محاولة جديدة من بوينغ اليوم لإطلاق أول رحلة فضائية مأهولة!

[إسحق القس افرام]

بعد إلغاء المحاولة الأولى في اللحظات الأخيرة في مطلع مايو (أيار)، ستحاول بوينغ اليوم السبت مرة ثانية إطلاق مركبة "ستارلاينر" إلى محطة الفضاء الدولية، في أول رحلة مأهولة.
ومن المقرر أن تُقلع المركبة السبت في ظل أحوال جوية تبدو مناسبة، لنقل رائدي الفضاء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بوتش ويلمور، وسوني وليامز. وستُطلَق إلى المدار بواسطة صاروخ من طراز أتلاس في Atlas V ابتكرته شركة يونايتد لانش ألاينس.
ومنذ 10 أعوام طلبت ناسا مركبتين جديدتين من شركتي بوينغ وسبايس إكس الأمريكيتين لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية، لتتوقف عن الاعتماد على المركبات الروسية.
وبينما تؤدي سبايس إكس منذ 4 أعوام، دور الناقل إلى الفضاء، واجهت بوينغ سلسلة انتاسات أدت إلى سنوات من التأخير.
وبعدما عانت الشركة الأمريكية أخيراً من مشاكل سلامة في طائراتها المدنية، تراهن على سمعتها في هذه المهمة الاختبارية التي يُفترض أن تثبت أنّ مركبتها آمنة، قبل بداية مهامها بشكل منتظم إلى محطة الفضاء الدولية.
ولهذه المهمة أهمية كبيرة لدى ناسا أيضاً، إذ أن توفر مركبة ثانية سيسمح لها بتحسين إدارة أي حالات طارئة.
تسرّب صغير
وفي مطلع الشهر الماضي، ألغي إطلاق ستارلاينر في اللحظات الأخيرة، بينما كان رائدا الفضاء في موقعهما داخل المركبة، بسبب مشكلة في صمام الصاروخ.
ورُصد بعد ذلك تسرّب محدود للهيليوم في المركبة. لكن بوينغ وناسا قررتا تأجيل إصلاح العطل لأنه يتطلّب فصل ستارلاينر عن منصة الإطلاق.
وقال رئيس برنامج الرحلات الفضائية المأهولة التجارية في ناسا ستيف ستيتش، الجمعة: "نعتقد أن بإمكاننا إدارة هذا التسرب، بمراقبته قبل الإقلاع، وحتى إذ زاد خلال الرحلة".
في 2019، وخلال أول اختبار غير مأهول، لم تتخذ الكبسولة مسارها الصحيح، وعادت إلى الأرض دون بلوغ محطة الفضاء الدولية.
وفي 2021، عندما كان الصاروخ على منصة الإطلاق، طرأت أعطال أعاقت عمل صمامات الكبسولة، ما تسبب في تأجيل المهمة.
ونجحت المركبة أخيراً في الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في مايو (أيار) 2022.
ورُصدت مشاكل أخرى لاحقاً، في المظلات التي تبطئ الكبسولة خلال عودتها إلى الغلاف الجوي، ما تسبب مرة جديدة في إرجاء الرحلة المأهولة الأولى.
ومن المقرر أن تلتحم ستارلاينر"بمحطة الفضاء الدولية الأحد في مهمة تستمر نحو أسبوع، قبل عودة الرائدين إلى الأرض، بعد أن زاراها على متن مكوك فضائي ثم مركبة روسية من طراز سويوز.
لكن هذه المرة ستكون مهمتهما اختبار مركبة جديدة بالكامل، بعد أن شاركاً وكلاهما من البحرية الاميركية، في تطويرها، وبمجرد وصولهما إلى الفضاء، سيتوليان قيادتها يدوياً.
وتنقل المركبة أيضا معدات أُضيفت في اللحظات الأخيرة، وهي كافية لإصلاح النظام الذي يسمح بإعادة تدوير بول رواد الفضاء وتحويله إلى ماء.
ولم ينقل سوى عدد قليل من المركبات الأمريكية رواد فضاء في السابق.وبعد وقف العمل ببرنامج المكوك الفضائي في 2011، اعتمد رواد ناسا على سويوز الروسية.
ووقعت ناسا في 2014 عقوداً مع سبايس إكس بـ 2.6مليار دولار، وبوينغ بـ 4.2 مليارات دولار لتطوير المركبتين الفضائيتين.
وبمجرد تشغيل ستارلاينر، ترغب ناسا في التناوب بين مركبتي الشركتين لنقل الرواد الى المحطة.
ومع اقتراب خروج محطة الفضاء الدولية من الخدمة في 2030، ستُستخدم المركبات لنقل البشر إلى محطات فضاء خاصة، بدأت شركات كثيرة تخطط لبنائها.