريق أخر كسيت جدرانه بعبارات بطلاء اسود اختلفت ما بين تحية للقوات الأمنية وأخرى تبحث عن أفق لإطلاقها من حيطان الشعارات التي تعودناه هنا في الموصل.

فرصة مهمة أردتها لأطل على كنيسة مار توما بينما يستعد مسيحيو الموصل للاحتفال بتذكار القديس شفيع الكنيسة والتي تفتخر بامتلاكها لذخائره في إحدى زواياها ..أعود لاستنطق التاريخ قبل ان ابتدء في التكلم عن الكنيسة من واقعها الذي تعيشه حاليا حيث يشير التاريخ حسب مصادر منها كتاب تاريخ أبرشية الموصل السريانية للمطران صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس الصادر عام 1984وكتاب كنائس الموصل للأب الدكتور يوسف حبي الصادر عام 1980 وكتاب ذخائر مار توما الرسول في كاتدرائية مار توما الاثرية في الموصل من إعداد الأب الدكتور يوسف اسطيفان البناء والصادر عام 2010 حيث اجمعوا على ان كنيسة مار توما من أقدم الكنائس الموجودة حاليا وهي أقدم ذكر تاريخي بين كنائس الموصل حيث لايعرف تاريخ تأسيسها على وجه التدقيق.

وهنالك تقليد قديم يشير الى ان الكنيسة شيدت في عهد الرسل ومن المؤكد أنها كانت عامرة في القرن السادس الميلادي وفي عهد الخليفة المهدي حيث استمع الى شكوى بخصوصها سنة 770 م لدى زيارته الموصل حيث حاول البعض هدمها إثناء فتنة شعبية وهنالك تقليد يفيد بأنها كانت مسكنا لأحد المجوس فلما امن حوله الى دار عبادة وان مار توما حل في هذه الدار وهو في طريقه الى الهند وقيل أيضا أنها كانت أصلا معبدا للمجوس فحولت الى كنيسة بعد اهتدائهم ومهما يكن فالكنيسة قديمة جدا وتقع تحت مستوى سطح الارض بنحو 3 أمتار وينزل إليها بدرج طولها23 م وعرضها 26 م وهي مؤلفة من كنيستين احدهما صغرى والأخرى كبرى والصغرى أقدم وأكثر انخفاضا ولما شيدت الكبرى ردمت الصغرى الى النصف لتصبح بمستوى الحديثة والكبرى التي تبدو الأحدث حيث تضم المذبح الرئيسي قدس الأقداس والى جانبه مذبحان الأيمن منه يحمل اسم مار بهنام والأبواب الرئيسية للمذابح الجانبية في الكنيسة الكبرى ومذبح الكنيسة الصغرى زينت برسوم نافرة لأشخاص يمثلون الرسل حيث كان هذا التقليد ساريا أبان القرن 13 الميلادي ..

وشهدت الكنيسة عمليات ترميم وتجديد عديدة وفي فترات متفاوتة حيث ان أقدم تجديد معروف لها كان عام 1744 وهو موثق بكتابة كرشونية مثبتة على الجدار الجنوبي للكنيسة اما الأخطر في سلسلة التجديد والترميم ما تم اكتشافه عام 1964 على عهد المطران مار سويريوس زكا (قداسة البطريرك اليوم )حيث تم اكتشاف ذخائرمار توما ونظرا لاهميتها التاريخية والاثرية أدرجت في دليل السياحة العالمي كما تضم الكنيسة مدفن للاباء يضم رفات بعض البطاركة والمفارنة والمطارنة فضلا عن خدامها من الاباء الكهنة ونورد هنا بعضا من الاباء المدفونين وهم البطريرك اسحق الثاني المتوفي عام 1724م والمفريان متي الثاني 1727م والمفريان باسيليوس لعازر 1759م والمفريان بهنام الرابع1859م والأسقف قورلس رزق الله المتوفي عام 1772م والأسقف قورلس عبد العزيز 1816م والمطران مار ديونسيوس بهنام سمرجي 1911م والمطران مار اثناسيوس توما قصير 1951.

هذا فيما يخص تاريخ الكنيسة عبر عهودها أما اليوم فهي تعاني من تسرب المياه إليها كونها على ارتفاع منخفض مما يجعلها عرضة لتسرب المياه الثقيلة إليها من البيوت المجاورة ويهددها بانهيار جدرانها التاريخية والتي نقش على اغلبها علامة الصليب وفق طراز الحقب التي مرت عليها لتؤكد تلك الجدران إننا أمام تحفة كنسية نسعى لان نناشد المختصين بالاثار الى الاهتمام إليها ومد يد العون من اجل إيقاف تسرب المياه التي بات تهددها وتجعلها على شفا الانهيار وهي درة روحية مهمة ففيها الى جانب تلك الاثار لوحات فنية جميلة بألوان زيتية لبعض المطارنة الذين ترأسوا رعية الموصل فضلا عن لوحة فنية قيمة لامنا العذراء تم اكتشافها مؤخرا كما ان الكنيسة نالت نصيبها من الهجمات التي استهدفت كنائس الموصل فتعرضت لهجوم بعبوة ناسفة في كانون الاول عام 2008 اضر بالكثير من أجزائها وبخاصة بابها الرئيسي الذي بقي عليه الصليب شاخصا يمنح المؤمنين قوة .. وإذ تعلو صلوات المؤمنين اليوم محتفلة بتذكار القدس مار توما الرسول فان الأكف تتضرع في إنقاذ الكنيسة من الانهيار كما نجت في سابق عهدها من الهدم كما ذكرنا ولنتلو مع الشماس صلاة القديس مار توما في كتاب الحوسايات ونقول :"أعطنا ربنا ان نتأمل بعيون ضمائرنا جراحك المقدسة وننظر بعين الروح الى موضع المسامير" .

ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى أمكنة ومواقع سريانية“