قصة ملك: الحلقة 3

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

قصة ملك: الحلقة 3

مشاركة بواسطة ابن السريان »

الحلقة 3 والأخيرة
قِصَّةِ الْمَلِكُ

الْعَجُوزِ: لَا تَقْلَقْ يَا سَيِّدِيْ سَأُفَسِّرُ حِلْمِكَ الْبِئْرِ هُوَ الْحَيَاةُ لِكُلِّ مِنَّا لَهُ بِدَايَةٌ وَنِهَايَةٌ مِثْلَ الْبِئْرِ
وَالْشَّجَرَةَ هِيَ عُمُرِكَ بِكُلِّ مَتَاعُ الْحَيَاةِ فَتَأْخُذُ مِنْهُ كُلَّ مَا تُرِيْدُ مِنْ ثِمَارِ أَمَّا الْفِئْرَانِ فَهُمَا الْلَّيْلُ وَالْنَّهَارُ
الَّذِيْ يَأْكُلانِ مِنْ عُمُرِكَ أَثْنَاءِ دَوَرَانِهُمْ حَوْلَ الْجَذَعُ وَيَأْتِيَ يَوْمٌ لَا يَبْقَىْ مِنْهُ رَابِطُ فَتَكُوْنُ الْنِّهَايَةُ
قَاعِ الْبِئْرِ هِيَ الْهَاوِيَةِ الَّتِيْ تَنْتَظِرُ أَهْلَهَا الْسَّالِكُوْنَ فِيْ أَعْمَالِ الْشَّرَّ وَالْظُّلْمَ وَالْبَطْشِ فَهُمْ يَتَعَذَّبُونَ وَيَصْرُخُوْنَ كَمَا سَمِعْتَ وَيَطْلُبُوْنَ الْنَّجْدَةِ وَالْمَغْفِرَةِ لَكِنْ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ فَالنَّدَمُ هُنَا لَا يُفِيْدُ وَكَمَا قَالَ صَاحِبُ الْصَّوْتِ الْقَوِيُّ الْكَائِنُ وَالدَّائِمُ إِلَىَ الْأَبَدِ رَبِّ الْكَوْنِ هَذَا مَا أَقَتَرَقْتِهُ أَيْدِيَكُمْ وَتَسْتَحِقُّوْنَ الْعِقَابِ
أَمَّا الْصَّوْتُ الْحَنُونْ الْآِخِرِ الَّذِيْ سَمِعْتُهُ فَهُوَ صَوْتُ الْمَسِيْحِ الَّذِيْ فَدَّانَا بِدَمِهِ وَصَالَحْنا مَعَ الْآبِ بِمَوْتِهِ
غَلَبَ الْمَوْتُ وَكُلُّ سُلْطَانْ الْشَّرْ عَلَىَ الْبَشَرٍّ وَهُوَ يُنَادِيْ عَلَيْكَ لِيُنْقِذَكَ مِنْ هَلْاكٍ مَحْتُومٌ .
قَاطِعَهْ الْمَلِكُ : وَكَيْفَ الْسَّبِيلِ لِذَلِكَ أَيُّهَا الْحَكِيْمُ الْطَّيِّبِ مَاذَا أَفْعَلُ لِكَيْ لَا أُهْلِكُ أَنَا وَمَنْ أَحَبَّهُمْ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: أَسْلُكُ طَرِيْقِ الْرَبِّ فَهُوَ يُنْقِذَكَ مِنَ كُلِّ هَلْاكٍ وَيُرْشِدَكِ لِطَّرِيْقِ الْخَلَاصِ وَحَمْلُهُ هَيِّنٌ وَنِيْرَهُ خَفِيَفٌ فَقَطْ آَمَنَ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَىَ تَغْيِيْرِ حَيَاتِكَ وَهُوَ سَيَكُوْنُ مَعَكَ وَلَنْ يَتَخَلَّىْ عَنْكِ فَتَعَيَّشُ الْأَمَانَ وَالْسَّعَادَةِ
قَالَ الْمَلَكُ: كَالَّتِي أَرَاهَا عَلَىَ وَجْهِكَ فَعُيُوْنُكَ لَا تَعْرِفُ الْخَوْفِ وَلَا الْقَلَقْ
أَجَابَ الْعَجُوزِ: أَجَلٍ فَأَنَا أَتْرُكُ كُلِّ هَمِّيْ وَغَمِّي وَكُلُّ مُصَابٌ لَهُ لِيُنْقِذَنِيَ مِنْهُ فَأَعِيْشُ بِسَلَامٍ دَاخِلِيَّ
قَالَ الْمَلَكُ أَيُّهَا الِحَيْكُمْ أَطْلُبُ مِنَ رَبُّكَ أَنْ يُسَاعِدْنِيْ وَيُرْشِدُنِي لِطَرِيْقِهِ وَيُبَدِّلُ حَيَاتِيْ كَمَا يُحِبُّ هُوَ
فَقَالَ الْعَجُوزِ: أَنْتَ مِنَ يَطْلُبُ هَذَا مِنْهُ وَهُوَ يَسْمَعُكَ وَتَرَىَ هَذَا بَعْدَ طَلَبُكَ وَالْحِلْمُ لَنْ تَرَاهُ ثَانِيَةً بَعْدَ
وَطَلَبَ مِنْهُ الِانْصِرَافِ لِأَنَّ مُهِمَّتِهِ أَنْتَهَتْ وَالْمَلَكُ لَيْسَ بِحَاجَةٍ لَهُ بَعْدَ
فَقَالَ الْمَلِكُ سَوْفَ أَهَبُكَ مَا تَطْلُبُ مِنْ مَالِ وَكُنُوْزٍ فَقَطْ أَطْلُبُ أَيُّهَا الْحَكِيْمُ
أَجَابَ الْعَجُوزِ : فَقَطْ أُرِيْدُ أَنْ تَحْكُمَ بِالْعَدْلِ بَيْنَ شَعْبِكَ وَلَا تَظْلِمْ أَحَدٌ وَتُمْنَحُ شَعْبِكَ الْسَّلَامُ الْحَقِيقِيَّ وَالْأَمْنِ
أَجَابَهُ الْمَلِكُ : سَيَكُوْنُ مَا تُرِيْدُ مِنْ الْآَنَ فَنَادَىْ عَلَىَ حُرَّاسُهُ وَرِجَالُهُ هَيَّا تَعَالَوْا يَا رِجَالَ مَمْلَكَتِيْ الْمُخْلِصُوْنَ
فَحَضَرَ الْجَمِيْعْ عَلَىَ عَجَلٍ أَمْرِكَ مَوْلَايَ
قَالَ الْمَلَكُ : لَقَدْ أَرَادَ الْرَّبُّ خَيْرَا لَنَا جَمِيْعَا مِنْ خِلَالِ حُلُمِيْ رَأَيْتُهُ وَفَسَّرَهُ هَذَا الْشَّيْخِ الْحَكِيْمُ مُفَادُهُ الْآتِيَ
تَفَتَّحِ كُلِّ أَبْوَابِ الْقَصْرِ أَمَامَ كُلِّ مُحْتَاجٍ وَكُلْ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ أَوْ شَكْوَةٍ وَيُسْتَجَابُ لِطَلَبِهِ وَتُقَامُ كَافَّةً طُقُوْسَ الْعِبَادَةِ لِرَبِّ الْكَوْنِ وَهُوَ الْدَّائِمُ وَالْبَاقِيْ وَنَحْنُ عَبِيْدُهُ وَصَنَعَ يَدَيْهِ وَلَا تُرَدُّ شَكْوَةٍ أَيُّ أَنْسَانَ وَلَوْ كَانَتْ عَلَىَ
جَلَالِةُ الْمَلِكِ وَيُعَادُ الْحَقِّ لِكُلٍّ صَاحِبُ حَقٍّ وَيُكْرِمُ هَذَا الْرَّجُلِ الِحَيْكُمْ وَتُنَفَّذُ كُلِّ طَلِبَاتِهِ لِخَلَاصِ الْجَمِيْعُ
أَسْتَغْرِبُ الْحَاضِرُوْنَ مِنْ هَذَا الْتَّغْيِيْرِ الْكَبِيْرِ عَلَىَ الْمُلْكِ فَظَنَّ الْبَعْضِ أَنَّهُ مَجْنُوْنٌ أَوْ أَصَابَهُ مَسَّ
فَقَالَ الْمَلِكُ لَا تَسْتَغْرِبُوْا لَوْ رَأَيْتُمُ مَا شَاهَدْتَهُ فِيْ الْحُلْمِ سَتَفْعَلُوْنَ أَكْثَرَ مِمَّا أَفْعَلُهُ الْآَنَ
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِيْنِ عَاشَ الْمَلِكْ وَرَعِيَّتِهِ بِحُبِّ الْرَّبِّ وَرِعَايَتِهِ وَلَكِنَّ قُوَىً الْشَّرِّ لَنْ تُقْبَلَ بِهَذَا سَتُعِيْدُ لِلْمَمْلَكَةِ
مُلْكَا جَبَّارِا آَخَرَ طَاغِيَا أَكْثَرَ مِمَّنْ قَبْلَهُ وَهَكَذَا يَسْتَمِرُّ الْصِرَاعِ بَيْنَ قِوَىَ الْشَّرِّ وَالْخَيْرَ لِيَوْمِ الْدِّيْنِ
أَرْجُوْ أَنْ تَنَالَ أُعْجَابِكُمْ قِصَّتِيْ هَذِهِ
الْنهايَةِ .....
[/color]

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“