اللسان كالنار خطراً ـ ضبط اللسان!
مرسل: السبت أكتوبر 08, 2011 5:49 am
رسالة يعقوب الرسول الأصحاح الثالث
لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل، قادر أن يلجم كل الجسد أيضا هوذا الخيل، نضع اللجم في أفواهها لكي تطاوعنا، فندير جسمها كله هوذا السفن أيضا، وهي عظيمة بهذا المقدار، وتسوقها رياح عاصفة، تديرها دفة صغيرة جدا إلى حيثما شاء قصد المدير هكذا اللسان أيضا، هو عضو صغير ويفتخر متعظما. هوذا نار قليلة، أي وقود تحرق فاللسان نار عالم الإثم. هكذا جعل في أعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يذلل، وقد تذلل للطبع البشري وأما اللسان، فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط، مملو سما مميتا به نبارك الله الآب ، وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة لا يصلح يا إخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا ألعل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونا، أو كرمة تينا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحاً وعذباً!
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ كان التعليم مهنة جليلة محترمة في حضارة اليهود. وقد أراد الكثيرون من اليهود, الذين اعتنقوا المسيحية, أن يصيروا معلمين. وهنا يحذر يعقوب من أنه برغم أن الطموح للتعليم أمر جيد, إلا أن مسئولية المعلمين كبيرة, لأن كلماتهم تؤثر في حياة الآخرين الروحية. فإن كنت في موضع قيادة أو تعليم, فكيف تؤثر, بقدوتك, فيمن تقودهم؟
ـ إن ما تقوله, أمر مهم, وكذلك ما لا تقوله. فليس الحديث السليم فقط مجرد قول الكلمات المناسبة في الوقت المناسب بل كبح جماح رغبتك في قول ما لا ينبغي قوله. فالإشاعات, واغتياب الآخرين, والتفاخر, والتعليم الكاذب, والمبالغة, والشكوى, والكذب, والتملق من أمثلة استخدام اللسان استخداماً خاطئاً. فقبل أن تتكلم اسأل نفسك : {هل هذه الكلمة حقيقية؟ وهل هي ضرورية؟ وهل هي رقيقة؟}.
ـ يقارن يعقوب الأذى الذي يمكن أن يحدثه اللسان بالنار المتأججة. فإن شر اللسان مصدره جهنم نفسها. ويتسبب اللسان غير المنضبط في أذى جم. فالشيطان يستخدم اللسان ليفرق الناس ويحرض بعضهم ضد البعض الآخر. والكلام التافه مدمر لأنه ينشر الخراب سريعاً. وإن نطق به الإنسان فلا يمكنه أن يوقف نتائجه. وقد تؤدي بضع كلمات قيلت في ساعة غضب, إلى تدمير علاقة استغرق بناؤها سنوات طويلة. فلذلك قبل أن تتفوه بكلمة واحدة, تذكر أن الكلمات كالنار, لا يمكنك أن تضبط الدمار الذي تحدثه أو أن تعوضه.
ـ إن كان ضبط اللسان مستحيلاً على الإنسان, فلماذا نكلف أنفسنا مشقة المحاولة؟ لأنه حتى ولو لم نتمكن من تحقيق الضبط الكامل للسان في هذه الحياة, يمكننا أن نتعلم التحكم في خفض مقدار الضرر الناتج عنه. فمن الأفضل محاربة النيران عن أن نشعل غيرها. ولنتذكر أننا لا نحارب نيران اللسان بقوتنا الشخصية, بل الروح القدس يعطينا قوة متزايدة لنتحكم فيما نقول. فنحن, كمسيحيين, لسنا كاملين, وإنما علينا ألا نتوقف عن النمو.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الأبدين آمين.
[/size]لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا. إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل، قادر أن يلجم كل الجسد أيضا هوذا الخيل، نضع اللجم في أفواهها لكي تطاوعنا، فندير جسمها كله هوذا السفن أيضا، وهي عظيمة بهذا المقدار، وتسوقها رياح عاصفة، تديرها دفة صغيرة جدا إلى حيثما شاء قصد المدير هكذا اللسان أيضا، هو عضو صغير ويفتخر متعظما. هوذا نار قليلة، أي وقود تحرق فاللسان نار عالم الإثم. هكذا جعل في أعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويضرم دائرة الكون، ويضرم من جهنم لأن كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يذلل، وقد تذلل للطبع البشري وأما اللسان، فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط، مملو سما مميتا به نبارك الله الآب ، وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة لا يصلح يا إخوتي أن تكون هذه الأمور هكذا ألعل ينبوعا ينبع من نفس عين واحدة العذب والمر هل تقدر يا إخوتي تينة أن تصنع زيتونا، أو كرمة تينا؟ ولا كذلك ينبوع يصنع ماء مالحاً وعذباً!
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ كان التعليم مهنة جليلة محترمة في حضارة اليهود. وقد أراد الكثيرون من اليهود, الذين اعتنقوا المسيحية, أن يصيروا معلمين. وهنا يحذر يعقوب من أنه برغم أن الطموح للتعليم أمر جيد, إلا أن مسئولية المعلمين كبيرة, لأن كلماتهم تؤثر في حياة الآخرين الروحية. فإن كنت في موضع قيادة أو تعليم, فكيف تؤثر, بقدوتك, فيمن تقودهم؟
ـ إن ما تقوله, أمر مهم, وكذلك ما لا تقوله. فليس الحديث السليم فقط مجرد قول الكلمات المناسبة في الوقت المناسب بل كبح جماح رغبتك في قول ما لا ينبغي قوله. فالإشاعات, واغتياب الآخرين, والتفاخر, والتعليم الكاذب, والمبالغة, والشكوى, والكذب, والتملق من أمثلة استخدام اللسان استخداماً خاطئاً. فقبل أن تتكلم اسأل نفسك : {هل هذه الكلمة حقيقية؟ وهل هي ضرورية؟ وهل هي رقيقة؟}.
ـ يقارن يعقوب الأذى الذي يمكن أن يحدثه اللسان بالنار المتأججة. فإن شر اللسان مصدره جهنم نفسها. ويتسبب اللسان غير المنضبط في أذى جم. فالشيطان يستخدم اللسان ليفرق الناس ويحرض بعضهم ضد البعض الآخر. والكلام التافه مدمر لأنه ينشر الخراب سريعاً. وإن نطق به الإنسان فلا يمكنه أن يوقف نتائجه. وقد تؤدي بضع كلمات قيلت في ساعة غضب, إلى تدمير علاقة استغرق بناؤها سنوات طويلة. فلذلك قبل أن تتفوه بكلمة واحدة, تذكر أن الكلمات كالنار, لا يمكنك أن تضبط الدمار الذي تحدثه أو أن تعوضه.
ـ إن كان ضبط اللسان مستحيلاً على الإنسان, فلماذا نكلف أنفسنا مشقة المحاولة؟ لأنه حتى ولو لم نتمكن من تحقيق الضبط الكامل للسان في هذه الحياة, يمكننا أن نتعلم التحكم في خفض مقدار الضرر الناتج عنه. فمن الأفضل محاربة النيران عن أن نشعل غيرها. ولنتذكر أننا لا نحارب نيران اللسان بقوتنا الشخصية, بل الروح القدس يعطينا قوة متزايدة لنتحكم فيما نقول. فنحن, كمسيحيين, لسنا كاملين, وإنما علينا ألا نتوقف عن النمو.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الأبدين آمين.