اعذروني إني أبحث عن الرحمةفي قصة حقيقية

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16399
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

اعذروني إني أبحث عن الرحمةفي قصة حقيقية

مشاركة بواسطة بنت السريان »

hämta (4).jpg
أعذروني إني أبحث عن الرحمة في
قصة حقيقية حذثت في الخمسينات
ترجم أحداثها قلمي
سعاد اسطيفان
بنت السريان

طوبى للرحماء لأنهم يرحمون (متى7:5)
يتيمة زوّجوها ,لم يبتسم لها الزمن
تصدّى لها معول الظلم ,هدم أركان بيتها ,وسرق رفيق حياتها في أول محطات عمرها.
تركها حبلى,في دوامة الفاقة والحيرة.
بعد شهرين ولدت ابنها,كابدت ألاماً وهموماً ,تعجز على حملها الجبال .
مرض ابنها ومات بين أحضانها,تنكّر لها من يعرفها من الأقارب(العقارب) وأصبحت وحيدة,وغريبة في الديار تتقاذفها الأبواب المغلقة
تجوب الشوارع
تشحذ عَّمن يسعفها في دفن حبّة قلبها.
فقصدت عائلة من أقاربها تنكروا لها ,طردوها مهانة وبحاجة للقمة خبز تسد جوعها بالرغم من أكتفائهم ومقتدرين بمد يد العون,نصحوها أن تقصد حفّار إحدى المقابر لحل مشكلتها وبالفعل فعلت فلا حول ولا قوة لها ولا مناص
لعله يرحمها و يواري جسد ابنها المائت, فهي معدمة الحال والمال وغريبة في الديار
حفار القبورهذا ضاق بها ذرعا (ضجر منها) , ومما زادها في الطين بلّة.
ناولها فأساً,وأمرها أن تذهب بعيدا في الغابة ونصحها هناك بعيداً بيديها أن تدفن ابنها,
لن أخفي عليك قارئي العزيز أنفاسي تضيق بصدري وأنا أدون لك هذه المأساة التي أبكت قرطاسي لابل أبكت قلبي دما قبل أن تبكي عينيّ
فعند مغيب الشمس,وارته التراب, والله وحده يعلم ما يعتمل بقلبها فاق مقدرتها على التحمل..
بيديها دفنت إبنها وأنهت المهمة,وقلبها يقطر ألماً, أنهك قواها العقلية والبدنيفويكاد يغمى عليها ,ومن خوفها وألمها,
لم تحسن تقدير عمق الحفرة. محل ما قبرت وليدها .
وعادت من جديد تطرق الأبواب,وما من يرحم
وقفت أمام إحدى الحانات,أسندت ظهرها للحائط ,تتمنى أكل الفتات المتساقط,من موائد الذوات,
سمعت أفجع نبأ في المذياع .
(عثرت إحدى دوريات الشرطة,على جسد طفل موؤود في الغابة ,تتصارع عليه الكلاب) .
وقعت مغشيا عليها من هول المصاب ,نقلت إلى المستشفى,وعندما أفاقت,أفادت بهذه الأقوال الانفة الذكر
أترك لكم ما جاش بخواطركم ومشاعركم وأنتم تقرأون
ما دونه قلمي راجية قبول اعتذاري قد أكون قد أحزنتكم وأججت فيكم المشاعر
"طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ." (مت 5: 7)
ملاحظة :
القصة حقيقية ولعائلة مسيحية
(مسيحيون بالاسم )جيل يكرمون المسيح بفمهم وقلبهم بعيد عنه
ألم يقل كل مالم تفعلوه مع هؤلاء الصغار لم تفعلوه معي
لعل القصة هذه تكون بمثابة ناقوس يطرق الضمائر الميتة
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“