الكتل الكبار .. بقلم حنا لبيب خوري

[حنا خوري]

أجمل ما في الأنسان ان يعود أحيانا وفي أوقات هو يرغبها وعن حماس ونشاط الى أصله وفصله .. وذلك بأِرادته ورغبتِه وبدون أن يظلمه أحد ليعود الى تاريخِه .
وقد يسخر مني البعض من القرّاء الأعزّاء عندما أقول وبكل فخر أنّي آزخيني الأصل وو هناك فروع من هذا النسيج وهو ــ البرصومكيّة ــ وانا من هذا الفرع .
ونحن البرصومكيّة هناك أكلة مشهورة لدينا وفينا وهي ــ الكتل ــ فهذه الأكلة لنا هي بمكانة ذاك صحن العدس الذي استغنى فيه عيسو عن بكوريته وما لها من قيمة ومزايا الى اخيه يعقوب في سبيل ان يطفح صحنا من العدس .
فهذه الأكلة عندنا لها ما لها من مكانة وقيمة واحترام واجلال وانا كغيري من هذه الجماعة نستغني عن الغالي والرخيص في سبيل أكلة معتبرة من الكتل .
واليوم ألحّت علي زوجتي أن نقوم بأحضار هذه الأكلة الراقية والعزيزة على قلبي

وقمنا لساعتها وبدأنا بتهيئة هذه الأكلة فهذا يبسط العجين وتلك تفرش الحشوة وتلك تغلي الحاضر وعند الأنتهاء ... أسرعتُ انا وقمتُ بترتيب صحون المقبّلات من بندورة وخيار وفجل و جرجير وبصل أخضر ومخلّلات وقبل هذه المقبّلات جميعا ... لم أنسى كاسي العرق الذي لا اشرب غيره مع الغداء فقط ... تيمما بالوصية الدينية قليل من الخمر ينعش النفس .
نعم جلسنا الى الغداء وكلُّنا بنهم لنهجم ونفترس هذه الكتل ولا ادري من اي محطّة تلفزيونية سمعت بناتي وسمع ابني الذين يسكنون في بيوت تبعد قليلا عن البيت الذي نسكنه فجاؤا جميعُهم

ومع الغداء لاحظتُ ان اغلب اولادي وبناتي ينظرون الي والى زوجتي كيف نتناول الفجل واوراق الخس والبندورة والمخلّل بالشوكة والسكين وبدأوا ينظرون الى بعضهم البعض ويبتسموا
تركتهم على حرّيتهم فأنا ديمقراطي في عيشتي وتربيتي لأولادي واترك لهم الحرية الكاملة في التصرّف او التعبير عمّا يرغبون فيه
وبعد ان أتينا على الغداء وملأنا بطوننا قلتُ لعائلتي هذه الحكاية البسيطة

احبابي لاحظتُ عليكم أنّكم انتقدّتم ابيكم وامَّكم في كيفية تعاملنا مع الخضروات الموجودة مع الغداء .. ولتكونوا على بيّنة وعلى معرفة في ان اباكم ليس بالتافه ولا بالمتخلّف ولا بالذي لا يتلائم مع الحضارة .. ســـــــــــــأسرد لكم هذه الحادثة التي قرأتها من عقود عن بعض الشخصيات المحترمة
على المرء ان يرتاح بالطريقة التي يأكل فيها دون الرجوع الى الحضارة وهذه العادة لا علاقة لها بالحضارة او التقدّم .
ساطع الحصري .. سوري ومناضل وسياسي محترم ضد الأستعمار الفرنسي على بلدنا سوريا غضبت عليه فرنسا ونفته الى مدغشقر ثمّ خفّفت عليه الخنّاق وتركته في باريس .. كان مداوما في مطعم ــ مكسيم ــ المشهور والذي كان ملتقى اغلب السياسيين السوريين امثال فارس الخوري وغيره .
نعم كان من المداوميين على هذا المطعم ... يوما من الأيام جاء للغداء وطلب فرّوجا فجاء النادل بالغداء وطبعا بالشوكة والسكين .. فما كان من سياسينا الرائع الاّ ان أبعد الشوكة والسكين وشمّر عن ساعديه وبدا يأكل بل يفترس الفرخة وعيون الموجودين تراقبه وحتى انّهم تركوا طعامهم وجعلوا يتفرّجون على هذا الفلم .
وعندما جاء عليه وهو ينظر الى حوله ويداه تلمع بالدهون والزفر والناس نظرتها تنم عن شبه التحقير لهذه العيّنة من الشعوب .
ذهب صاحبنا وغسل يديه وعاد وطلب صحن الحلو وبالتحديد عنب ...
جاء الكرسون بصحن العنب ووضعه امامه .. نظر الأستاذ ساطع وقال للكرسون .. اين الشوكة والسكين ؟؟؟
ردّ عليه الكرسون ... يا سيّد العنب لا يؤكل بالشوكة والسكين
قال له يقينا انتم متخلّفون اليّ بما طلبتُ
ولما جاء بما طلب ..... جعل يصطاد كل حبّة عنب بالشوكة ويقسمها بالسكين ويفصل بذورها ويتناولها بأريحية وسهولة وكأنّه آلة حديثة وكل هذا تحت أنظار الزبائن الذين ... خجلوا بأنفسهم وبتقييمهم لهذا الشخص وتأكّدوا .... انّهم .... هم المتخلّفوووووووون حقا

حق من حقووووووق الكتل .. بقلم حنا لبيب خوري

[إسحق القس افرام]

مشكور أستاذي الجليل حنا على هذه الأكل المشهورة والتي لها مذاق طيب
بارك الله عليك وعلى اسرتك
وصحتين وعافية

[فريد توما مراد]

الهدف من كتابة هذه المقالة ليس (الكتل ) وحب البرصومكيّة
وتعلّقهم بهذه الأكلة الشهيّة ، بقدر ماهو النظرة في العادات والتقاليد والممارسات
التي تختلف من جيلٍ إلى آخر ، وكيف يرى الجيل
الذي أتى بعد جيلٍ سبقه ، دهشة وإستغراب في بعض الأشياء التي
يفعلونها ، كما ورد في سرد الواقعة التي حدثت مع أخينا العزيز
أبو لبيب وأم لبيب وأولادهم في طريقتهم العفويّة التي يرتاحون لها بالأكل
ويرونها أمراً طبيعيّاً ، بينما يراها الأولاد عكس ذلك .
شكراً لك عزيزنا على هذا الأسلوب الشيّق .
( عاش برصوم الأزخيني الأول ، وعاشت الكتل حرة مستقلّة )
لك تحيّاتي
حرستك عزرت آزخ
أبوبولص

[/size]

[ابن السريان]

سلام الرب معك
رائع ما سطره يراعك المبدع
أخذتني في رحلة إلى الوطن وعدت بي إلى الغربة
وأحييت في مخيلتي الذاكرة كعادتك
بداية هناك مثل مشهور يقول
كل على كيفك وألبس على كيف الناس
وهناك لكل نوع من الطعام طقس خاص به
وطريقة يؤكل بها
ربما لكل شعب تقاليده
لكن هذا لا يمنع أن نأكل العدس والمجدرة بالملعقة
أو نتناول الكبة باليد
ولا تعكس طريقة تناول الطعام شخصية الفرد
المهم هو تعامل الفرد مع الآخرين
وتأقلم الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه
أقول لكم ألف صحة وهناء
بركة تكون معكم

[حنا خوري]

حبيبي الغالي سمير ابن السريان

بيني وبين ذاتي احيانا عندما أتناول احدى هذه الأكلات تعود بي الذاكرة الى ماضيَّ وحياتي السابقة وطفولتي وتاريخ صباي
ووووواعووود لأقووول انّها كانت أجمل وامتع واحلى من هذه الأيام التي لا ينقصنا اي شيء فيها

فيومها كانت الحياة على كيفنا نأكل ما نشاء وبالطريقة التي نريدها وفي المستوى الذي كنا نعيش فيه
وكل ذلك مع براءتنا وجماااااااال حياتنا حينها


اشكر مرورك الجميل ووو
بركة عزرت آزخ معك

[بنت السريان]

أخي حنا المبارك
صحتين وألف عافية
ليس أجمل من اجتماع الأسرة عند الغداء
أمّا عن طريقة الأكل
فكل ينام على جنب اللي يريّحو
هكذا يقول المثل
كل واتهنّا يا أخي
الرب يرعاك والعائلة

اختكم بنت السريان

[حنا خوري]

اخي وحبيبي الغالي ابو بولص

اللي يعجبني ف هاك قلمك ... انّو ينقّط الواقع والحقيقة وفهاك الجاخ ... قولة المصري تفهمها وهي طايرة
انا بخوا قصدّتُ ان اشرح ان المرء حرّ بأي طريقة تلائمه او يرتاح فيها ليأكل وهذا لا يدخل في خانة الحضارة او التطوّر المدني
دِ هما قولللي .. قي في أطيب منّا جاخ الويحد يمسك فخزة الجيجة ويمنتق فيا الى يطلع العظم ش روحو ويان الكمانا يطلع طقم اسنانو مع العظمة ؟؟؟؟!!!
ويان الكتل وهنِّ طيلعين من البردوشة وهاك المرقة تخر منّن وتناكل على كيف كيفنا

الله هَكا جمعنا مع بعض بالخير الله وكيل تناكل على كيفنا واشطوف اللي نريدو ويان تنروحلنا قرنية الوحدة ف البيت وناكل ف مراقنا ..
اشكر مرورك الجميل عزيزي وننتظركم على اكلة كتل كبار
وووو
بركة عزرت آزخ معك

[حنا خوري]

حبيبي الغالي ومدير موقعنا اســــــــــــــــــــحق

نعم تُعتَبَر هذه الأكلة من الأكلات القيّمة واللي يسوى عليها نتيجة الوقت المستهلك في تحضيرها ... ونظرا لذلك تبقى ذات قيمة عالية ومكانة راقية وخصوصا لدينا نحن هذه الأمّة

اشكر مرورك ووو
بركة عزرت آزخ معك

[حنا خوري]

اختي الغالي بنت السريان

الله يحفظكي اختي شيش ما قلتي ويان شيّعتيلي تلغراف تِ تتجين ..؟؟؟؟ ما كا تبلّش أشرشر وو ادّلّى ف اكل هوك الكتل ... وكا تنخلط العزيمة بين البرصومكية والعمنوكية ... وكا تنسي من هالحكوية حكّويات ؟؟

اشكر مروركِ الجميل وو
بركة عزرت آزخ معكِ

[توما بيطار]

الأخ حنا :
ألف صحة على قلبك وقلب العائلة الكريمة والأولاد , حقيقة أرتاح للحكايات التي تذكّرنا بعاداتنا وتقاليدنا ,
فأسلوبك في الحكاية جميل كأسلوب الأستاذ فريد أدامكما الله وبفضلكما ستظل الأجيال تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا , أدامك الله .
مع حبي الكبير : توما بيطار

[adiblula]

أهّاااااااا ...
من هاگي يقلون شَ البرصومكية
بَني كتْلة !!!
مخراب أشقد بينفْسين انتن !
على كل حال ألف صحة وعافية على قلوبكن
بس ف بخت الله ...
چاخ ال تْسَوون كتل ، لا تنسونا !

وسلامات استاذنا الغالي

[/color]

[حنا خوري]

استاذي الحبيب واخي ابو جورج

ما كن بقى غير اقوول ش اختك ام لبيب قومي يا مرة وشيلي السفرة يبيّن اخوي ابو جورج مالو هاية من غدويتنا
وتفاجأتُ بهذه الكلمات الحبيبة على القلب والسمع تنهمر علينا من قلم اخي وحبيبي ابو جورج
بع مو اش اقووول
تِ كرتلاخ احط ف ثمّي كتلاية بلا اخوي ابو جورج

اشكر كلماتك اللذيذة اخي ووو
بركة عزرت آزخ معك