صفحة 1 من 1
تحف روحية 12 آذار العدد { 6 }
مرسل: السبت مارس 12, 2011 9:31 am
بواسطة حسيب يعقوب
قال لهم يسوع : طعامي ان أفعل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله (يو34:4)
لقد مرَّ الرب يسوع في أحزان الطبيعة الإنسانية ، واختبر التعب وتحمّل الجوع ، لكن كل ذلك كان بقلب لم يعرف الضجر ، ما دامت هناك خدمة محبة مطلوب إنجازها . كان الأمر حلواً لنفسه ومباركاً أن يخدم خدمة المحبة وأن يرى في إتمامها إتماماً لإرادة الله أبيه . عندما قالوا له {{ هوذا الذي تحب مريض }} (يو3:11) كنا نفكر أنه يقوم ويذهب على التو ، لكنه مكث في الموضع الذي كان فيه يومين . لم تكن عنده إشارة بالذهاب من قِبَل أبيه . نحن نقول : كان يجب أن يذهب ليُظهر قوته كالله الظاهر في الجسد ، لكنه كخادم لمشورات الله ، لم يتسلم إشارة السير من الله فظل في مكانه لم ينتقل . كان هذا بحسب الظاهر ينطوي على شيء من القسوة ، أَلم يكن البيت الوحيد الذي يدخله بلا كُلفة هو بيت عنيا ؟ لكننا لا نجده يتزحزح قط عن مركزه كالعبد الذي يخدم إرادة الله أبيه . وفي هذا المركز ما وجدناه قط إلا في كمال المحبة لله الآب وفي كمال الخضوع .

Re: تحف روحية 12 آذار العدد { 6 }
مرسل: السبت مارس 12, 2011 9:35 pm
بواسطة أبو يونان
فلما سمع يسوع، قال : هذا المرض ليس للموت، بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به (( يوحنا 11 : 4 ))
أشكرك عزيزي وأخي الغالي حسيب على هذه المواضيع ولكن من خلال شرحك لهذه الآية فلقد فصلت الآب عن الابن وهذا لا يجوز لاهوتياً إطلاقاً
لأن الآب والابن والروح القدس واحد والابن ليس كالعبد خادم للآب بل هو كلمته المتجسدة
وأعلن لهم السيد المسيح بأن هذا المرض ليس للموت النهائي عن هذه الحياة، وإنما لموتٍ مؤقتٍ سُمح به لأجل مجد الله خلال إقامته من الأموات.
آية (3): "فأرسلت الأختان إليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه مريض."
الأختان تلتجئان إلى المسيح فهو الطبيب الشافي. وكلمة الذي تحبه= تدل على قوة العلاقات ومودتها بينهم وبين السيد المسيح. ولاحظ أنهما لم يطلبا الشفاء بل تركا الأمر في تسليم رائع. وعلينا أن نذكر المشكلة لله دون ذكر الحل الذي نراه. وجميل أنهما قالا "الذي تحبه" ولم يقولا "الذي يحبك" فنحن لا ينبغي أن نطالب المسيح بشئ نظير محبتنا له. فمحبة المسيح لنا لا نهائية ولا تقارن بمحبتنا نحن له.وقد تكون الأختان إذ علمتا بمؤامرة الفريسيين ضده لم يطلبا منه أن يأتي بل في إيمان طلبتا منه أن يصنع شيئاً.
آية (4): "فلما سمع يسوع قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به."
ليس للموت= أي ليس للموت العام المستمر أو ليس نهايته الموت فهو سيقوم كما حدث. هذه تناظر (يو3:9). فالله يقصد إعلان مجده بواسطة المسيح ليتمجد المسيح. وهم طلبوه أن يأتي ليشفي لعازر وهو تأخر لأنه قصد أن يصنع معجزة أكبر بكثير من الشفاء. لكن هناك من يتصور أن الله لا يسمعه إذا تأخر في الإستجابة. فإذا تأخر الله علينا في إستجابته لطلبتنا، فذلك حتى يعطينا أكثر ممّا نطلب أو نفتكر، أي يعطي بركة أعظم فكل نقص في حياتنا ليس صدفة بل هو لمجد الله. ولاحظ حيرة التلاميذ وعتاب الأختين لتأخر المسيح في الذهاب إلى لعازر.. وهكذا نفعل نحن كثيراً. ولكن علينا في ضيقاتنا أن نؤمن أن المسيح سيتمجد وعلينا أن ننتظر. ولنلاحظ أن الموت وهو أشد أعدائنا ما هو إلاّ رقاد في نظر المسيح.
لأجل مجد الله ليتمجد إبن الله به= واضح هنا أن المسيح يربط بين الله وبينه وما يمجد الله يمجده هو فهما واحد.
عن تفسير الكتاب المقدس | العهد الجديد - إنجيل يوحنا للقس أنطونيوس فكري
وتقبل فائق حبي وتقديري وربنا يعوض تعبك ويباركك
أخوك بالمسيح
أبو يونان