الضمير الطاهر وناموس الله.؟

[Alrban Rabola]

الضمير الطاهر وناموس الله.؟
الضمير: سر إلهي لا يدركه إلاَّ من كان مُسلماً ذاته لروح التجرد والتضحية المثلى لأجل الاخر، ولذلك هو استشعارٌ أزلي من الله للأنسان لكي يبلغ الكمال لأنه قوة ثالثة خفية مع الروح والقلب.
والذي لا ناموس له كالأممي مثلاً بفعل الطبيعة ما هو في الناموس ويصبح ناموسًا لنفسه ويشهد له ضميره على حد قول الرسول بولس بوق الانجيل:" الامم الذين بلا ناموس ( شريعة)، عندما يُمارسون بالطبيعة ما في الناموس، يكونون ناموساً لأنفسهم، مع أنَّ الناموس ليس لهم. فهم يُطهرون جوهر الناموس مكتوباً في قلوبهم، ويشهد لذلك ضميرهم وأفكارهم في داخلهم، إذ تتهمهم مرةً، وتارةً تُبرئهم."(رو 2: 14 و15)
غير أنَّ المسيحي المولود من روح الله ولادة جديدة بمعمودية الروح والفكر والقلب والضمير كقول الرب يسوع المسيح لنيقوديموس:" المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح روحٌ هو."( إنجيل يوحنا 3: 6) ضميره يكون نير باستمرار لأنًّ روح الله القدوس هو روح النعمة والصلاح واليقظة والعطاء والسلام.
كما أنَّ الضمير والإيمان متصلان اتصالًا وثيقاً لا ينفصلان بتاتاً ولا ينفصم أحدهما عن الآخر كقول الرسول لتلميذه تيموثاوس:" أما المدبرون ( المؤمنون) يتمسكون بحقائق الإيمان الحقَّة بضميرٍ نقي." (1 تي 3: 9 )
ويكمل الرسول بولس في شرحه لهذه المسألة وهو يوصي تلميذه تيموثاوس في حال التخلي عن الضمير الحي يؤدي الامر إلى زعزعة سفينة ايماننا بالمسيح يسوع كقوله:" هذه التوصيات، يا ابني تيموثاوس، اسلمها لكَ، بمقتضى النبؤات السابقة المختصة بك، وغايتي أن تُحسن الجهاد في حربك الروحية، متمسكاً بالايمان، وبالضمير الصالح، هذا الضمير الذي تخلَّى عنه بعضهم، فأنكسرت بهم سفينة الإيمان. " 1: 18و 19).
على المؤمن والانسان عموماً لا فقط الألتزام بما هو مسموح أو غير مسموح فعله حتى يكون مبررًا بعين نفسه والاخرين والشريعة، بل يجب أن يحب الله والقريب والآخر ولا يكون لهم معثرة عن معرفة لأن المؤمن يعرف طريق التوبة أما غير المؤمن قد يتوه في فيافي هذا العالم الواسع (1 كورنثوس 8: 7-13 و10: 28-31).
ويؤكد لنا الرسول بولس في عبرانيتهِ ": فلنتقدم إلى حضرة الله بقلب ( ضمير) صادق وبثقة الايمان الكاملة، بعدما رش الدم قلوبنا من كل شعور بالذنب ، وغسل الماء النقي أجسادنا. (عب 10: 22).
إلى هنا أعاننا الرب.
الأب رابولا ـ السويد.