في الطريق إلى عمواس!!
مرسل: السبت يوليو 06, 2013 6:44 am
إنجيل لوقـــا ص 24
وإذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة، اسمها عمواس وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث وفيما هما يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما
ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين
فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام فقال لهما: وما هي ؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ولما لم يجدن جسده أتين قائلات: إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حي ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء، وأما هو فلم يروه
فقال لهما: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد فألزماه قائلين: امكث معنا، لأنه نحو المساء وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما
فلما اتكأ معهما، أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما فقال بعضهما لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب
فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، ووجدا الأحد عشر مجتمعين، هم والذين معهم
وهم يقولون: إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان
وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له كل المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
يروي لنا القديس لوقا الإنجيلي لقاء المسيح له المجد مع تلميذين وهما في طريقهما إلى عمواس، قرية تبعد حوالي 7.5 ميلًا شمال غربي أورشليم، يرجح أنها في موقع قرية الخماسية أو القبيبة. هذان التلميذان أحدهما كليوباس وهو اسم مختصر من كليوباتروس أو المجد الكامل، أما الثاني فيرى الدارسين أنه لوقا الإنجيلي نفسه، ويرى أن الشخص الثاني يدعى سمعان من السبعين رسولًا، خلاف سمعان بطرس وسمعان القانوي.
وفيما هم يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه، وكان يمشي معهما. حقًا لم يكونا على يقين الإيمان لكنهما كانا مشغولين بالمسيح يتكلمان ويتحاوران، وفي ضعفهما لم يستطيعا إدراك الحق، فحّل الحق في وسطهما يعلن ذاته ويسندهما إذ سبق فأكد لنا: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 20).
ربما عجزا عن معرفته، لأنه إذ قام حمل جسده نوعًا من المجد عن ذي قبل، لذا لم يستطيعا معرفته، كما حدث مع مريم المجدلية (يو 20: 14)، والتلاميذ على شاطئ البحيرة (يو 21: 4). وربما كان علة عجزهما عن معرفته ضعف إيمانهما وتباطؤهما في الفهم الروحي، أو بقصد إلهي حتى يكشف لهما المسيح له المجد أسراره الإلهية وتحقيق النبوات فيه. ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب
فقال لهما: إن كنا في هذا العالم نبكي على خطايانا ونحزن لكن خلال لقائنا مع المسيح المقام يلزمنا ألا نمشي عابسين بل نفرح بالرب، لأن ملكوت الله هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس (رو 14: 17). جاء عن احد القديسين في اعترافاته أن الله كان يمزج عبادته بنشوة روحية تفوق كل ملذات العالم لكي يفطمنا عن لذة الخطية.
يرى البعض أن ما فعله المسيح له المجد هنا هو سّر الإفخارستيا، وأن الرب يعلن ذاته خلال هذا السرّ، يفتح أعين مؤمنيه الداخلية لمعاينته، وإن كان البعض الآخر يرى أنه لم يكن سّر الإفخارستيا، إذ لا نسمع عنه أنه أخذ كأسًا أيضًا وناولهما، كما لم يذكر عند كسر الخبز أنه جسده المبذول عنهما، كما فعل في العشاء الأخير.
فقاما ورجعا إلى أورشليم هذا هو غاية عمل الله فينا أن يهبنا قوة القيامة، إذ يقول: قاما، بهذه الحياة المقامة نرجع إلى أورشليم العليا التي تركناها، نرجع إلى مدينة الله الملك العظيم (مت 5: 35)، إلى أورشليم العليا التي هي أمنا جميعًا (غل 4: 26). بمعنى آخر يحوّل الله اتجاهنا، فبعد أن كنا متجهين إلى عمواس معطين ظهورنا لأورشليم، نعطي ظهورنا لعمواس متجهين بوجهنا وقلبنا وفكرنا نحو أورشليم السماوية.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الآبدين آمين.
وإذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة، اسمها عمواس وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث وفيما هما يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما
ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين
فأجاب أحدهما، الذي اسمه كليوباس وقال له: هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام فقال لهما: وما هي ؟ فقالا: المختصة بيسوع الناصري، الذي كان إنسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكرا عند القبر ولما لم يجدن جسده أتين قائلات: إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حي ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا كما قالت أيضا النساء، وأما هو فلم يروه
فقال لهما: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد فألزماه قائلين: امكث معنا، لأنه نحو المساء وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما
فلما اتكأ معهما، أخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما فقال بعضهما لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب
فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم، ووجدا الأحد عشر مجتمعين، هم والذين معهم
وهم يقولون: إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان
وأما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له كل المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
يروي لنا القديس لوقا الإنجيلي لقاء المسيح له المجد مع تلميذين وهما في طريقهما إلى عمواس، قرية تبعد حوالي 7.5 ميلًا شمال غربي أورشليم، يرجح أنها في موقع قرية الخماسية أو القبيبة. هذان التلميذان أحدهما كليوباس وهو اسم مختصر من كليوباتروس أو المجد الكامل، أما الثاني فيرى الدارسين أنه لوقا الإنجيلي نفسه، ويرى أن الشخص الثاني يدعى سمعان من السبعين رسولًا، خلاف سمعان بطرس وسمعان القانوي.
وفيما هم يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه، وكان يمشي معهما. حقًا لم يكونا على يقين الإيمان لكنهما كانا مشغولين بالمسيح يتكلمان ويتحاوران، وفي ضعفهما لم يستطيعا إدراك الحق، فحّل الحق في وسطهما يعلن ذاته ويسندهما إذ سبق فأكد لنا: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 20).
ربما عجزا عن معرفته، لأنه إذ قام حمل جسده نوعًا من المجد عن ذي قبل، لذا لم يستطيعا معرفته، كما حدث مع مريم المجدلية (يو 20: 14)، والتلاميذ على شاطئ البحيرة (يو 21: 4). وربما كان علة عجزهما عن معرفته ضعف إيمانهما وتباطؤهما في الفهم الروحي، أو بقصد إلهي حتى يكشف لهما المسيح له المجد أسراره الإلهية وتحقيق النبوات فيه. ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب
فقال لهما: إن كنا في هذا العالم نبكي على خطايانا ونحزن لكن خلال لقائنا مع المسيح المقام يلزمنا ألا نمشي عابسين بل نفرح بالرب، لأن ملكوت الله هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس (رو 14: 17). جاء عن احد القديسين في اعترافاته أن الله كان يمزج عبادته بنشوة روحية تفوق كل ملذات العالم لكي يفطمنا عن لذة الخطية.
يرى البعض أن ما فعله المسيح له المجد هنا هو سّر الإفخارستيا، وأن الرب يعلن ذاته خلال هذا السرّ، يفتح أعين مؤمنيه الداخلية لمعاينته، وإن كان البعض الآخر يرى أنه لم يكن سّر الإفخارستيا، إذ لا نسمع عنه أنه أخذ كأسًا أيضًا وناولهما، كما لم يذكر عند كسر الخبز أنه جسده المبذول عنهما، كما فعل في العشاء الأخير.
فقاما ورجعا إلى أورشليم هذا هو غاية عمل الله فينا أن يهبنا قوة القيامة، إذ يقول: قاما، بهذه الحياة المقامة نرجع إلى أورشليم العليا التي تركناها، نرجع إلى مدينة الله الملك العظيم (مت 5: 35)، إلى أورشليم العليا التي هي أمنا جميعًا (غل 4: 26). بمعنى آخر يحوّل الله اتجاهنا، فبعد أن كنا متجهين إلى عمواس معطين ظهورنا لأورشليم، نعطي ظهورنا لعمواس متجهين بوجهنا وقلبنا وفكرنا نحو أورشليم السماوية.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الآبدين آمين.