صفحة 1 من 1

لصحة العالمية تحسم الجدل بشأن تسبب اللقاحات في الإصابة بالتوحد!

مرسل: السبت ديسمبر 20, 2025 4:41 am
بواسطة إسحق القس افرام
واشنطن ـ لم تجد مراجعات جديدة للأدلة العلمية أي صلة بين تلقي لقاحات واضطراب طيف التوحد، مما يؤكد ما خلصت إليه لجنة سلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، قبل أكثر من عقدين.
وقيمت اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية مراجعتين منهجيتين غطتا دراسات نشرت في الفترة من 2010 وحتى أغسطس 2025، ما يحسم الجدل حول مسألة تسبب اللقاحات بمرض التوحد.
وتناولت المراجعات اللقاحات بشكل عام وتلك التي تحتوي على الثيومرسال، وهو مركب عضوي من الزئبق يستخدم في حفظ بعض اللقاحات، وهو محل اتهامات من منتقدي ومعارضي تلك اللقاحات إذ قالوا إنه يساهم في الإصابة بالتوحد، وهو أمر نفته تماما ومرارا الدراسات العلمية.
وأضافت اللجنة أن وجود علاقة ما بين لقاحات ونتائج صحية لا يؤخذ في الاعتبار إلا عندما تظهر العديد من الدراسات عالية الجودة وباستمرار وجود ارتباط دال إحصائيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 20 دراسة من أصل 31 لم تعثر على أي دليل على وجود رابط بين اللقاحات والتوحد.
وأضافت اللجنة أن 11 دراسة أشارت إلى وجود صلة محتملة اعتبرت أنها تعاني من عيوب منهجية كبيرة واحتمال مرتفع بوجود تحيز.
وفي الشهر الماضي، قال وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إنه أصدر تعليمات شخصية إلى المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية لتغيير موقفها القائم منذ فترة طويلة بأن اللقاحات لا تسبب التوحد.
20 دراسة من أصل 31 لم تعثر على أي دليل على وجود رابط بين اللقاحات والتوحد
وفي مارس 2025، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) الأميركية السبت عن إطلاق دراسة جديدة لبحث ما إذا كانت اللقاحات تسبب التوحد، على الرغم من وجود دراسات عديدة سابقة تؤكد عدم وجود صلة بينهما.
جاء هذا القرار بناء على توجيهات من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي شددت على ضرورة “تحقيق الشفافية والبحث الدقيق” في أسباب ارتفاع معدلات التوحد بين الأطفال الأميركيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة والخدمات البشرية، أندرو نيكسون، إن الوكالة ستقلب كل حجر في مهمتها لفهم أسباب الارتفاع الكبير في حالات التوحد، مشيرا إلى أن “معدلات التوحد ارتفعت من 1 لكل عشرة آلاف طفل في الماضي إلى 1 لكل 36 طفلا اليوم.
ولطالما أثار وزير الصحة الأميركي، روبرت كينيدي جونيور، الشكوك حول سلامة لقاحات لأمراض مثل الحصبة والنكاف.
وكانت دراسة أجريت في عام 1998، ادعت أن لقاح الحصبة يسبب التهابا معويا يسمح بدخول بروتينات ضارة إلى الدماغ، مما يؤدي إلى التوحد.
لكن هذه الدراسة تعرضت لانتقادات شديدة بسبب افتقارها إلى مجموعة ضابطة وعدم وجود أدلة بيولوجية تدعم هذه الفرضية، بحسب المعاهد الصحية الوطنية.
ونشرت المعاهد الصحية الوطنية، دراسة أخرى في عام 2010، تفند هذه المزاعم وأكدت أن الأدلة العلمية الحالية لا تدعم أي من الفرضيات التي تربط اللقاحات بالتوحد.
وعزت ارتفاع معدلات التوحد إلى تحسن قدرات الأطباء والأهالي في التعرف على الحالات ووعيهم بالمرض، وليس إلى اللقاحات.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسباب الحقيقية للتوحد معقدة وتشمل عوامل وراثية وبيئية، ولا تزال قيد البحث.
واضطراب طيف التوحد هو حالة مرتبطة بنمو الدماغ، تؤثر في طريقة إدراك الشخص للآخرين وتفاعله الاجتماعي معهم. ويؤدي ذلك إلى وجود صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين. ويضم هذا الاضطراب أيضًا أنماطًا سلوكية محدودة ومتكررة. ويشير المصطلح طيف في اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة واسعة من الأعراض ودرجة شدتها.
يشمل اضطراب طيف التوحد حالات كان يُعتقد في السابق أنها منفصلة، وهي التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التلاشي الطفولي، وشكل من أشكال الاضطراب النمائي الشامل غير المحدد.
ويشير خبراء مايو كلينيك، إلى أن اضطراب طيف التوحد يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التكيّف داخل المجتمع. فمثلاً، قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد مشكلات في التفاعل الاجتماعي أو مع زملائهم في المدرسة أو العمل. وتظهر أعراض التوحد لدى الأطفال غالبًا خلال السنة الأولى من العمر. غير أن هناك عددًا قليلاً من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب ينمون نموًا طبيعيًا خلال السنة الأولى. لكنهم بعد ذلك يفقدون بعض المهارات، وتبدأ أعراض التوحد في الظهور عليهم ما بين عمر 18 و24 شهرًا.
ولا يوجد علاج شافٍ لاضطراب طيف التوحد. لكن التدخل المبكر والحصول على علاج، خاصةً خلال سنوات ما قبل المدرسة، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة العديد من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. :manqol: