عكّاز أمي

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 348
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

عكّاز أمي

مشاركة بواسطة توما بيطار »

عكّاز أمي

💚💚💚 صهرنا الغالي فهمي جميل إيشوع..وداعاً

يرحلون
واحداً واحداً ...يرحلون
يتركونَ بحيرات دمعٍ في العيون
وأنا أيضاً سأذهب
وأجيالٌ ستأتي
وأجيالٌ تتأهّب
ولا يدومُ أيها الإخوة
لا يدومُ إلا وجه الرب.
هي الدنيا فارغة
ككمشةِ هواءٍ
كصوتٍ من عمقِ وادٍ
كنداء...
نضيعُ في سراديبِها
نضيعُ كلّ مساء
تسحرنا النجومُ في السماء
نركضُ خلفها
بعد أن تخضرَّ لنا أجنحة
نمدُّ أيدينا للقمر
نكتشفُ أنهُ قطعةُ حجر
فنمرضُ بلا سببٍ
وربما بسببِ الضجر
نمدُّ أيدينا لعلبةِ الدواء
نجدُها فارغةً كالهواء
كالسلالمِ الموصولةِ للسماء
كالعتمةِ في المساء
كالسحرِ في عيونِ الرجالِ والنساء
كلّها أشياءٌ فارغة
كالهواء
نُصلّي ونرفعُ الدعاء
لكن...لا جواب
مُغلَقٌ هو الباب
فقط نسمعُ صوتَ الريح
وزخّات المطر
وصوتَ بكاء
وصوتَ مواء
كلُّ هذهِ الأشياء
تحدثُ بلا حساب
إن لم تكن المحبّةُ قانوناً
والإيمانُ رِداء.
هي الدنيا فارغة
إن لم يملاُها الحب
ويباركها الرب.
كان صهرنا فهمي
رجلاً طويلاً مليئاً
يملأُ العين
كان بسيطاً كدالية
ووجههُ كورقةِ عنب
وطعمهُ كالبقلاوةِ والتين.
كان يوماً ما
عكّازاً لأمّي
لأشهرٍ ...لسنين
يضعُ لها الأغاني
عن الإخلاصِ والحنين
يُقدِّم لها الطعام
يجلسُ بجانبها لتنام.
كان عكّازَ أمّي
يركضُ إن سمعَ صوتها
وهي تمشي..يمسكُ يدها
والآن ها قد رحل .
أيها الراحلُ الطيّب
كم أحببناك
كم أحببتَ بيتكَ وأولادك
أحببتَ تيما
وجينا...وجميل
وأحببتَ بيتير إيشوع الصغير
كم أحببتَ أختي جميلة
وخدمتها كأنها أميرة
عملتَ كثيراً لتؤمّن البيت
بالحنطةِ وبالزيت.
كنتَ أباً حنوناً
تفرشُ دوماً جناحيك
لتحميَّ أهل البيت
وما ملّيت.
رحل حبيبنا فهمي
فتقبّلهُ في فردوسكَ يارب
وسنبقى نشعلُ له الشموع
ونخفّفُ من ذرف الدموع
سنُصلّي من أجلِ أن ينام
وتسيرُ ..تسيرُ بنا الأيام
سنبقى مع جميلة والأولاد
نحكي عنهُ بكلِّ خير
سنجلسُ أيّام الأعياد
نُصلّي كما يُصلّي الغير
سنظلُّ نقرأ في الإنجيل
ونغسلُ أرواحنا بالآيات
هكذا هي الحياة
وداعاً صهري الغالي
سنبقى نذكركَ للمماة.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“