صفحة 1 من 1

المستويات العالية من التفاوتات الاقتصادية تفاقم الجوائح الصحية!

مرسل: الاثنين نوفمبر 17, 2025 4:26 am
بواسطة إسحق القس افرام
جوهانسبرغ - حذّر خبراء اقتصاديون بارزون ومتخصصون في الصحة العامة تابعون للأمم المتحدة، من أنّ المستويات العالية من التفاوتات الاقتصادية تجعل العالم “أكثر عرضة” للجوائح، وتغذي حلقة مفرغة تهدد الصحة العامة والاقتصادات، وفق تقرير أُعدّ لصالح برنامج الأمم المتحدة المشترك لفايروس نقص المناعة البشرية.
وذكر التقرير أن مستويات مرتفعة من التفاوت داخل البلدان وفي ما بينها، يجعل العالم أكثر عرضة للجوائح التي تصبح أكثر تأثيرا على الاقتصاد وأكثر فتكا، وأطول أمدا. وأضاف أن الجوائح تفاقم بدورها أوجه عدم المساواة، مما يخلق حلقة مفرغة تتغذى من نفسها.
وخلال أزمات صحية عالمية، مثل جائحة كوفيد-19، والإيدز، وإيبولا، والإنفلونزا، والتهاب الكبد الوبائي (إمبوكس)، لوحظت هذه الحلقة المُرتبطة بالجائحة وعدم المساواة، بحسب الخبراء الذين حذّروا من أن الفشل في معالجة أوجه عدم المساواة الأساسية والمُحددات الاجتماعية منذ كوفيد-19 قد جعل العالم عرضة بشكل كبير لجوائح جديدة وغير مستعد لها,
وأكدوا أن جائحة كوفيد-19 خصوصا دفعت 165 مليون شخص إلى الفقر، بينما زادت ثروات أغنى أغنياء العالم بأكثر من الربع. وأكدت مونيكا غينغوس، السيدة الأولى السابقة لناميبيا، في بيان أن عدم المساواة خيار سياسي، وخيار خطر يهدد صحة الجميع.
وحضّ معدو التقرير قادة العالم على تحسين الاستعداد للجوائح من خلال الاستثمار في شبكات أمان اجتماعي داخل بلدانهم، مع معالجة مشكلات التفاوتات الاقتصادية على المستوى العالمي، لا سيما من خلال إعادة هيكلة الديون في الدول النامية.
مليون شخص دفعت بهم جائحة كوفيد - 19 إلى الفقر بينما زادت ثروات أغنى أغنياء العالم بأكثر من الربع
وقال الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز، إنّ الجوائح ليست أزمات صحية فحسب، بل أزمات اقتصادية يمكن أن تُفاقم عدم المساواة إذا اتخذ المسؤولون السياسيون خيارات سياسية خاطئة.
وأضاف ،عندما تُموَّل الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار الاقتصادات المتضررة من جائحة، عن طريق رفع أسعار الفائدة على الديون وإتباع سياسات التقشف، فإن ذلك يحرم أنظمة الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية من الموارد. وتصبح المجتمعات تاليا أقل قدرة على الصمود وأكثر عرضة للجوائح.
وتابع يتطلب كسر هذه الحلقة المفرغة تمكين كل البلدان من امتلاك القدرة المالية اللازمة للاستثمار في الأمن الصحي. وأوصى التقرير أيضا بإتاحة العلاجات والتقنيات الصحية بإنصاف أكبر، داعيا إلى رفع فوري لحقوق الملكية الفكرية على المستوى العالمي بمجرد الإعلان عن جائحة.
ويُفترض أن يقدّم ستيغليتز خلال الأيام المقبلة تقريرا عن عدم المساواة والفقر في العالم إلى قادة مجموعة العشرين التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، والذين سيجتمعون في قمة في جوهانسبرغ في نهاية نوفمبر.
وكانت دراسة حديثة نشرت في مجلة بلاس وان قد كشفت أن جائحة كوفيد أحدثت تأثيرات عميقة على الفوارق الاقتصادية والصحية بين الدول الغنية والفقيرة مما أعاق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالصحة.
وفي عام 2015، أعلن عن أهداف التنمية المستدامة العالمية التي تتضمن مجالات متعددة مثل القضاء على الفقر وتعزيز الرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية،ومع ذلك فإن جائحة كوفيد كشفت عن التفاوتات الكبيرة في القدرة على تحقيق الأهداف،حيث أدت إلى تأثيرات سلبية شديدة على الصحة العامة واقتصادات البلدان :manqol: .