بالتزامن مع أزمة الطاقة...جفاف لوار والراين...يرهق فرنسا وألمانيا!
مرسل: الاثنين أغسطس 29, 2022 3:53 am
خلفت موجة الجفاف الأخيرة التي تضرب دولاً عدة في الاتحاد الأوروبي تأثيرات بالغة على اقتصادات منطقة اليورو، وتسبب تراجع مستوى الأنهار الرئيسية مثل الراين في ألمانيا ولوار أكبر نهر في فرنسا في عرقلة عمليات التصدير والاستيراد، إضافة للإضرار بتوليد الكهرباء، والإنتاج الزراعي، واشتعال الحرائق في الغابات.
من نتائج الجفاف الحاد الذي يضرب فرنسا، تقلص إنتاج الطاقة الكهربائية على طول نهري الرون وغارون.وتعتبر موجة الجفاف هذه الأهم منذ 500 عام، وتسببت في رفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الدول الأوروبية. وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن الاحترار في أوروبا يزيد بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، وبالتالي يفاقم المخاوف من المزيد من الحرائق، ومن إنهاك موارد الماء في ظل الذوبان السريع للجبال الجليدية في الألب.
عجز مائي
ففي فرنسا، تراجع مستوى نهر لوار الشهير والذي يشق البلاد، بسبب ندرة الأمطار، والجفاف الأسوأ منذ 65 عاماً. كما أصبح نهر "سافوريوز" بلا مياه لأول مرة منذ عقود.
وفي يوليو (تموز) الماضي سجلت البلاد عجزاً في هطول الأمطار بلغ 84%. ما أدى لانخفاض مخزون الأنهار والبحيرات إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من 20 عاماً، وفق موقع "بزنس انسايدر" يوم الثلاثاء الماضي.
ومن نتائج الجفاف الحاد الذي يضرب فرنسا، تقلص إنتاج الطاقة الكهربائية على طول نهري الرون وغارون، وتوقف عشرات المحطات لتوليد الطاقة عن العمل بعد العجز عن التبريد في ظل العجز المائي الكبير.
وتراجع توليد الطاقة النووية في فرنسا إلى 20.1 تيراواط ساعة في يونيو(حزيران)، وهو أقل بكثير من 27.7 تيراواط ساعة المسجلة في نفس الشهر من 2021، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الحكومة الفرنسية.
وانخفص معدل توليد الطاقة الكهرومائية 60% في وادي الرون، وجبال الألب، ومنطقة كوت دازور، التي تشكل أكثر من 70% من قدرة الطاقة الكهرومائية في البلاد بسبب الجفاف، وفق شركة كهرباء فرنسا.
ضرر زراعي
وألقى الجفاف بظلاله على الزراعة في فرنسا. ومن المتوقع أن يكون حصاد الذرة والمستخدم بشكل رئيسي في الأعلاف الحيوانية، أقل بـ 18.5% هذا العام مقارنة مع 2021 بسبب الجفاف ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وباتت نحو 100 قرية في فرنسا محرومة من مياه الصنبور الآمنة للشرب والاستهلاك الآدمي.
ركود اقتصادي
تعاني ألمانيا أيضاً من الجفاف الحاد، الذي أضر بإنتاج طاقة الفحم بعد الجفاف الجزئي لنهر الراين الذي أثر على عمليات الشحن البحري خاصةً.
وقالت شركة شحن محلية لوسائل الإعلام، إنه رغم أن النهر لا يزال صالحاً للملاحة، إلا أن القوارب لا يمكنها تحميل أكثر من ربع طاقتها بسبب انخفاض منسوب المياه.
واضطرت شركات الشحن إلى تقسيم عملياتها ما رفع الكلفة وتسبب في تأخير كبير في النقل، والذي رفع بدوره الأسعار المرتفعة أصلاً بعد زيادة أسعار الوقود، ونقص الإمدادات الروسية.
وبدأت ألمانيا التي تعد أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، في استخدام الفحم بديلاً للغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، لكن انخفاض منسوب الراين، يعيق جهودها، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويقول كبير الاقتصاديين الأوروبيين في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في لندن، أندرو كينينغهام: كل شيء يضر بألمانيا أكثر من أي مكان آخر"، كما نقلت عنه "وول ستريت جورنال.
وتسبب تزامن أزمة المناخ مع أزمة الطاقة، في مضاعفة الضغط على الصناعة في ألمانيا بتضرر الشحن النهري، في ظل خط سكة حديدية متداعٍ لا يمكنه تحمل مزيد من السلع، إضافة لموانئ بحرية لا تزال تعج بالبضائع، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى ركود في أكبر اقتصاد بأوروبا.
وقال وزير النقل الألماني فولكر ويسينغ في الأسبوع الماضي: "نحن في وضع تواجه فيه البنية التحتية تحديات كبيرة"، وفق بلومبرغ.
ومن جهة أخرى قد يتسبب جفاف نهر الراين في عرقلة استيراد ألمانيا 35 مليون طناً من الفحم هذا العام، مقارنة مع 27 مليون طناً في 2021، لأن نقل هذه الكميات بالقطارات يكبد الخزينة كلفة إضافية ما يرفع الكلفة على المشترين أيضاً.
في المجمل، أدى تخفيض مستويات إنتاج الطاقة إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في أوروبا. وفي يوليو (تموز)، اقتربت أسعار الكهرباء في فرنسا وألمانيا من مستويات قياسية.
وفي الأسبوع الأول من أغسطس (آب)، تجاوزت العقود الآجلة للكهرباء للعام المقبل في أوروبا 550 يورو لكل ميغاواط، مقارنة مع أقل من 100 يورو في العام الماضي.
من نتائج الجفاف الحاد الذي يضرب فرنسا، تقلص إنتاج الطاقة الكهربائية على طول نهري الرون وغارون.وتعتبر موجة الجفاف هذه الأهم منذ 500 عام، وتسببت في رفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الدول الأوروبية. وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن الاحترار في أوروبا يزيد بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، وبالتالي يفاقم المخاوف من المزيد من الحرائق، ومن إنهاك موارد الماء في ظل الذوبان السريع للجبال الجليدية في الألب.
عجز مائي
ففي فرنسا، تراجع مستوى نهر لوار الشهير والذي يشق البلاد، بسبب ندرة الأمطار، والجفاف الأسوأ منذ 65 عاماً. كما أصبح نهر "سافوريوز" بلا مياه لأول مرة منذ عقود.
وفي يوليو (تموز) الماضي سجلت البلاد عجزاً في هطول الأمطار بلغ 84%. ما أدى لانخفاض مخزون الأنهار والبحيرات إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من 20 عاماً، وفق موقع "بزنس انسايدر" يوم الثلاثاء الماضي.
ومن نتائج الجفاف الحاد الذي يضرب فرنسا، تقلص إنتاج الطاقة الكهربائية على طول نهري الرون وغارون، وتوقف عشرات المحطات لتوليد الطاقة عن العمل بعد العجز عن التبريد في ظل العجز المائي الكبير.
وتراجع توليد الطاقة النووية في فرنسا إلى 20.1 تيراواط ساعة في يونيو(حزيران)، وهو أقل بكثير من 27.7 تيراواط ساعة المسجلة في نفس الشهر من 2021، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الحكومة الفرنسية.
وانخفص معدل توليد الطاقة الكهرومائية 60% في وادي الرون، وجبال الألب، ومنطقة كوت دازور، التي تشكل أكثر من 70% من قدرة الطاقة الكهرومائية في البلاد بسبب الجفاف، وفق شركة كهرباء فرنسا.
ضرر زراعي
وألقى الجفاف بظلاله على الزراعة في فرنسا. ومن المتوقع أن يكون حصاد الذرة والمستخدم بشكل رئيسي في الأعلاف الحيوانية، أقل بـ 18.5% هذا العام مقارنة مع 2021 بسبب الجفاف ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وباتت نحو 100 قرية في فرنسا محرومة من مياه الصنبور الآمنة للشرب والاستهلاك الآدمي.
ركود اقتصادي
تعاني ألمانيا أيضاً من الجفاف الحاد، الذي أضر بإنتاج طاقة الفحم بعد الجفاف الجزئي لنهر الراين الذي أثر على عمليات الشحن البحري خاصةً.
وقالت شركة شحن محلية لوسائل الإعلام، إنه رغم أن النهر لا يزال صالحاً للملاحة، إلا أن القوارب لا يمكنها تحميل أكثر من ربع طاقتها بسبب انخفاض منسوب المياه.
واضطرت شركات الشحن إلى تقسيم عملياتها ما رفع الكلفة وتسبب في تأخير كبير في النقل، والذي رفع بدوره الأسعار المرتفعة أصلاً بعد زيادة أسعار الوقود، ونقص الإمدادات الروسية.
وبدأت ألمانيا التي تعد أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، في استخدام الفحم بديلاً للغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، لكن انخفاض منسوب الراين، يعيق جهودها، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويقول كبير الاقتصاديين الأوروبيين في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في لندن، أندرو كينينغهام: كل شيء يضر بألمانيا أكثر من أي مكان آخر"، كما نقلت عنه "وول ستريت جورنال.
وتسبب تزامن أزمة المناخ مع أزمة الطاقة، في مضاعفة الضغط على الصناعة في ألمانيا بتضرر الشحن النهري، في ظل خط سكة حديدية متداعٍ لا يمكنه تحمل مزيد من السلع، إضافة لموانئ بحرية لا تزال تعج بالبضائع، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى ركود في أكبر اقتصاد بأوروبا.
وقال وزير النقل الألماني فولكر ويسينغ في الأسبوع الماضي: "نحن في وضع تواجه فيه البنية التحتية تحديات كبيرة"، وفق بلومبرغ.
ومن جهة أخرى قد يتسبب جفاف نهر الراين في عرقلة استيراد ألمانيا 35 مليون طناً من الفحم هذا العام، مقارنة مع 27 مليون طناً في 2021، لأن نقل هذه الكميات بالقطارات يكبد الخزينة كلفة إضافية ما يرفع الكلفة على المشترين أيضاً.
في المجمل، أدى تخفيض مستويات إنتاج الطاقة إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في أوروبا. وفي يوليو (تموز)، اقتربت أسعار الكهرباء في فرنسا وألمانيا من مستويات قياسية.
وفي الأسبوع الأول من أغسطس (آب)، تجاوزت العقود الآجلة للكهرباء للعام المقبل في أوروبا 550 يورو لكل ميغاواط، مقارنة مع أقل من 100 يورو في العام الماضي.