سلسلة من كنز الآباء السريان (6)
من أقوال آبائنا العظام عن فضيلة التواضع
للملفان الفيلسوف مار موسى ابن كيفا 813 – 903 +
من أقوال آبائنا العظام عن فضيلة التواضع
للملفان الفيلسوف مار موسى ابن كيفا 813 – 903 +
ان محاسن النفس طراً , حين تكون محتفظة بطبعها , هي جميلة رائعة بيد ان أكثرها زهوراً ولألأة هو جمال التواضع والوداعة الذي يميزنا عن البهائم , ويبين لنا أننا بشر , بل يشبهنا بالملائكة , ذلك الجمال الذي كثيراً ما تحدّث عنه المسيح , موصياً إيانا بان نكون ودعاء متواضعين , كيف لا وقد حقق هذا الامر بنفسه , إذ كان يهان ويتحمل المكاره من الذين كان يؤتيهم الخيرات . وبعد أن كان يُلطم ويتحمل , كان يعود فيتقدم من أولئك الأعداء .
ان التواضع هو نهج سوى الى الارتفاع به تجمّل آباؤنا الاولون , أعني بهم الأنبياء والرسل والشهداء .
بالتواضع نستحق أن نصير هياكل ومساكن لله .
به ايضاً نستأهل النعم التي وعد بها مخلصنا قائلاً : طوبى للودعاء فانهم يرثون الأرض . ان الأرض التي هي ثمرة الطوبى , ليست هذه مولّدة الاوجاع التي نسكن على سطحها , ولا هي ارض الفردوس او القلب , لكنها تلك التي فوق ظهر السماء والتي لم تقبل الآلام , بل جعلت لنعيم الصالحين , وحياتهم , وعنها قال داؤد النبي : اني آمنت ان أعاين جودة الله في أرض الاحياء وبعد القيامة العامة سيرقى الصالحون اليها , فوق هذا الرقيع الذي يرى فوقنا , وهناك سيتنعم المتواضعون .
------------------
المصدر :
اللآلئ المنثورة في الأقوال المأثورة ج 1– إغناطيوس يعقوب الثالث