صفحة 1 من 1

أحبوا بعضكم بعضاً ـ نحن أولاد الله!

مرسل: الجمعة نوفمبر 25, 2011 8:03 am
بواسطة إسحق القس افرام
رسالة يوحنا الرسول الأولى
الأصحاح الثالث
لأن هذا هو الخبر الذي سمعتموه من البدء: أن يحب بعضنا بعضاً.
ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة لا تتعجبوا يا إخوتي إن كان العالم يبغضكم نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة. من لا يحب أخاه يبق في الموت كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا، ويعلم كل شيء أيها الأحباء، إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله
ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه، ونعمل الأعمال المرضية أمامه وهذه هي وصيته: أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه. وبهذا نعرف أنه يثبت فينا: من الروح الذي أعطانا.


الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ قتل قايين أخاه هابيل حينما قبل الله ذبيحة هابيل، ولم يقبل ذبيحة قايين . فقد أوضحت ذبيحة هابيل أن قايين لم يقدم أفضل ما عنده لله، وقد جره غضب أحمق حسود إلى القتل. فالناس الذين يحيون حياة الصلاح يكشفون الآخرين ويخجلونهم. فإن كنا نحيا لله فسيكرهنا العالم على الدوام لأننا نجعله مدركاً دائماً لطريقة حياته الفاسدة.
ـ يردد يوحنا كلمات يسوع أن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس (مت 5: 21، 22) فالمسيحية ديانة القلب، ولا يكفيها الخضوع الخارجي فقط. والمرارة التي تكتمها داخلك ضد شخص أخطأ إليك، تكون كورم خبيث شرير داخلك سيدمرك في النهاية. فلا تترك {جذر مرارة} ينمو داخلك أو داخل كنيستك.
ـ المحبة الحقيقية فعل، وليست مجرد إحساس. فهي تؤدي إلى عطاء باذل بغير أنانية. وأعظم عمل محبة يمكن أن يقدمه الإنسان هو أن يقدم ذاته عن الآخرين. فكيف يمكن أن نضحي بذواتنا وحياتنا؟ وقد يكون الأسهل أحيانا أن نقول إننا سنموت من أجل الآخرين، أسهل من أن نحيا بالحقيقة لأجلهم مما يتضمن تقديم رغباتهم أولاً. وقد نادي يسوع بنفس مبدأ المحبة في (يو 15: 13).
ـ تقدم لنا هذه الكلمات مثالاً عن كيفية التضحية بالحياة من أجل الآخرين، فعلى المسيحيين أن يظهروا محبتهم للآخرين، ومن ذلك أن يقدموا المال للآخرين لتسديد إعوازهم. وهذا التعليم شبيه جداً بتعليم يعقوب . كيف توضح بأعمالك أنك تحب الآخرين فعليا؟ وهل تنفق، كما ينبغي، في سخاء من مالك ومقتنياتك ووقتك؟
ـ يخشى الكثيرون من أن لا يتمكنوا من أن يحبوا الآخرين كما ينبغي. ويستشعرون الذنب لأنهم يظنون أنهم غير مستعدين أو غير قادرين على إبداء الحب الصحيح، فتتعبهم ضمائرهم. وقد كان أولئك الناس في مخيلة يوحنا وهو يكتب هذه الرسالة. فكيف نهرب من هذه الاتهامات العنيفة لضمائرنا؟ يقول يوحنا إن ذلك لا يكون بتجاهل الآخرين أو بتقنين سلوكنا، ولكن بالأفعال القويمة. وإن كنا بعد نستشعر الذنب فينبغي أن نتذكر أن الله يعرف قلوبنا وأعمالنا. فإن كنا في المسيح فلن يديننا المسيح. ولذلك إن كنت تحيا في الرب لكنك تحس أنك لست {صالحا بدرجة كافية} فتذكر أن الله أعظم من ضميرك، وهو يعرف أنك منه وتنتمي إليه، ولذلك يمكنك أن تعرف أنت ذلك الأمر أيضاً.
ـ يمكنك أن تتقدم إلى الله بدون خوف، واثقاً أن الله يستمع إلى طلباتك وذلك إن كان ضميرك نقياً. ويؤكد يوحنا هنا وعد الرب يسوع المسيح القائل : {اطلبوا تعطوا} . إن أطعت الله، نلت ما تريد. لأنك في طاعتك لله تطلب ما يتفق مع إرادته. وهذا بالطبع لا يعني أن تنال كل ما تريد، كالثراء السريع مثلاً، فإن كنت تبحث عن إرادة الله حقاً فهناك أمور لن تطلبها.
ـ كثيرا ما يمثل الاسم في الكتاب المقدس شخصية حامله، فالاسم يمثل حامله فعليا. ويجب أن نؤمن لا بكلمات يسوع فقط بل أيضاً بشخصه ابنا لله. بالإضافة إلى أن الإيمان {باسمه} معناه صياغة حياتك حسب حياة يسوع، والتشبه به باتحادك به.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
25/11/2011

Re: أحبوا بعضكم بعضاً ـ نحن أولاد الله!

مرسل: الأحد نوفمبر 27, 2011 10:11 am
بواسطة ابن السريان
سلام الرب معك
أخي الحبيب الشماس المقدسي أسحق
شكراً لك على هذه المواضيع الهامة والمفيدة والمتتعة
الرب بذل نفسه لأجلنا لأننا صرنا أبناء الله
فإن كنا بحق أولاده بالمحبة هي هدفنا وغايتنا تجاه بعضنا
لأن الله أحبنا فبذل أبنه الوحيد لأجلنا فحري بنا أن نتبادل المحبة
جعل الله كل أيامكم أعياد وسعادة وفرح سماوي
بركة الرب معك

Re: أحبوا بعضكم بعضاً ـ نحن أولاد الله!

مرسل: الخميس سبتمبر 15, 2016 10:14 pm
بواسطة إسحق القس افرام
صورة