قصة قصيرة عن انثى النسر هي التي تختار زوجها!

[إسحق القس افرام]

عملية اختيار انثى النسر لزوجها عملية معقدة بعض الشئ، فنجد أنها تختار ذكرها بعناية فائقة على عكس كل الكائنات الاخرى، فتقوم بالتحليق عالياً حاملة معها غصن شجرة رقيق الحجم، وتظل تحلق حتى ابعد نقطة ممكنة،
وسرعان ما تتجمع حولها ذكور النسور بصورة كبيرة.
تقوم انثى النسر بإلقاء هذا الغصن إلى أسفل ، فيتسابق النسور للحصول على هذا الغصن بصورة قتالية سريعة ، بشرط عدم سقوط هذا الغصن على الارض، ويحضره لها احدهم بمنقاره ويسلمه لها في عذوبة شديدة بمنقارها، فهذا يعد من آداب التعامل بينهم.
وتتسلمها منه الانثى ثم تقوم بإلقائها عدة مرات متتالية ويكرر الذكر نفس التصرف بصورة متكررة حتى يمل منها من يمل، ويبقى نسر واحد فقط يحضر لها الغصن بنفس الرقة المسبقة.
فتحلق انثى النسر معه لأبعد موضع بين الصخور لبناء عش الزوجية باستخدام أغصان خشنة وقوية للبعد عن الكائنات المفترسة ثم يبدأ الزوجان بنتف انعم الريشات والزغب من جسديهما وتغطية العش بالكامل بها كي يكون العش ناعما دافئا للصغار عندما يفقس البيض.
يتم وضع بيضتان إلى ست بيضات سنوياً في هذا العش، إلى ان يفقس البيض بشكل كامل، ويعتني بهما الوالدان بصورة كاملة، من حماية وإحضار طعام الى ان يكتمل نمو الريش.
وبمجرد أن يكتمل نمو ريش ذيل الصغار، يجلس النسر الاب على حافة العش ويبدأ بهز العش بجناحيه هزا متواصلا حتى يتخلص من كل الريش والزغب الذي غطيا به العش لتظل فقط تلك الاغصان الخشنة القوية.
اما عن النسر الام، فإنها تذهب لتصطاد فريسة جديدة من أجل الطعام، ولكنها هذه المرة لا تضع الطعام للعش كما كانت تفعل دائما بل تجلس على مرأى من الصغار، وعلى مسافة لا تقل عن خمسة امتار وتبدأ بالاكل بمفردها وببطيء شديد مثيرة بذلك شهية الصغار الجائعة!
يبدا الصغار بأولى محاولاتهم في الخروج من العش ومحاولة الطيران، حيث ان العش غير مريح ، ويوجد على مسافة عالية جداً، وبمجرد خروج الصغار فإنهم يهوون في الهاوية السحيقة، وهنا يأتي دور الاب الذي يسارع الى التقاط الصغير ( تماما كما كان يفعل مع الغصن ).
ولكن هذه المرة يحمله على ظهره ويعود للتحليق به الى الاعلى ووضعه من جديد في العش الخشن غير المريح للصغار الجائعون، فيكرر الصغير المحاولة السابقة ويكرر النسر الاب انقاذهم مرة اخرى، وهكذا يتعلم صغار النسور الطيران!!!

[بنت السريان]

إنها عملية اختيار صعبة لأبعد الحدود يعني من أولها تشوفو عين الحمرا