صفحة 1 من 1

المسيح الذبيحة الواحدة والابدية!

مرسل: الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 7:52 am
بواسطة إسحق القس افرام
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ص10

لان الناموس اذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الاشياء لا يقدر ابدا بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام ان يكمل الذين يتقدمون و الا افما زالت تقدم من اجل ان الخادمين و هم مطهرون مرة لا يكون لهم ايضا ضمير خطايا لكن فيها كل سنة ذكر خطايا لانه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا
لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة و قربانا لم ترد و لكن هيات لي جسدا بمحرقات و ذبائح للخطية لم تسر ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله اذ يقول انفا انك ذبيحة و قربانا و محرقات و ذبائح للخطية لم ترد و لا سررت بها التي تقدم حسب الناموس ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله ينزع الاول لكي يثبت الثاني فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة و كل كاهن يقوم كل يوم يخدم و يقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية و اما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين الله منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه لانه بقربان واحد قد اكمل الى الابد المقدسين و يشهد لنا الروح القدس ايضا لانه بعدما قال سابقا هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في قلوبهم و اكتبها في اذهانهم و لن اذكر خطاياهم و تعدياتهم في ما بعد و انما حيث تكون مغفرة لهذه لا يكون بعد قربان عن الخطية.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ عندما كان الشعب يجتمع لتقديم الذبيحة، في يوم الكفارة، كانوا يتذكرون خطاياهم، ويشعرون مرة ثانية بالذنب. وكل ما كانوا يحتاجونه هو الغفران، الغفران الدائم القوي، الذي يمحو الخطايا والذي نناله في المسيح. فبمجرد أن نعترف له بخطية لا نعود نفكر فيها ثانية، فهو قد غفرها فعليا.
ـ لا يقدر دم الحيوان، أبدًا، أن يمحو الخطية، لكنه يزيلها من أمام النظر فقط، لكن الرب يسوع محا الخطية تماماً ودائماً. إذن كيف كان الشعب في العهد القديم ينال الغفران؟ كان ذلك، كما هو الحال الآن، من خلال نعمة الله التي يقبلونها بالإيمان.
ـ لم يحدث أن اقتبس أي سفر آخر من العهد الجديد، بخلاف هذه الرسالة، من المزمور الأربعين. ويطبق كاتب هذه الرسالة، على المسيح كلمات المرنم في المزمور الأربعين (مز 40: 6-8). إلا أن المزمور كله لا ينطبق على المسيح (فعلى سبيل المثال نجد الآية 12 من هذا المزمور ونصها : "حاقت بي آثامي .." تتحدث عن المرنم ذاته وعن خطاياه الشخصية). وقد جاء المسيح ليقدم جسده على الصليب ذبيحة عنا مقبولة تماماً لدى الله.
ـ كان تقديم ذبيحة مكلفة من حيوان غالي الثمن تؤكد على الخاطئ خطورة خطيته أمام الله. وذبيحة يسوع أعظم وأغلى من أي ذبيحة في العهد القديم، على الإطلاق. وبالتطلع إلى العطية التي لا يعبر عنها، التي وهبها لنا، ينبغي أن تغمرنا الرغبة في طاعته.
ـ كان المعتاد أن يقف الكهنة أثناء تقديمهم الذبائح. ولكن جلوس المسيح عن يمين الله يرمز إلى نهاية نظام الذبائح.
ـ كان اليهود المتنصرون، الذين كتبت إليهم هذه الرسالة، معرضين لخطر الارتداد إلى النظام اليهودي القديم، مما قد يعني أن ذبيحة المسيح لم تكن كافية لغفران خطاياهم. إلا أن إضافة أو حذف أي شيء من ذبيحته يعتبر إنكارا لفاعليتها وصلاحيتها. وأي نظام يكسب رضا الله من خلال الأعمال الصالحة لهو نظام يرفض بصورة جوهرية، مغزى موت المسيح، ويقاوم عمل الروح القدس. فاحذر من أي إنسان يقول إن ذبيحة المسيح غير تامة. أو إنك تحتاج أمورا أخرى كي تصير مقبولا لدى الله. لأن ذلك يجرفك بعيدا عن الإيمان الصحيح وعن الحياة السليمة.
ـ لقد صرنا في المسيح كاملين وقديسين. وبموت المسيح وقيامته صار المؤمنون كاملين في نظر الله. وفي الوقت ذاته صيرهم المسيح مقدسين في غربتهم اليومية هنا. وينبغي ألا نندهش أو نخجل أو نصدم أننا مازلنا ناقصين وفي حاجة إلى الكمال. والله لم يتمم كل شيء بعد. ويمكن أن نعمل على زيادة نمو الحياة بطاعة المسيح وبتطبيق قيم الأسفار المقدسة في كل مجالات الحياة، بقبول الغفران المقدم لنا من المسيح.
ـ يختتم الكاتب مناقشته بهذه الجملة القوية إن الله لا يعود يذكر خطايانا. فإن كان الغفران في المسيح كاملاً فليس ثمة حاجة، إذا، إلى استمرار نظام الذبائح القديم. ونحن، كمؤمنين، نثق أن خطايانا السابقة والحالية والآتية قد غفرت، ونسيت.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين.