القديس يوحنا فم الذهب

أضف رد جديد
ريمون عبود
عضو
عضو
مشاركات: 15
اشترك في: السبت إبريل 30, 2011 12:23 pm

القديس يوحنا فم الذهب

مشاركة بواسطة ريمون عبود »


لمحة عن حياة القديس يوحنا فم الذهب.


كانت الكنيسة الشرقية غنية بالآباء العظام الذين ارسوا دعائم المسيحية، أغنوها بالتعاليم المسيحية السليمة ومن اعظم الآباء الذين عطروا المسيحية رجل فصاحته وقدرته على الفصاحة جعلت كل السامعين ينبهرون به وبكلامه حتى سموه بذهبي الفم.
لم يكن يوحنا لاهوتياً نظامياً بل واعظا عاش الحياة المسيحية بلاهوت عملي لم ينظمه لكن آمن بالعقيدة السليمة النيقاوية دافع عن ألوهية المسيح والروح القدس والوحي الكتابي كما آمن بقيامة الأموات والدينونة وبأهمية الكهنوت. هذا ما سوف أتطرق له بالتفصيل في موضوع البحث، وما أفتكر به يوحنا عن المواضيع المذكورة. لكن بداية سوف نلقي نظرة سريعة ولمحة عن حياته.
ولد يوحنا في مدينة انطاكية سنة 347م . من أسرة شريفة كان أبوه قائد في الجيش الروماني, حيث كانت انطاكية مركز مهم تجاريا وثقافياً كما كانت أهم مركز للمسيحية بعد أورشليم حيث انتشرت المسيحية من هذه المدينة إلى الغرب.
هكذا فتح يوحنا عينيه على هذا المحيط من عظمة الدنيا وبهجتها. لقد كانت أمه انثوسا مسيحية تقية. ومات أبوه وهو بعد في المهد بقيت دون زواج لتربية ولدها. شب يوحنا فأرسلته إلى اعظم مدارس المدينة تعلم على يد الفيلسوف ليبانيوس حصل على شهادة الفصاحة والبيان وهكذا عاش حياة الترف والملاهي والمسارح.
كان ليوحنا صديق اسمه باسيليوس رآه في وضعه اخذ ينصحه ويعيده إلى أحضان الأب, فاخذ يقارن بين الدنيا الفانية والأبدية استيقظت فيه تعاليم أمه فعزم على ترك الدنيا والتفرغ لعبادة الرب وخدمته, لكن أمه لم تدعه يتركها وحدها. انخرط في سلك الاكليروس رسمه البطريرك ملاثيوس شماساً بعدها كانت الأنظار إليه ليكون كاهنا لكنه رفض وهرب إلى أحد الصوامع وكتب كتاب عن الكهنوت وكيف لا يستحق أن يكون من عداد الكهنة. ثم رجع إلى عمله في البطركية وماتت أمه بحياة صالحة فقرر أن يصير راهبا في أحد الأديرة المحيطة بالمدينة وبقي فترة أربع سنين في أعمال الرهبنة. من صلاة وتأمل وطاعة وتقشف وشغل يدوي وتأليف, حيث احبه الرهبان وأرادوه رئيسا عليهم شرد وانزوى بسبب هذا الأمر وصام كثيرا إلى أن أصابه المرض, فاضطر العودة إلى انطاكية للعلاج. تمسك به البطريرك فلانيانس حيث عمل شماسا وواعظا ومرشدا في الكنيسة وبعد خمس سنوات رسمه البطريرك كاهنا, وقضى يوحنا اثنتي عشرة سنة يعظ ويعلم ويرشد بكلامه الفتان. فأحبته الجموع وذاع صيته في كل المملكة, وفي سنة 397 مات بطريرك القسطنطينية والاكليرس. انتخبوا يوحنا خلفا له و حصلوا على موافقة الإمبراطور وأحضروه بالحيلة لأنه رفض أن يذهب إلى القسطنطينية وهكذا تمت رسامته بحضور الملك والملكة وعدد غفير من الأساقفة كان هذا سنة 398م.
لكنه بقي متواضعا لا تبهره العظمة أو المركز بل كان يرعى النفوس بالتعاليم المسيحية وخص الفقراء بعناية خاصة حيث معظم أموال الوقف تذهب إلى إنشاء المياتم والملاجئ للفقراء
يتبع جزء ثاني.
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49255
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: القديس يوحنا فم الذهب

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

أطلق على يوحنا‏ أسقف القسطنطينية أسم الذهبي‏ ‏الفم‏ ‏أو‏ ‏يوحنا‏ ‏فم الذهب‏ ‏وهي‏ ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ‏تتألف‏ ‏من‏ ‏مقطعين‏ ‏ (‏الذهب‏) ‏ و(‏فم‏) وذلك لأن قيمة كلماته تماثل قيمة الذهب المصفى النقى .
صورة

وهو واعظ المسكونة الأول الذي صان عقله نقيا من الأهواءو صار مماثلا لله بعدما امتُحن بالتجارب كالذهب في النار.
وهو اللسان الذي بمحبة بشرية رسم لنا طرق التوبة المتنوعة.
وهو أيضا أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين ومعطي البائسين ومطعم الجياع وإصلاح الخطأة وطبيب النفوس الحاذق الكلي المهارة.
كل الشكر لك اخي الحبيب ريمون على نشر هذه اللمحة عن القديس مار يوحنا ذهبي الفم
صلواته تكون لنا سوراً
محبتي معك في المسيح يسوع. آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“