لروح الأستاذ المربّي وديع مراد موسكي
كم من صديقٍ ودّعناهُ …وودّعَنا
وفي كم مدينةٍ من العالمِ ضعنا؟
رحلتَ استاذنا الغالي للخلود
وتركتَ خلفكَ دموعَنا ووَجَعنا
كم كان ضِحككَ للأصحابِ مُبهِراً
وكم من أفكارِكَ القيّمةِ جَمَعنا
وكم أختلفنا في مواقف صعبةٍ
وكم عن أخطائنا الكبيرةِ رجعنا
تلكَ البلادُ كأمٍّ قد أشبَعَت جوعنا
ومن ثدييها المباركتين حليباً رضعنا
إلى أيِّ متاهاتٍ سنهرب ياصديقي
ومرارةُ الغربةِ ، من كأسها جَرَعنا ؟
كنّا أعلاماً لبلادنا ، وراياتٍ مرفوعةٍ
وكراريس الثقافة ، هناك قد وزّعنا
أسّسنا حضارةً كبرى في قلب وطننا
وعلى طريقِ الحضارةِ بخطواتنا اسرعنا
وكدنا نصلُ إلى قممٍ عاليةٍ بجهودنا
وكان الله خطوةً خطوة ، يسيرُ معنا
وبرغم ضغوطِ الأشرار استمرّينا للأعلى
وبالعلمِ والصلواتِ أوقدنا شموعنا
لكن الحبال انقطعت بين أيادينا
تشرّدنا، وتهنا في مدن العالم وضعنا .
أيها الراحل الجميل لِمَ تركتنا وحدنا
وكنّا وعداً صادقاً لبعضِنا قطعنا
عاهدنا الأحباب أن نبقى معهم
لكن الموت بوعدِهِ قد خدَعَنا
أين لورا ، وأخويها أبجر ومراد ؟
أيقونات علمٍ أصبحوا في مجتمعِنا
سيهتمّونَ بأمهم، يضعونها في العيون
ويغرفونَ من حنانها قائلينَ : ماشبعنا
سيرفعون لواء المحبةِ كما رفعتَ
ولن يقولوا يوماً للناسِ: أننا فُجِعنا
فالموتُ رحلةٌ إلى العوالم الأخرى
قد يكتشفُ الأذكياء حقائقَ تنفعنا
لم يَعُد للموتِ من سلطةٍ حقيقيةٍ
فقد هزمَ الموتَ من على الصليبِ رفَعَنا
إلى الفردوس أيها المبارك سرتَ
فليكن الربُ معكَ دوماً ،ومعنا.
@ التعازي الصادقة لعائلتهِ فرداً فرداً، وأهله بيت مراد موسكي وبيت لولا