حي السريان

أضف رد جديد
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 408
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

حي السريان

مشاركة بواسطة توما بيطار »

حي السريان
قصة حب

يا ساكنةً حيّ السريان مهلاً
سرُّ الهوى في عينيكِ ولّاجُ
عيني لما رأتكِ بالبابِ هيّجت
بقلبي ذكرى، وقلبي سياجُ
لو أن فرعونَ بجندهِ هاجمَ
لما بانَ في شقّيهِ إيلاجُ
ما لسحرِ عينيكِ إذ رأيتهما ؟
أُنيرَ في قلبي المُعتمِ سِراجُ
رووا أن حُبّاً من أولِ نظرةٍ
قلتُ: يُحكى، فكلامُ العُشّاقِ هيّاجُ
حتى رأتكِ عينايّ، وما عينيَّ
إلا باباً لقلبي، يعطي ويحتاجُ
فهوتْ دمعةٌ من عيني صَرعى
ودموعي دوماً للعليلِ عِلاجُ
أستميحُكِ عذراً إن وجهُكِ أبهرني
وما ذنبي إن صُبَّ في جيدِكِ العاجُ ؟
جئتُ طالباً من أمكِ مأوى
فدعي المأوى تسكنهُ النِعاجُ
ما لي بمأوى وقد رأتكِ عينايَّ
وما لعيشي إلا في عينيكِ إصطهاجُ
أبيعُ عمري لأجلِ شمسِ جيدِكِ
فلمسةٌ، وتُعادُ بعمري الأدراجُ
ولتُحرَق من بعد ثغرِكِ أشلائي
ولتلهو في اليمِّ بعمريَّ الأمواجُ
فأنا عليلٌ، وما لعلّتي من دواءٍ
وما لعيشيَّ إلا بقربكِ علاجُ.
عزيزتي لاتلوميني إن أثمرت فرصةٌ
ووجدتُ ما كان من عمري قد راحْ
فكلّ ما بنتهُ يدايّ في حقبةٍ
داست بهِ السنونُ، وأذرتهُ الرياحْ
وغنّى الغرابُ على أطلالهِ نغماً
وبان في الأفقِ شبحٌ منهُ ولاح ْ
وإذا أطلال الحبيب قد دُرست
وبكتْ أحجارٌ، وناغت فيه الجراح
فلم أسمع غير صفيرٍ يعلو
في أذنيّ، وصوتٍ يعلو ونواح
أهي القلعةُ قد هُدِمت أم أنني
أصبحتُ أسيرَ وهمٍ وأشباح ؟
كنتُ إذا التقيتُ بها في شفقٍ
تجمّعت حولنا طيورٌ ومِلاحْ
أهو حرامٌ، أم غيرة يا قومُ ؟
أما المجنونُ أحبَّ من قبلي وأباح ؟
فلا تلوميني إن أحببتُ جارةً
لكِ يا قلعةُ، وتعانقت الأرواح
أنا لها إن رضت بيّ شارباً
فأعدّوا اليومَ لعرسنا الأقداح
فها قد بانت في الحيِّ أميرةٌ
فاحملوا التاجَ، واسرجوا لها الرياح
فأنا ما عدتُ عليلاً مذ لمحتُها
وليلقِ الغزاةُ من أيديهم السلاح
ما أجملَ أن يعيشَ العالمُ بسلامٍ
ونلقاكم يا أحبّتنا دوماً بالأفراح.

@ حلب ١٩٨٤
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الشاعر توما بيطار“