تعاليم يسوع عن الطلاق ـ الزوج والطلاق!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54313
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

تعاليم يسوع عن الطلاق ـ الزوج والطلاق!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيل متى ص 19
ولما أكمل يسوع هذا الكلام انتقل من الجليل وجاء إلى تخوم اليهودية من عبر الأردن
وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين له: هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب فأجاب وقال لهم: أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدا واحدا إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان قالوا له: فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق قال لهم: إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا وأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني، والذي يتزوج بمطلقة يزني قال له تلاميذه: إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة، فلا يوافق أن يتزوج
فقال لهم: ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطي لهم.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ وضع يوحنا المعمدان في السجن ثم قطعت رأسه لمجاهرته برأيه بالنسبة للزواج والطلاق. وأراد الفريسيون أن يوقعوا بيسوع أيضاً. أرادوا أن يحتالوا على الرب يسوع ليتخذ له موقفا في منازعة لاهوتية، فقد كانت هناك جماعتان رئيسيتان لهما آراء متعارضة في قضية الطلاق، فالجماعة الأولى كانت تؤيد الطلاق لأي سبب تقريبا،. أما الجماعة الثانية فكانت تسمح بالطلاق في حالة الخيانة الزوجية فقط. وكان ذلك لاختلاف الجماعتين. ولكن الرب يسوع، في جوابه، ركز على الزواج أكثر مما على الطلاق، فأوضح أن الكتاب المقدس يقصد أن يكون الزواج رباطاً دائماً وحيث قدم أربعة أسباب لأهمية الزواج.
ـ ومع أن الطلاق كان سهلاً نسبياً، في أزمنة العهد القديم، إلا أنه لم يكن أصلا من مقاصد الله. ويجب أن يضع الزوجان عدم الطلاق نصب أعينهما منذ البداية، وأن يبنيا حياتهما الزوجية على أساس الالتزام والحب المتبادلين. وهناك أيضاً أسباب إيجابية للامتناع عن الزواج، أحدها أن يكون لدى الإنسان وقت أوسع لخدمة ملكوت الله، فلا تظن أن الله يريد من كل واحد منا أن يتزوج، فلعله من الأفضل للبعض ألا يتزوجوا. فتأكد من أن تطلب مشيئة الله في الصلاة، قبل أن تندفع إلى الالتزام بحياة زوجية طيلة العمر.
ـ فلدى البعض عوائق طبيعية تمنعهم من الزواج، بينما يختار آخرون عدم الزواج، لأنهم في وضعهم القائم، يستطيعون أن يخدموا الله أفضل وهم عزاب، فلم يعلم يسوع بالامتناع عن الزواج لمتاعبه، أو لأنه يسلبنا الحرية، فهذه أنانية، ولكن أحد الأسباب الطيبة للبقاء بدون زواج هو استخدام الوقت والحرية لخدمة الله. وقد تكلم الرسول بولس بتفصيل عن هذا الموضوع في الفصل السابع من الرسالة الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس.
{ كانت كورنثوس بوتقة ضخمة فيها ثقافات مختلفة وتفاوتت فيها الثروات والديانات والفلسفات والمعايير الأدبية. وكانت لها شهرة واسعة في المغالاة في الاستقلال والانحلال كسائر مدن العالم. وقد دمر الرومان كورنثوس عام 146 ق.م. بعد قيام ثورة فيها. ولكن في عام 46 ق.م. أعاد يوليوس قيصر بناءها لموقعها كميناء استراتيجي. وفي أيام الرسول بولس (50م) جعل الرومان من كورنثوس عاصمة لأخائية (اليونان حاليا). وكانت مدينة كبيرة، تزود روما بمكاسب كبيرة بتجارتها وكذلك بحمايتها العسكرية لمينائها. ولكن ازدهار المدينة جعل منها مركزا لكل أنواع الفساد، فازدهرت فيها الوثنية، فكان فيها أكثر من اثني عشر معبدا وثنيا، بها أكثر من ألف عاهرة، حتى أصبح يطلق على العاهرات في المدن الأخرى "بنات كورنثوس".
ـ وإذ يوجه الرسول بولس تحياته إلى "المسيحيين في كل مكان"، يبين، بكل وضوح، أن رسالته إلى الكنيسة في كورنثوس ليست رسالة خاصة، فمع أنها تعالج بعض القضايا الخاصة التي كانت تواجه الكنيسة في كورنثوس، إلا أن جميع المؤمنين يجدون فيها تعليما يحتاجونه. ولابد أن الكنيسة في كورنثوس كانت تضم مؤمنين من طبقات متباينة، من تجار أثرياء إلى عمال عاديين، ومن عاهرات سابقات بالمعابد الوثنية، إلى عائلات من الطبقة المتوسطة. ولوجود هذا التفاوت الكبير بين الناس وخلفياتهم، شدد الرسول بولس أقصى تشديد على الوحدة.
ـ تشعر الدعوة الشخصية الإنسان بأنه مرغوب فيه. وقد دعانا الله دعوة شخصية، من خلال كلمته، لنكون مواطنين في ملكوته الأبدي. ولكن الرب يسوع المسيح، ابن الله، هو وحده الذي يستطيع أن يدخلنا إلى هذا الملكوت المجيد، لأنه يرفع عنا خطايانا. وقبول دعوة الله معناه قبول ابنه يسوع المسيح، والاتكال على العمل الذي عمله على الصليب ليغفر خطايانا }.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“