الصّراع المفتوح ..و الشّرق المذبوح..!! شعر وديع القس
منذُ الخليقة ِ حلَّ المالُ شيطانَا
والإنسُ سيَّدهُ ربا ً وسلطانَا
وشهوةُ الشرِّ لا حِكم ٌ يقيّدُهِا
لتنتَقِيْ شرقَنَا المغدورِ عُنوانَا
وفي المطامعِ كانَ الحربُ غايتَهَا
تمتصُّ فيها كنوزَ الشَّرقِ بُهتَانَا
وسيَّدتْ قادةً للشّرق ِ بالغَصَب ِ
لتستبدَّ حياةَ الشّعبِ أزمانَا
وبعدَ أنْ كَمُلَتْ غاياتَهَا ثمرَا ً
تنكّرتْ لجميل ٍ كانَ خِذلانَا
وحان َ وقتُ قِطافَ الكنز ِ سالمة ً
هجرُ الأصيل ِ إلى المجهول ِ عريانَا
وما تبقّى منَ الإنسان ِ مُنزويَا ً
تحتَ الحروب ِ بداعي الجّهلِ مرهونَا
قِسمٌ يقاتِلُ باسمِ الدِّين ِ مُختَنِقَا ً
في لذّة ِ الموت ِ حُورِالعين ِ سلوانَا
وفي المُقابل ِ أعراقٌ وأقْوَامَا
كلٌ يناديْ بحقٍّ دونَ عِرْفانَا
وما تبقّى منَ الأقوام ِ تسحقُهَاِ
مطاحنَ الجّوع ِ والحرمان ِ مذفونَا
إنظرْ : فيا شرقنَا المذبوح ِ ما فعَلُوا
فيكَ الغُزاةُ بداعي الخير ِ خُوّانَا
وقطّعوكَ دويلات ٍ ممزّقة ٍ
في كلِّهَا زرَعُوا أطنانَ بُركانَا
يا شرقُ قدْ بانتِ الأسرارَ تنكَشِفُ
فقدْ غزوكَ بزيِّ الضّأن ِ ذُؤْبَانَا
يناصروكَ معَ القانونِ بالعلَن ِ
وفي القلوبِ نوايَا الخُبثِ ثُعبَانَا
قُدسيّةُ التُّرْب ِ لا ترضيْ مآربهُمْ
فمِنْ حضارتِهِ ، حلَّ الغيظُ تِبْيانَا
وفي الدّموع ِ على حريّة ٍ وُعِدَتْ
دمعُ التّماسيح ِ في كِذب ٍ وبهتَانَا
ياشرقُ إعْلَمْ بأنَّ الحربَ باقية ٌ
والموتُ لا ينتهِيْ منْ عهدِ حيتَانَا
يا شرقُ إفْهَمْ بأنَّ الويلَ قادمة ٌ
وفي الكلام ِ فقاقيعٌ ودُخَّانَا
واسْمَعْ بأنّك َ حقلُ الموت ِ للأَبَد ِ
مادامَ في جوفك َ الأطيابُ ريَّانَا..!
وسوفَ يبقى صراعُ الموتِ مُنفَتِحَا ً
حتّى يحالَ جمالُ السّحر ِ نسيانَا ..!!!!
وديع القس ـ 14. 9. 2016
