الفرق بين جدال مريم وجدال زكريا في البشارة

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

الفرق بين جدال مريم وجدال زكريا في البشارة

مشاركة بواسطة أبو يونان »

الفرق بين جدال مريم وجدال زكريا في البشارة


يقول مار يعقوب السروجي في ميمره 37

مريم البتول ايضا جادلت مع المستيقظ (الملاك) لما سالته: كيف يتم ما تقوله،؟ كما سأل زكريا المستيقظ سألته هي ايضا والكلمات والاصوات والاسئلة هي نفسها، زكريا يقول: كيف يكون هذا وانا شيخ،؟ وقالت مريم: كيف يكون هذا وانا بتول،؟ الشابة والعجوز كلاهما سألا الملاك الواحد، غير ان المستيقظ لم يجبهما بالتساوي،
لجم الشيخ ولم يتركه يتكلم، وفسر بمحبة للممجدة البتول.

للكلمة نفع وضرر: كلام مريم نافع، وكلام زكريا مؤذ

لنعلم الآن بانه توجد كلمة مفيدة وضرورية وتجمل لما تقال، وتوجد ايضا كلمة، يلزم السكوت اكثر منها، ولو تقال تسبب المضرات لمن يقولها، تكلم زكريا وتكلمت مريم مثله، وكلاهما سألا المستيقظ الواحد نفس السؤال، ذمّ ذلك واحتقره واسكته لئلا يتكلم، وتلك مجّدها وفسر الخبر حسب طلبها، لماذا اذاً لم يُقبل كلاهما من قبل جبرائيل، بينما سؤال كليهما متساو،؟ من الواضح لمن يسمع بتمييز بان ذلك السؤال لا يشبه هذا وليسا واحدا، لقد قيل وسُمع وتحقق وكان من المعتاد ان يصير ابناء للعواقر، لا يقال ولا يُسمع ولم يحدث ابدا للاناث بانه سيصير ولد للبتول، المرأة العاقر تصلي وتنذر النذر لتلد وتصدق الرب بانه يعطيها ابنا من عقرها، لا توجد ابدا فكرة للبتول لتلد بدون زواج، ولو سُمع هذا الامر فانه سام جدا، اية بتول نذرت نذرا منذ الازل ليصير لها ابن في بتوليتها بدون زوج،؟ للعاقر امل واتكال ولها رجاء، ويوجد برهان: سارة العاقر، لا يوجد للبتول امل ولا برهان ولا فكرة ليصير ولد للبتولات، كان للكاهن زكريا امثلة واشباه والغاز وانماط كل العواقر الموجودة في الكتب، وقد بُشر بانه سيصير له ابن من الزواج، كما صار اسحق لسارة من العقر، نسي وسأل بينما لم يكن محتاجا الى السؤال، ولهذا خرس وصمت لئلا يتكلم، سؤال الكاهن العظيم لا يشبه سؤال الشابة، ولم تكن بشارته مثل بشارتها، سمعت بانها ستحبل وتلد في بتوليتها: كلمة جديدة لم تُسمع بخصوص الاناث، عمل لم يحصل ولا يُنتظر ابدا حصوله، وهذا كان محتاجا الى سؤال والى تفسير، وكما كان زكريا ملاما لانه سأل بزيادة، كانت ستُلام البتول لو سكتت، حسنا تكلمت حيثما لزم ان تتكلم، لانه لو سكتت لما فسر خبر الابن، كما كان بغيضا ان يسأل زكريا الكاهن، كان جميلا ان تسأل بحكمة، الملاك ايضا قبلها هكذا بمحبة، واعطى السكوت لذلك الشيخ لئلا يتجاسر بعدُ، تكلم تكلم ايها المتكلم بتمييز، ايها المتكلم اترك الكلمات الزائدة، من يسكت عن قول الحق في المكان اللازم هو محتقر ومرذول من قبل العدالة، في الموضع الذي يتطلب ان يسكت فيه احد لو تكلم فمه سيتاجر له مضرات ما لم يسكت، تكلم زكريا وكان يليق به ان يسكت، وتكلمت مريم وكان يليق بها ان تتكلم.

ولتكن صلوات أم النور وقديسنا العظيم مار يعقوب السروجي سوراً لنا
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“