حكايتي مع السماء

[توما بيطار]

أنا لستُ مؤمنًا كالآخرين
لكني لستُ مُلحداً أيضا
أؤمن بوجود إلهٍ ما
يختبيء خلف أحاسيسي الدفينة
خلف إبتسامات الأطفال .
أحسُّ بوجوده في حياتي
لكنهُ لا يقتربُ مني
لأنني لستُ صافيًا ربما
أو لستُ صادقًا
أكذبُ في الكثير من الأوقات
وأسرقُ من الحانوتي ما أشتهي
حتى نظري يسرقُ شهقةً من جسدِ النساء
دائمًا أصرخُ : أنني لا أخافه
ولا أحسّهُ سيغضب
لأني أُحبّه
فهو أبٌ حنون حتمًا
أكتشفُ ذلك عندما أقتربُ منه
ولا أعلم لماذا يختفي ؟
أهو موجودٌ في عقلي ؟
حتمًا الجواب يحملُ وجه القبول أو النفي
لكنني حتمًا لن أكتفي
وسأكملُ طريقي حتى أكتشفَ ماهو خفي
سأرافق المشرّدين والجياع
والمرضى والمتعبين
وأقرأ عيون الفقراء
وسأراقب بحذرٍ خوف المُشرّدين
وأحاولُ أن أجمع نظرات المحرومين
سأفتّشُ جيدًا جلود العطاشى
وزوايا غرف المسجونين
قالوا: ستراهُ هناك حتمًا ؟
سبعونَ عامًا وأنا أبحثُ عنهُ
ألهثُ في الطرقات وأكملُ السَعي
وأخيرًا وجدتهُ…
لكنهُ حتمًا لم يكن معي ؟