أولاد الحرب

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 408
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

أولاد الحرب

مشاركة بواسطة توما بيطار »

أولاد الحرب

هامدونَ على الترابِ المُمزّق
يموجونَ كمياهٍ تترقرَق
بثيابٍ رثّةٍ، بقلبٍّ مُحطّم
يُحملقونَ في الأفقِ الأزرق
علّهم يشاهدونَ الشمس تُشرِق
يحملقونَ فيكَ، وفيَّ أنا
لننشلهم، لنخرجهم من المأزق
يشربونَ أعيننا كخمرٍ مُعتّق
لننظرَ إليهم، لنشربَ عيونهم
يُحملقونَ فينا كمن لا يُصدِّق
أننا نرى الأجسادَ تُحرَق
آلاف الموتى، يبتسمونَ لنا
كأنهم أكداسٌ من الفحم العقيق
الذي أستخرجهُ الذئبُ العتيق
هذا رأسٌ، وهذه سواعدٌ
وتلكَ أشلاءٌ مُبعثَرةٌ
وذاكَ الشقيق.
على كلّ جدارٍ
على كلّ شبرٍ من الطريق
عينٌ تصرخ، وفمٌ يصرخ
وصرخاتُ الطفلِ يخنقها الذئبُ العتيق
وينقطعُ البكاء، ويهرمُ في الوادي العميق
وينقطعُ عنهُ الزفير
وينقطعُ عنّي الشهيق
وتنفجرُ براكينُ السائل القاني
تهزُّ السكونَ، تُنادي للأعالي
هذه الطريق…هذه الطريق
وترسمُ بلونها القاني الطريق…
تُلوّنُ المباني بلونِ الحريق
تصمتُ الصخور، وتفسحُ الطريق
لتتلاقى عيونُ الشقيقِ بالشقيق
ويتلاقى القاني، بالقاني العريق
يتعانقانِ قليلاً، ليكملا الطريق
ليعرضا معرضَ الذئبِ العتيق
على العالمِ ، في كلِّ مُتّسعٍ وضيق
ليتكلّمَ الصمت، وينتحبَ القلب
تبتسمُ الصخور، ويخرجُ البريق .
هامدونَ على الترابِ الممزّق
يمصّونَ من الجرحِ المُعمَّق
ليبلّوا ريقهم بعدَ الحريق
يحملقونَ في صورةِ الملاك الكبير
ليُجبِّروا العينَ، والقلبَ الكسير
ليحتموا بجناحيهِ
من الوحشِ المُقنَّع.
مات الطفل
وصرخَ في الملجأ الوليد
وظهرَ لهُ الطريق
والعيونُ والأشداقُ والشقيق
ورأى الخطَّ الذي رسمهُ القاني
ووصايا أبيهِ الشهيدِ والأماني
وحنَّ لهّ الحنين
فقلتُ:
هل تعرف الطريق ..؟
قالَ كنحلةٍ تتعشّق الرحيق:
منذُ أن كنتُ جنين. ؟؟!!
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“