صفحة 1 من 1

في أكبر دراسة من نوعها.. العدوى البكتيرية سبب جديد ومفاجئ للخرف!

مرسل: الأربعاء ديسمبر 03, 2025 4:53 am
بواسطة إسحق القس افرام
سنغافورة ـ كشفت أكبر دراسة من نوعها أجراها فريق من الباحثين في الجامعة الوطنية في سنغافورة لاستكشاف العوامل المؤثرة على وظائف الدماغ، أن كبار السن الذين يعالجون في المستشفيات بسبب عدوى خطيرة يواجهون خطرا كبيرا للإصابة بالخرف لاحقا، يصل إلى ثلاثة أضعاف.
وجاء في الدراسة أن دخول كبار السن المستشفى بسبب أمراض مثل تعفن الدم والتهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والتهابات الأنسجة الرخوة، يزيد من احتمال تعرضهم للالتهابات التي تساهم في تطور الخرف.
وأوضح الباحثون أن العدوى قد تُضعف الحاجز الدموي الدماغي، ما يسمح لمسببات الأمراض بدخول الجهاز العصبي، محدثة التهابات واسعة النطاق تؤدي إلى تلف الدماغ. كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر الحاجز المعوي إلى الدم ومن ثم إلى الدماغ، مسببة التهابا مزمنا منخفض الدرجة يدمر خلايا الدماغ. وأشار الفريق إلى أن خطر الإصابة بالخرف يبلغ ذروته بعد فترة قصيرة من العدوى وقد يستمر لسنوات.
وأظهرت نتائج تحليل 16 دراسة شملت أكثر من 4 ملايين بالغ فوق سن الـ65 عاما، أن دخول المستشفى بسبب مجموعة من العدوى يزيد خطر الإصابة بالخرف لاحقا بنسبة 83 في المئة. كما زاد احتمال إصابة هؤلاء المرضى بمرض الزهايمر بنسبة 60 في المئة، وبالخرف الوعائي بنسبة 268 في المئة، أي نحو 3.68 مرة.
وكان تعفن الدم أخطر أنواع العدوى، إذ يزيد خطر الإصابة بأي نوع من الخرف بنسبة تقارب 80 في المئة خلال فترة تتراوح من عامين إلى 25 عاما. يليه الالتهاب الرئوي الذي يزيد خطر الإصابة بالخرف بجميع أنواعه بنحو 70 في المئة.
تعفن الدم كان أخطر أنواع العدوى، إذ يزيد خطر الإصابة بأي نوع من الخرف بنسبة تقارب 80 في المئة
وتزيد التهابات المسالك البولية من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 57 في المئة، فيما ترتفع المخاطر إلى 42 في المئة مع التهابات الأنسجة الرخوة. كما يشكل الخرف الوعائي خطرا أكبر من مرض الزهايمر على مدى 25 عاما. فعلى عكس الزهايمر الذي يؤثر بشكل أساسي على الذاكرة، غالبا ما يؤدي الخرف الوعائي إلى سكتة دماغية أو ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، ما يتسبب في تلف خلاياه.
وتختلف أعراض الخرف الوعائي عن الزهايمر، إذ يُلاحظ في بداية الخرف الوعائي تباطؤ في التفكير وصعوبة في التركيز ومشاكل في تنظيم الأفكار أو الأفعال ومشكلات في الذاكرة.
وقد واجهت الدراسة بعض القيود، أبرزها عدم القدرة على قياس شدة العدوى أو مدة الإقامة في المستشفى، وتباين فترات متابعة المشاركين بين الدراسات، ما منع تحديد المخاطر على المدى القصير بدقة. ومع ذلك، أظهرت الدراسات طويلة المدى ارتباطا أقوى بين العدوى الشديدة والخرف.
ودعا الباحثون الأطباء وفرق التمريض إلى توخي أقصى درجات الحذر مع كبار السن الذين يدخلون المستشفى بسبب عدوى حادة تتطور بسرعة، مؤكدين أن التدخل المبكر قد يساعد في التخفيف من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف الوعائي.
ويسخدَم مصطلح الخَرف لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية. وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض.
ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً. وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض. ولكن فقدان الذاكرة وحده لا يعني أن الشخص مصاب بالخَرَف، إذ قد تختلف الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة.
ويُعد داء الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف لدى كبار السن، إلا أنه توجد أسباب أخرى للإصابة بالخَرَف. وهناك بعض أعراض الخَرَف التي يمكن علاجها، وذلك يعتمد على سبب الإصابة به :manqol: .