ديريك ديلان يرحب بكم

ذكريات شعب

تجرُّنا الأحزان
إلى مناطقَ بعيدة
إلى مناطق قريبة
إلى وجوهٍ كنّا نعرِفها
أرواحنا كانت تُغلّفها
أو كانت معنا يوماً ما.
فرّقتنا التضاريس والظروف
ولم نعُد نعرف للأحبّة طريق
منهم من قضى سجيناً
ومنهم من قضى غريق
تباعدت أقدامُنا
وشبَّ في قلوبنا حريق
كأنّ لغماً انفجرَ في إنسانيتنا
أو بركاناً انفجرَ ونحنُ في الطريق
فخرجت الذكرياتُ خائفةً
وصوت الأحاسيس كالنعيق
هربنا كما تهربُ الضفادعُ
ولم يبقَ إلا صدى ونقيق.
تهنا في مدن العالم
هجرنا نجومنا وليالينا
نسألُ الغيمات الهاربات
ونبعثُ بأشواقنا وأمانينا
نُرتّلُ بكلّ اللغات وجعنا
وأحياناً نُجدِّلُ شَعرَ أغانينا
نفتحُ حقائب الفرح
ونُخرِجُ أجنحة الحمام
نكتب عليها أسامينا
نرسلها وعليها أعلام
نحزنُ بدون ضجّةٍ
ونفرحُ من دون سلام
أجسادنا تمزّقت
انقسمت إلى أقسام
لكنّ الأوجاع عبرت
من شبابيك المسام
يا جبال الحزن
ويا أنهار الكلام
هل من مستقرٍّ
لذيول الظلام؟