من هو فقير الامس واليوم والمستقبل، بنظر المسيح والغني والكنيسة.؟

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

من هو فقير الامس واليوم والمستقبل، بنظر المسيح والغني والكنيسة.؟

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »

من هو فقير الامس واليوم والمستقبل، بنظر المسيح والغني والكنيسة.؟

لنذكر اذن قول الرب يسوع المسيح في الموعظة على الجبل- التطويبات :" طوبى للرحماء، لانهم سيرحمون"( انجيل متى 5: 7)
والرب يخاطب موسى النبي قديما قائلاً:" ارحم من ارحم، واترءف على من اترءف"
أما مرنم اسرائيل الحلو( داود النبي) يقول، عندما جاء إليه ناثان النبي:" ارحمني يا الله حسب رحمتك، وامح معاصي حسب كثرة رأفتك."( مز 51: 1)
كما وينبه الرب يسوع الشاب الغني الذي غادر حزيناً، لأنه كان صاحب أموال طائلة وغنى فاحش قائلا له يا فتى لماذا اكتئبتَ .:" إن اردت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع كل ما تملك ، ووزع على الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السموات وتعالى اتبعني!" فلما سمع الشاب هذا الكلام، مضى حزيناً ﻷنه كان صاحب ثروة كبيرة."( انجيل متى 19: 21 و 22 )
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن نعيش الرحمة، أم أننا خارج التغطية الروحية نُحلق في عالم الماديات ونسبح إثرَ ألهة مجهولة كقول الرسول بولس.؟!
ليتم قول المعلم يسوع للجموع الغفيرة: لا تقدر ان تعبد سيدين، إما الله أو المال.؟!
والرسول المغبوط بولس يخبرنا عن طريق تلميذه تيموثاوس :" أما محبة المال أصلٌ لكل الشرور، إذا ابتغاه قومٌ ضلَّ عن الايمان، وطعنوا أنفسهم باوجاع كثيرة."( رسالة تيموثاوس الاولى 6: 10 )
أما الكنيسة جعلت من الرحمة خبزها اليومي لمؤازرة أهل الفاقة والمحتاجين، كما تغنَّى أباء الكنيسة السريانية في أشعارهم وتأملاتهم الروحية وفي مقدمتهم مار أفرام السرياني ويليهِ الملفان مار يعقوب السروجي، إذ جعلا في فاتحة كل طلبة الحث على عمل الرحمة من جانب السماء بشخص الآب السماوي، ومن الأرض ممثلة بالكنيسة وأعضاءها الروحيين.
نقرأ في كتاب الاشحيم الصلاة الفرضية اليومية حسب طقس الكنيسة السريانية الارثوذكسية، صلاة الليل القومة الثالثة بعد التهليل من يوم الثلاثاء باعوث ـ طلبة لمار أفرام السرياني: " موران اثرحَمعلين. موران قابل تشمشتان. شادر لان مِن بيث كازوخ حنونو ورَاحمى وشوبقونو"
" أي: يارب إرحمنا. يارب إقبل خدمتنا. إرسل لنا من مخازنك ـ عطاياك، الحنان والرحمة والمسامحة"
وأيضاً نقرأ في صلاة الغروب ـ المساء، رمشو بذات الكتاب (الاشحيم) يوم الاثنين طلبة ـ باعوث لمار يعقوب السروجي: " قورينان لُخ موريو موران تو لعودرونان. شماع بوعوثان واعبد راحمى عَال نَفشوثان"
" نناديك أيها الرب الاله لتساعدنا. إسمع طلباتنا، واصنع مراحم مع نفوسنا"
من خلال مار أفرام ومار يعقوب، نبين هناك علاقة متينة وصدق بين الكنيسة الارضية المجاهدة والكنيسة السماوية المنتصرة.
فمار أفرام ، يعلن أن جميع المراحم والهبات والغلاّت نازلة من عند أبي الانوار من السماء وهي من مصدر إلهي نقي طاهر. أما مار يعقوب السروجي أيضاً بنفس النهج، ولكن يطلب من هذا الاله الحي المرن والمحب أن يأتي ومعه مراحمه الوافرة ليسقي نفوسنا الظمآى.
أختم مع الرسول يعقوب وهو يعالج مسألة " الغني والفقير" قائلاً:" من كان له أخاً فقيراً مؤمناً، فليُسرَّ بمقامهِ الذي رفعهُ الله إليهً. وأما الغنيُّ، فعليهِ يُسرَّ بأنَّ ما لهُ لا يُعنيهِ عن الله: لأنَّ نهايتهُ ستكونُ كنهايةِ الاعشابِ المزهِرة. فعندما تُشرقُ الشمس بحرِّهَا المُحرِق، تُيبسُ تلك الأعشابَ، فيسقطُ زهرُهَا، ويتلاشى جمَالُ منظَرِهَا. هكذا يَذبلُ الغنيُّ في طُرقهِ.! ( رسالة يعقوب 1: 9 ـ 11 )

إلى هنا أعاننا الرب.
الاب رابولا - سودرتاليا، السويد.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان رابولا صومي.“