سلسلة من كنز الآباء السريان (8)
الأحد الثاني من الصوم الاربعيني المقدس
شفاء الأبرص
ميمر لمار يعقوب السروجي
((المسيح يحمل اثقالاً وضعها ناموس موسى على البشر))
الأحد الثاني من الصوم الاربعيني المقدس
شفاء الأبرص
ميمر لمار يعقوب السروجي
((المسيح يحمل اثقالاً وضعها ناموس موسى على البشر))
كل الاحمال الثقيلة التي حمّلها موسى، اتى المسيح وحملها بصلبه،
يا حاملي الاحمال الثقيلة هلموا عندي، وانا اريحكم بنيري الطيب والخفيف جدا،
لماذا اذاً وضع موسى هذا الثقل، وهذه الاحمال الثقيلة على الحاملين،؟
كثّر الثقلَ على الشعب الهمجي، وبعد ان يخضع يريحه (ويلقي) عنه الثقل،
القى اللجام على فمه ليتعلم التواضع، وانه مستعد لينزعه عنه بعد ان يصبح مسالما،
اضاف ثقلا عليه لتخمد [ عجرفته التي خرجت منه من مصر،
القى وعلق على رقبته نيرا قاسيا لئلا يتمرد من فعل البرارة،
من هو ابرص فليُطرد من الشعب، لقد ابان غيرته بما يفعله بالذي يخطيء،
اذ (ابان) هذه الغيرة ضد البرص الذي هو قسري، اية غيرة تكفي للخطيئة التي تصير من الارادة،؟
واذ اهتم هكذا في تطهير الجسد، كم سيتعب مع النفس النقية لما تتدنس،؟
بالبرص الظاهر اراد ان يطهر الاثم الخفي، الجرب ليس دنسا بالنسبة الى الله لانه بريته،
بالظواهر كان يُفهم ابناء الشعب المظلمين في طبائعهم،
لو حدث جرح البرص في جسم ما سيصير مدنسا، انتبهوا، لو صارت الخطيئة في نفس ما كم ستجعلها
بغيضة،؟
اذاقهم حِدة قصاصه ليخافوا لئلا يصير جرح في النفس،
لو لم ارد ان يصير البرص وصرت مدنسا، فلو افعل الاثم بارادتي ماذا سيصنع بي،؟
ولو تم هذا الاهتمام بالجسد، كم سيكون الاهتمام بالنفس التي هي اعظم لئلا تتدنس،؟
ولو صار جرح البرص وطردني، فلو صار فيّ جرح الاثم اين سيلقيني،؟
ابان هذه الغيرة لبني الشعب حتى يخافوا من اقتراف الاثم،
كان قد صوّر الاثم بالأبرص، وطرده من الشعب ليدربهم بحكمة على الطهر،
مَن هو اجرب فليُطرد من شعبه، اعني مَن يخطيء سيلقيه خارجا،
ليفحصه الكاهن ولو طهر برصه فليدخل، هوذا تحريض: لو تاب احد فانه يُقبل.
مبارك الذي طهّر البرص الظاهري والاثم الباطني، وبمجيئه صنع كليهما مثل آمر الكل.
الميمر 44 الملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
------------------------------
http://dss-syriacpatriarchate.org/
شكراً لمروركم الكريم