وجهكِ والعام

[توما بيطار]

وجهكِ والعام

عامٌ جديدٌ دخلَ علينا
من النافذة
حاملاً وجهكِ
وبقايا من خصلِ الشَعر
دخلَ العامُ وأنتِ معهُ
ياليتهُ يبقى
وتبقين معه.
يا لوجهكِ الجميل
وضحكتكِ التي لا تنطفىء
وثغركِ الذي لايعرف الذبول
هو وجهكِ
ياوجهَ البشاشةِ
ويا رِقّةَ الجداولِ والفصول
كيف يولد الحب
في هذا الزمنِ الصعب
زمن الإنحلال والموت
والتشرّد على الطرقات
لا أرجلَ ولا خيول.
كيف يدخل قلبك الحب
والحزنُ يملأُ شِعابه ؟
ووجهكِ البهيُّ ساكنٌ
لا يفارق بابه
كيف ينبت الحب
في هذا الزمن المر
وينبتُ البيبون
ووجهكِ أجمل مايكون
يا وجهَ الرغيف
ويا لونَ الحنطة
ويا عشق السنديان.
عامٌ جديد دخل علينا
ودخل وجهكِ الباب
فنسيتُ لون الحزن
لون الموت
ولونَ النسيان
وضاعَ من يديَّ الزمان.
عامٌ جديد دخل جسدي
ورحلَ عام
أيّ عامٍ أنتَ؟
أيّ عامٍ مقيتٍ كنتَ ؟
أيها الراحل
كيف رحلت؟
حملتَ أحزاني وأحلامي
وذكرياتي
وحطاماً من بقايا الخصل
ووريقاتٍ من وجوهِ أصدقائي
وقليلاً من طعم القُبل.
وجهكِ العصيّ حاصرني
وسيطر على الوجدان
فتراجعَ الجيشُ
ودبّ الخوف
ولم يعُد هناك أمان؟
هو وجهكِ وحده
يستطيعُ تغيير الزمان
وحده يستطيع تغيير المكان
فيدخل إلى القلوب
ويمسح كلّ العيوب
ويعلن العصيان.
وجهكِ وحده يا سيدتي
قلبَ طبيعة حياتي
وأيقظَ بداخلي البركان
وجهك وحده يا ملكتي
علّمني الحزن
وعلّمني النسيان
وحدهُ وجهكِ يا فرحي
أعاد إلى وجهي الماء
والدم
واعادَ للمكان المكان
فمن يملكُ عينيكِ
يملكُ الدنيا
ويملكُ دفّةَ الزمان.