شــــــاهد ... ما شاف ... تشيي ــ بقلم حنا لبيب

[حنا خوري]

بكل تواضع أقول وأُأَكّد أنَّ ما سأسرده لهو عبارة عن نقل ما قاله وأكّده كبارنا وشيوخنا الآزخينية ... وقد يقول قارىء عزيز ... يكفي هذا لن ووولم يكونوا أهالي آزخ بهذا المستوى الثقافي والتطوّر ومتى ؟؟؟ وفي ذلك الزمن السحيق من الآن ــ أي ما قبل 1900 ... وانا أقول وانقل ما سمعته عدة مرات في حياتي .
كان هناك في المجتمع الآزخيني مستوى بسيط وبريء ويقابله مستوى عال من الثقافة فالمقتدر كان يرسل اولاده الى ماردين او معاهد الكنيسة ك دير الزعفران او مار كبرييل وينهل ما يستطيع من العلوم و بالأخص من كان رجل دين آنذاك ك جدّي الخوري حنا مليحة .. فقد ارسل اولاده الثلاثة عمانوئيل وصاموئيل ودانيال الى معاهد ماردين ودير الزعفران ونهلوا من العلوم ما استطاعوا ... وأغلب جماعتنا الآزخينية الكبار في السن يذكرون المعلمة نجمة الخوري ابنته فقد علّمت أغلب اجيال الأزخينية في آزخ وعين ديوار وديريك والقامشلي
وكما كان يذكر ويسرد لنا عم ابي دانيال الخوري انّه كان يومها في مجتمع آزخ مثقّفون في مستوى من هم الآن في عداد المثقّفين حيث روى لنا عدة مرّات أنّهم في ليلة من الليالي حيث كان أغلب سكان البلدة يسهرون بيت الخوري الى ساعات متأخّة من الليل ثم يتفرّقون الى منازلهم بعدها
قال انّهم طرحوا في سهرة موضوعا علميا وسؤالا معقّد .. وهو هل الديك يبيض ؟؟؟ ام لا
وذكر عمي ان شخصا ممّن كانوا ذهب الى بيته ولم يجاوب بنعم او لا وبقي يبحث في الكتب التي بحوزته حتى الصباح حيث جاء مسرعا وأيقظنا من النوم ليقوووول لأبي الخوري

ببّا الخوري الديك يبيض كرّة وحدة ف حياته ... جنكي قريتو بيت من الشعر يقووول

قد زُرتنا في العمر مرّة ..... ثنِّها ولا تجعلها بيضة الديك
نعم ما أقصده انا في هذه المشاركة هو أن مستوى الثقافة بين جماعتنا الآزخينية وقتها لم تكن بالبسيطة ابدا وكانوا في موقع ومستوى يُحسَدون عليه .
وعلى ذكر السهر والتسلية في أوضــــة الخوري ـــ اي صالونه ــ حدثت في يوم خناقة قوية وطالت الى الأعتداء بالأيدي والعصي وسال الدم ووصلت الأمور الى ان يتدخّل الخوري لحل المشكلة والاّ ستتطوّر الأمور الى ملا يُحمد عقباه وباعتباره المرجع الكبير الديني والأجتماعي في البلدة فعليه ان يعالج القضية وان يعيد العلاقات الى سابق عهدها بين الرعيّة .
فحاول جدّي الخوري حسب مارواه لنا عدة مرات عمي دانيال ان يقوم بهذه المهمة وبدأ يسأل من كان حاضرا او من شاهد المعركة ليأخذ القرار ويقول كلمته الفصل
وكم .... وكم ... من المرّات التي سردها لنا العم دانيال ... كنّا ننتشي من الضحك والفرفشة لشهادة احدهم حول ما شاهده بحيث يُعتبر شاهد ..... أثبات .
قال
كان ... كركســــــــــكي ... ــ وهو اسم الدلع لكوركيس ــ مغَّل قدّا المنقل وكَ يحرّك النار ف الماشة وكَ يدير هشّوو عَ الشّاي
قام ابو الخوري خلف القالولو كركسكي كان موجود وهو يعرف اشطوف صارت القيتالة
سأل الخوري .. استاذ كركسكي سائلا
ايني قووول أشطوف صارت المَثلة ؟؟؟
وهنا عدّل كركسكي في جلسته الغير المريحة وأشعل سيكارة لف من المنقل وقام واقفا في حضرة ببا الخوري .. وهو بكل أمانة سيقوووول ما شاهده لأن على شهادته ستبني المحكمة قرارها .. وقال
.. وا .... ببّا الخوري

اللــــــــــــه وكيل عَ رَّاسي .. كنتو قايم ف راس السردرِه ... أريتوو لِ زّا وزّا كوو تزمزقوو ف بعض . فهاك الجّاخ سيتو كر وحمحاه ... لحقتوو راس الدرييج ... كن جاا مطر وكن صار شاميتووكِه .
وكرّا ســــــــــــــاقي ســــوَت خييييز وقلتو فيييين وو شلاب وصرتو مشطاح ع الأرض.
والى قمتوو أريتوو
لِ ازّا كوو ضرب طوبز على باطكة مخ ازّا ... خلّى فييز فييز الدم ... يروووح الطانات .
اجل لقد مرّ على وفاة عمي دانيال سارد هذه الحادثة 50 سنة والى الآن عندما أتذكّر هذه الشهادة ودقّتها وأمانتها وما فيها من ثبوتيات قاطعة
أنظر حوالي علّ وعسى من يقرأ هذه الشهادة يفيدنا بنتيجتها وعلى من يقع الحق


من ذكريات ما رواه لي عمّي دانيال الخوري

بقلم حنا لبيب خوري

[فريد توما مراد]

أبو لبيب الغالي .
في البداية أشكرك على نقل هذه القصّة إلينا عن عمكم دانيال
(طيّب الله مثواه ) .
بالحقيقة قرأت هذه القصّة في كتاب ( أمثال من بازبدي ) لأبن عمّة أمي
المرحوم الأرخدياقون لحدو أسحق ، ولديَّ نسخة منه في مكتبتي .
طبعاً جاءت في الكتاب دون ذكرأي مرجع لها . لهذا أنا سعيد جداً اليوم
بهذه المفاجأة ، حيث أصبح لدينا مرجع للقصة ، وأشخاص معتمدون .
ولكن هناك إختلاف بسيط بين القصّتين .. ففي الكتاب جاءت بعنوان :
( شاهد في المحكمة ) والمشاجرة كانت بين كوركيس وكبرو..
أمّا الشاهد أدلى بشهادته أمام القاضي في جزيرة أبن عمر .
على كلٍّ مهما يكن القصّة تستحق الوقوف عندها ، والتمتّع بأدائها ،
وأسلوبها، وماتضمنه من روح الفكاهة والمرح والبساطة والعفويّة .
لك كل الشكر عزيزي أبو لبيب على تقدمتها إلينا ببراعة وحنكة .
تقبل تحيّاتي
حرستك عزرت آزخ
فريد
ملحوظة : في ذات الكتاب ( أمثال من بازبدي ) هناك رسالة باللهجة
الأزخينيّة – رقم1
يأتي كاتب الرسالة كثيراً على ذكر ( الأستاذه نجمه ) رحمها الله
وتختتم الرسالة هكذا
دبي 24-5-1978
ألياس بن يعقوب بن كوركيس من بيت پيري الأزخيني .
والسؤال إليك ياعزيزي أبو لبيب :
هل هذا شخصيّة حقيقيّة ، أم وهميّة ؟
أنت أدرى مني في هذه المسائل ، أرجو مساعدتي إذا أمكن .
مع شكري الخالص.

[/size]

[إسحق القس افرام]

قصة جميلة جداً
اعشق قرائتها لانها بلهجتنا الأزخينية العريقة والمحبوبة على قلبي
أشكرك جزيل الشكر أستاذي الجليل حنــا، لسردك الجميل للقصة ولتوالي الأحداث
فعلاً قصة مضحكة ومؤلمة في آن واحد
رحم الله عمك دانيال والمعلمة الجليلة نجمة وجميع الموتى
لا تحرمنا من ذخيرتكم الأزخينية

[حنا خوري]

اخي وحبيبي الغالي ابو بول

بداية أشكرك من القلب على متابعتك لقراءة ما اشارك به في موقعنا الجميل وو أُثَمّن عاليا ما طرحه قلمك الحبيب حول هذه الحادثة واقووول
انا سعيد كل السعادة لما قلتَه اخي عن قراءتك لهذه الحادثة في كتاب تحتفظ به في مكتبتك .. سعيد من جهة ان هذا التاريخ الجميل وهذه الأحداث العزيزة على قلب كل آزخيني لن تضيع ولن تُمحى من الذاكرة ما زال بين الجيل والآخر هناك من يدوّنها
اما ردّا على استفساركم حول اسم الكاتب فأقوول
بيت بيري كما أسلفت وحسب معلوماتي من العائلة التي تسكن القامشلي كانا أخوان عبد الأحد بيري غادر الى لبنان ثمّ الى امريكا من نهاية الستينات ولم يرزق بخلف
الخياط العزيز اخوه العم كوركيس بيري ابو نعيم بقي في القامشلي وله ولد وحيد هو الأخ نعيم وللأمانة أقووول كان عمي دانيال رحمه الله من روّاد محل ابيه وباستمرار طيلة اليوم ... وأكيد سرد له هذه الحادثة عدة مرات ... أما كيف انتقلت الى تدوينها في الكتاب الذي لديك فالعلم عند الله
ثم اذا عدنا الى ـــ كمثال ـــ الأنجيل المقدّس فهم اربعة اناجيل واحيانا نرى حادثة هنا ليست مذكورة في الكتاب الآخر ... هذا كمثل لا غير
واقولها بصراحة لم اسمع بهذا الأسم وأنّه من عائلة كوركيس بيري واشكره من يكون على عمله الجيّد .

واخيرا وليس آخرا أشكرك من دفّكات صدري حبيبي ابو بول ووثق تماما هذه الحادثة رواها لنا العم دانيال كما ذكرتُها وكما حدثت في مجتمعهم وبيتهم
وكم انا فخوووور من انّكم على علم واطّلاع على هذه الأحداث ووو
بركة عزرت آزخ معك

[حنا خوري]

حبيبي الغالي ومدير موقعنا اســــــــــــــــــحق

وي مووو على باطكة مخّي مرورك العسل على مشاركتي حبيبي ووو أفتخر وراسي هار يكبر جاخ الأري مرورك عل شي الأكتبوو

اشكرك وووو
بركة عزرت آزخ معك يا ابو عمانوئيل

[فريد توما مراد]

شكراً لك عزيزي أبو لبيب على هذا الرد المكلل بالمصداقية
والحقيقة التي في حوزتكم .
كان هدفي الرئيسي من السؤال هو فقط معرفة إذا ماكانت الرسالة
مفتعلة ، أم حقيقيّة ، أرسلها من دبي المذكور ألياس أبن يعقوب أبن
كوركيس پيري ، فنحن هنا بصدد البحث عن ( ألياس ) .
مرّة أخرى أشكرك من أعماق قلبي ، متمنّياً لك ولكل أفراد الأسرة
دوام الصحّة والموفقيّة .
فريد

[/size]

[adiblula]

.. وقال
.. وا .... ببّا الخوري
اللــــــــــــه وكيل عَ رَّاسي .. كنتو قايم ف راس السردرِه ... أريتوو لِ زّا وزّا كوو تزمزقوو ف بعض
. فهاك الجّاخ سيتو كر وحمحاه ... لحقتوو راس الدرييج ...
كن جاا مطر وكن صار شاميتووكِه .
وكرّا ســــــــــــــاقي ســــوَت خييييز وقلتو فيييين وو شلاب وصرتو مشطاح ع الأرض.
والى قمتوو أريتوو
لِ ازّا كوو ضرب طوبز على باطكة مخ ازّا ... خلّى فييز فييز الدم ... يروووح الطانات .
بقلم حنا لبيب خوري

الله عليك يا أستاذنا الغالي أبو لبيب
أحلى إفادة وأحلى لهجة
أحداث كهذه تبقى ذكرى جميلة
وما يزيد روعتها ...
مصداقيتها
شكرا استاذنا وننتظر منك المزيد
وأجمل تحية لك

[/size]

[بنت السريان]

أخي حنّا المبارك
لست أدري كيف فاتتني هذه القصة وخاصة عندما أخي يضع لها بهارات
هذه القصة الثانية التي أغفل عنها ولم اعقب عليها
الاولى كانت لأخي اديب عل العجل وهذه المرة
شاهد ما شاف تشي
بس بقيت مثل الأطرش بالزفّة

وا .... ببّا الخوري
اللــــــــــــه وكيل عَ رَّاسي .. كنتو قايم ف راس السردرِه ... أريتوو لِ زّا وزّا كوو تزمزقوو ف بعض
مالافا هما بس خلوني افهم معناها شا تتيق أعقّب عليا
المرة هذه الهاوارا تكون بشانك فسر لي يا أخي معناها
ولا تخلي الضغط عندي يرتفع أكثر
كو لزمتني دوخة
هما خلّوا على الله
الله يحفظك ولا يحرمنا من أحاديثك

اختك بنت السريان

[حنا خوري]

اختي الغالية بنت السريان

عن جد وبصراحة كنتُ ممتطيا حمار عمنو من طرفكِ .. وقلتو في ذاتي اذا ما هي حكت او علّقت خيط التنّك اللي بقى بيني وبينا تقطعو

ولكن تفاجأتُ في ردِّكِ الحبيب على القلب على مشاركتي شاهد ما شاف تشي .. وللعلم والشرح

هذه الحادثة جرت في آزخ قبل عام 1900 كما رويت امامي عدة مرّات ومرّات وهناك بعض الكلمات تصعب حتى على الآزخيني الحديث فهمها او معرفتها
فما اراده استاذ كركسكي ان يدليه بشهادته هو كالآتي في لغتنا الحالية
أنّه كان في السردريه أي مدخل غرفة صالون بيته
وشاهد هذا وهذا قد أمسكوا في تلابيب بعضهم البعض
فما كان منه أن أسرع لينزل الى الشارع ويحل الموضوع
ووصل هنا الى راس الدرج الذي يوصل الى باب الحوش
ولمن كان الطقس ماطرا مما جعل الدرج خطر على من يستعمله
فتزحلقت قدمه وساقه وسقط على الأرض محدثا صوتا قويا فيييينو شلاب
والى ان استعاد قوّته وقام
ليرى ان هذا الشخص قد نال من راس هذا بضربة من عصاه الغليظة التي يتباهى برأسها الخشن
مما أدّى الى فجّه واهدار دمه ومن شدة الضربة
جعل صوت الدم النافر يصل الى الطانات
وهي قرية بعيد عن آزخ وحسب معلوماتهم آنذاك انّها آخر الدنيا

وهذه الشهادة كانت الأقوال التي بنى عليها من حكم بين المتخاصمين .


اشكركِ اختي بنت السريان ولا تنظري الى عدم تعليقاتي على ما تنشرينه من قصائد واشعار
فأنا اوّلا لستُ بشاعر ومن المستوى
ولا أتأسّف اطلاقا على انني تركتُ بلدي ووطني ومنبت اصلي وفصلي وابكي تحسّرا عليه البتة
واشكر ربي واحمده كوني في بلد يحترم الأنسان والحيوان حتى لو كان كلبا مسعووووورا


تحياتي ووو
بركة عزرت آزخ معكِ

[بنت السريان]

أخي حنا يرعاكم الرب
شكراً جزيلاٌ لردّكم
أختكم
بنت السريان

[adiblula]

كلمة " تشي " في عبارة شاهد ما شاف تشي ذكّرتني بقصة حقيقية
( اعتذرعن ذكر الاسماء الحقيقية واستعيض عنها بأسماء مستعارة )

لحدو و عبدو تقدم بهما العمر ولم يرزقهما الله الأولاد
في مشكلة وخلاف على ملكية أرض بين أحدهما وبين شخص آخر
سافرا من ديريك ليقابلا ضابطا كبيرا في حلب
كي يتدخل لإرجاع الارض لصاحبها لحدو كونه المالك الحقيقي للأرض
التقيا بالضابط في جلسة عشاء ودار الحديث عن الارض
لم يشأ الضابط أن يخاطبهما بالاسم المجرد
فقال للحدو : أبو ايش ؟
لحدو قال : أبو مو تشي ( اي ولا شي ، يقصد أنه ليس لديه ولد كي يُنادى ب : أبو فلان )
فظن الضابط أن اسم ابن لحدو هو : مو تشي .
وقال لعبدو : وانت ؟
عبدو قال: أبو جميل
وخلال الحديث كلما يتوجه الضابط لهما بالحديث ،
يقول يا أبو جميل ويا أبو مو تشي
يا أبو مو تشي ويا أبو جميل .
وأبو مو تشي يمتلئ غيظا من أبو جميل ( جميل الوهمي)
لم يكد العشاء ينتهي ويذهب الضابط ،
حتى أمسك أبو موتشي بخناق أبو جميل قائلا :

هلّا انت مو تقلّي : انت من أيمت كن صرت أبو شي ؟!!!!!

وتحياتي استاذنا الغالي

[/size]

[إسحق القس افرام]

هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
هلّا انت مو تقلّي: انت أيمت صرت أبو شي ؟!!!!!

فعلاً قصة حقيقية سمعتها أنا أيضاً
وفقكم الرب أستاذنا القدير أديب.