سُليمان

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15583
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

سُليمان

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

سُليمان
اسم عبري معناه (( رجل سلام )) وهو ابن الملك داود الذي خلفه على عرش بني إسرائيل، فكان أعظم ملك، وقد ملك أربعين سنة. ومع أنه كان لديه ستة أخوة من أمهات مختلفات وهم: امنون وكيلآب وابشالوم وادونيا شفطيا ويثرعام، إلا أن سليمان هو الذي ملك. وهو ابن بثشبع ( 1 ملوك 1: 11 ) التي كانت زوجة لاوريا الحثي. وقد أحب داود سليمان لأنه كان ابن زوجته المفضلة، وأطلق عليه اسم سليمان متمنياً له سلام بلا حرب، ولكن الله أعطاه اسم يديديا أي محبوب يهوه ( 2 صموئيل 12: 24 و 25 ). وكان شديد الذكاء واستوعب كل الدراسات التي تلقاها غالباً على يد ناثان النبي ( 1 ملوك 4: 32 و 33 ). وكان داود قد وعد بثشبع أن يملك ابنها سليمان على الشعب بعده، وذلك بعد خيانة ابشالوم ( 1 ملوك 1: 17 ) وقد حاول ادونيا بن داود أن يأخذ الملك قبل وفاة والده، ولكنه فشل واسلم نفسه لسليمان ( 1 ملوك 1: 53 ) وهكذا صار سليمان وريث العرش بدون منازع. وبدأ سليمان حكمه بالزواج من ابنة الملك فرعون حتى يكون ذلك مصدر أمن له، وقد تزوج سليمان زيجاته لغرض دبلوماسي، فبقي بنوا إسرائيل أربعين سنة في سلام بدون حروب ( 1 ملوك 4: 24 ). وقد رأى سليمان في بدء حكمه حلماً، سأله فيه الله عما يطلب فلم يطلب غنى ولا عظمة ولا طول أيام، بل طلب الحكمة ( 1 ملوك 3: 5-9 ) وقد أعطاها له الله، فظهرت حكمته في ذهابه إلى المذبح الذي بناه موسى في البرية وذبح ألف محرقة هناك ( 1 ملوك 3: 4 ). كما ظهرت حكمته في الحكم بين السيدتين المتنازعتين على الطفل الحي ( 1 ملوك 3: 16-28 ) وقد تحقق في حكم سليمان وعد الله لإبراهيم إذ ملك سليمان من نهر مصر إلى نهر الفرات الكبير ( تكوين 15: 18 ). وكان يعاون سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلاً، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان، وكاتبان ومسجل، ورئيس الجيش، ورئيس على الوكلاء، وصاحب لملك، ورئيس للبيت، ورئيس للتسخير ( 1 ملوك 4: 2-6 ) كما كان له اثنا عشر وكيلاً آخرين، كل وكيل على قسم من الشعب، يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك، وكان اثنان من هؤلاء الوكلاء متزوجين من ابنتين لسليمان ( 1 ملوك 4: 7-19 ) وقد زاد عدد الشعب في حكمه على الأربعة ملايين، لكنهم كانوا مثقلين بالضرائب. وقد كان سليمان على صداقة مع حيرام ملك صور، فقدم سليمان الطعام لعبيده، مقابل مواد بناء الهيكل ( 1 ملوك 5: 1-12 ) وقد اعتمد سليمان على الشعب في أعمال السخرة للأبنية العامة ولبناء الهيكل ( 1 ملوك 5: 13-18 ) وكان سليمان بناءً عظيماً مثل رمسيس الثاني، فبنى الهيكل، وكان أبو داود قد جهز الكثير من مواد البناء قبل موته، ولم يسمح له الرب بالبناء كان رجل دماء ( 1 أخبار 22: 8 ).وقد استغرق بناء هيكل سليمان سبع سنوات على مثال الرسم الذي أعطاه الله لموسى، ولكن بضعف حجمه ( 1 ملوك 6 ) وكان موقع البناء على جبل المريا حيث قدم إبراهيم ابنه اسحق، وعلى بيدر ارونة اليبوسي. وكان الهيكل أعظم أعمال سليمان بلا جدال. ودشن سليمان الهيكل بعد يوم الكفارة العظيم وقبل عيد المظال، في احتفال رائع، وامتلأ بيت الله بالسحاب وملأ مجد الله البيت ( 2 أخبار 5 ) وصلى سليمان صلاة طويلة للرب إله السماء، نجدها في 1 ملوك 8: 23-53. وقدم سليمان محرقات عظيمة لتدشين هيكله، وفي هذا نرى أن سليمان أخذ مكان هرون ومكان موسى؛ وبنى سليمان أبنية أخرى مثل بيت وعر لبنان، ورواق الأعمدة، ورواق الكرسي الذي كان موضع القضاء، كما بنى بيتاً لابنة فرعون ( 1 ملوك 7: 2-8 ) وبنى قلعة لحماية الهيكل ( 1 ملوك 9: 24 ). وحصون عديدة في أنحاء المملكة ( 1 ملوك 9: 15-19 ) لحماية المملكة والدفاع عنها. ولم يترك سليمان مجالاً لملك آخر ليبني بعده، فقد أكمل الملوك أو رمموا ما بدأ سليمان به. وعند منتصف أيام حكم الملك سليمان زارته ملكة سبا بعد أن سمعت عن حكمته، فأراها سليمان عاصمة ملكه وابنتيه ونظام حكمه، فأدهشها هذا جداً حتى لم يَبق فيها روح بعد، وقد فاق سليمان كل ما سمعته عن حكمته، بعد أن أجاب على كل أسئلتها، فطوبت رجاله الذين يسمعون حكمته، وقدمت له هدية عظيمة ( 1 ملوك 10 ). وكانت عظمة غنى سليمان مذهلة، وكان عصره عصر نجاح اقتصادي، ولم تكن هناك حروب تستنزف مال الشعب، وقد أتته سفنه مرة محملة بأربع مئة وعشرين وزنة ذهب ( وزنة الذهب قيمتها عشرة آلاف جنيه مصري ) وكانت له أساطيل تجارية في بحر الهند والبحر الأبيض المتوسط، فجلبت له الذهب والفضة والنحاس والعاج والأبنوس والبوص والخيل والمركبات والقردة والطواويس ( 1 ملوك 10: 22 ) وكان في خدمته عشرة آلاف يأكلون من مائدته. وكان له آنية فضية مثل الحجارة وخشب الأرز مثل الجميز. وتقدر قيمة دخل سليمان سنوياً بما يساوي عشرة ملايين دولار تقريباً ( 1 ملوك 9: 26-28 ). وكانت رحابة قلب سليمان عجيبة جداً ( 1 ملوك 4: 29 ) فقد درس كل العلوم التي يمكن أن تدرس وفاق فيها كل علماء عصره المشهورين، فدرس علم النبات وعلم الحيوان وعلم الطيور، وكتب الأمثال وكتب الحكمة والقصائد ( 1 ملوك 4: 29-34 ) وقد ضاع كثير مما كتبه سليمان، ولم يبقى إلا بعضه، مما ورد في سفر الأمثال ( ام 1: 1 و 10: 1 و 25: 1 ) والأغلب أنه هو الذي كتب سفر الجامعة ونشيد الانشاد. على أن السنوات الأخيرة من حكم سليمان كانت مؤسفة، فقد بدأ بتعدد الزوجات، وأحب نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، فكان له سبع مئة من الزوجات وثلاثة مئة من السراري ( 1 ملوك 11: 1-8 ) فأملنَ قلبه إلى الآلهة الغريبة حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان إِرضاء لهن، فغضب الرب عليه، وهدده بتمزيق المملكة عنه، وأقام له خصوماً ( 1 ملوك 11: 9-25 ) وقد طلب سليمان قتل يربعام الذي قال له النبي اخيا أن معظم المملكة سيكون له فهرب يربعام إلى مصر ( 1 ملوك 11: 26-40 ). وهكذا نرى أن العظمة والغنى والنجاح قد قادت سليمان إلى نهاية بعيدة عن الله… وإذا ببسحابة داكنة تخيم على مساء اليوم الصاحي المشرق…. (( واضطجع سليمان مع آبائه ودُفن في مدينة داود )) فإن حكمة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان؛ (( وهوذا أعظم من سليمان ههنا )). وقد أظهر التنقيب في مجدو اصطبلات لخيل سليمان تسع حوالي خمسمئة من الخيل. وكذلك أظهر التنقيب في عصيون جابر مسابك للنحاس ترجع إلى عصر سليمان مما يدل على سعة ملكه وثروته. بِرَك سليمان: ثلاث برك توجد في الجنوب الغربي من بيت لحم، على بعد عشرة أميال من أورشليم، ويقول التقليد أن سليمان بناها ليتجمع فيها الماء ويصل إلى أورشليم في قناة ( جامعة 2: 6 ) وبعضها منحوت في الصخر والبعض الآخر مبني بناءً متيناً. ويتجمّع الماء النازل من المطر من التلال المحيطة، ويصل إلى البرك عن طريق قناة تحت الأرض لحفظ الماء من التبخر. وهي برك عظيمة الحجم، كانت تمون أورشليم بالماء، وقد عمل بيلاطس البنطي اصلاحات كثيرة في هذه البرك ورممها. رواق سليمان: الرواق ممشى مسقوف، وكان رواق سليمان شرقي الهيكل ودار الأمم ( يوحنا 10: 23 وأعمال 3: 11 و 5: 12 ). وكان سقفه من خشب الأرز ويستند على صفين من الأعمدة الرخامية البيضاء المنحوتة على النظام الكورنثي. عبيد سليمان: يذكر سفر عزرا عودتهم من السبي إلى أورشليم لبناء الهيكل ( عزرا 2: 55 و 58 ونحميا 7: 57 و 60 ) ويرد ذكرهم دوماً بعد النثينيم مما يظهر أن لهم خدمة في الهيكل ( قارن عزرا 7: 24 ). والأغلب أنهم يخدمون اللاوين ولم يكونوا من أصل عبراني، ولكنهم دخلوا في قائمة خدم الهيكل بعد أن فرغوا من بنائه، وقد قدمّهم لذلك سليمان


أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“