الغاية لا تبرر الوسيلة
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
الغاية كلمة أبعادها مترامية وألوانها متعددة تنصبُّ في بوتقة لا مناص لها سوى الخيرأوالشر ,فما بينهما من بين.
كل غاية ملزمةٌ بوسيلة تحقق لها ذاتهإ وتحقيق الذات موضوع فهمه يختلف باختلاف طبيعة الشخص وفعل جيناته التي كوّنت أخلاقه ووجوده.
ويا للأسف في عصرنا الحالي تغير فهم العبارة هذه للأسوأ , ولم يبق لها محلاً من الإعراب كما يقول النحويون.قُلبت رأساً على عقب ,مما جعل تحقيق الغاية دون قيد أو شرط للوسيلة المتبعة ,
في عالمنا لامانع أن تسرق كي تكون غنيا،وما أكثر الأدلة والبراهين في تحقيق الغنى الفاحش.
ولا يعتبر ذكاء ومفخرة أتباع أساليب الغش والخداع للوصول الى منصب ما ,أوللظهور في مجد باطل.
ويتلوّن المرءكالحرباء حسب البيئة والمجال الذي تُنصَب فيه حبال شبكات الصيد,للإيقاع بالفريسة المستهدفة في معسول الكلام وليونة الحية التي أغوت حواء بأكل الثمرة.التي معها الرب من أكلها. ويقع الساذج في مصيدة الهدايا الثمينة صاغراً، دون أن يدري قد وقع في حبال لا خلاص منها منقاداً لحفر أعدّها الشيطان ,لتحقيق هدف معيّن .وهكذا تعلن الحية انتصارها بعد أن طُردا آدم وحواء إلى أرض الشقاء .
إيزابيل تمسح فاها وتقول ما عملت شيئاً ؟وتبتسم خفيةً, فخبث دهائها حقق لها الغاية في تعظم المعيشة وشهوة العين والجسد .
واختلط حابل الوسيلة بنابل الغاية وأسدل الستار على عار الوسيلة .
وهكذاأصبحت الغاية تبرر الوسيلة لأن الإنسان ظلَّ طريقه وانحرف عن مسار الكتاب المقدس ,وعِوض القداسة والأخلاق الفاضلة التي لاتقدّر بثمّن حلَّت صيحة المال .سعيا وراء الشهرة و الألقاب.والمنصب والمجد الباطل .. وليس من أجل الله والعمل الصالح.
فلووضعنا هذه المقولةعلى منصة التشريح مدلولاتها
ألزمت المجتمع أن يؤمن, إن فسدت الوسيلة فسدت الغاية وإذا فسدت الغاية فسدت الوسيلةأيضاً.
وإن لم يكن الان فبعد حين يظهر المستخبّي والمكتوم يبان ,
ومهما اختفت الوسائل تحت عباءة التدين والجاه والنفوذ ومظاهر الأخلاق والتقوى . فالغايات النبيلة لن تتحقق الاّ بالوسائل النبيلة المشروعة وليس بالملتوية .
لأن الشخص نفسه لن يبلغ السعادة الحقيقية فيما وصل إليه ,لأنه في قرارة نفسه يعلم علم اليقين مِن أنَّه مرشد مزيّف, ذاته امتهنت الاساليب المنكرة لبلوغ غاياتها , ويبقى أسير وابل من ضغوطات ضميره التي, تقضُّ مضجَعه تحت جنح الليل, وإن كان يتظاهرأمام الناس نهاراً بماعلى غير ما يعتمل في دواخله ,فإن اختلى يوماً بنفسه في وحدانية عاقلة لعلّه يتساءل,ماذا عن البصير المراقب ؟! كيف سيقف أمام العادل الديان يوم الدين في ساعة لات مندم.فقبلة يهوذا كانت الوسيلة؟
وأخيراعظماء التاريخ الذين وصلوا الى أهدافهم وغاياتهم بمواقفهم الثابتة ومبادئهم الصادقة بوسائل بنيت على الفضيلة والصدق والأمانة والخلق الكريم،خُلِّدوا على مرّ الزمن.
وكتابنا المقدس يعظ فينا
"حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا" (سفر المزامير 34: 14)
وعن اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 9)
لهذا ينبغي أن يراجع الإنسان هدفه.ويتحقق من نوع الوسيلة التي يعتمدها لتعمل من منطلق ومنبع أخلاقه فيُبقي الوسائل مجرد وسائط بنّاءة توصل إلى أهداف شريفة ترفع الرأس.
والله من وراء القصد
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
الغاية كلمة أبعادها مترامية وألوانها متعددة تنصبُّ في بوتقة لا مناص لها سوى الخيرأوالشر ,فما بينهما من بين.
كل غاية ملزمةٌ بوسيلة تحقق لها ذاتهإ وتحقيق الذات موضوع فهمه يختلف باختلاف طبيعة الشخص وفعل جيناته التي كوّنت أخلاقه ووجوده.
ويا للأسف في عصرنا الحالي تغير فهم العبارة هذه للأسوأ , ولم يبق لها محلاً من الإعراب كما يقول النحويون.قُلبت رأساً على عقب ,مما جعل تحقيق الغاية دون قيد أو شرط للوسيلة المتبعة ,
في عالمنا لامانع أن تسرق كي تكون غنيا،وما أكثر الأدلة والبراهين في تحقيق الغنى الفاحش.
ولا يعتبر ذكاء ومفخرة أتباع أساليب الغش والخداع للوصول الى منصب ما ,أوللظهور في مجد باطل.
ويتلوّن المرءكالحرباء حسب البيئة والمجال الذي تُنصَب فيه حبال شبكات الصيد,للإيقاع بالفريسة المستهدفة في معسول الكلام وليونة الحية التي أغوت حواء بأكل الثمرة.التي معها الرب من أكلها. ويقع الساذج في مصيدة الهدايا الثمينة صاغراً، دون أن يدري قد وقع في حبال لا خلاص منها منقاداً لحفر أعدّها الشيطان ,لتحقيق هدف معيّن .وهكذا تعلن الحية انتصارها بعد أن طُردا آدم وحواء إلى أرض الشقاء .
إيزابيل تمسح فاها وتقول ما عملت شيئاً ؟وتبتسم خفيةً, فخبث دهائها حقق لها الغاية في تعظم المعيشة وشهوة العين والجسد .
واختلط حابل الوسيلة بنابل الغاية وأسدل الستار على عار الوسيلة .
وهكذاأصبحت الغاية تبرر الوسيلة لأن الإنسان ظلَّ طريقه وانحرف عن مسار الكتاب المقدس ,وعِوض القداسة والأخلاق الفاضلة التي لاتقدّر بثمّن حلَّت صيحة المال .سعيا وراء الشهرة و الألقاب.والمنصب والمجد الباطل .. وليس من أجل الله والعمل الصالح.
فلووضعنا هذه المقولةعلى منصة التشريح مدلولاتها
ألزمت المجتمع أن يؤمن, إن فسدت الوسيلة فسدت الغاية وإذا فسدت الغاية فسدت الوسيلةأيضاً.
وإن لم يكن الان فبعد حين يظهر المستخبّي والمكتوم يبان ,
ومهما اختفت الوسائل تحت عباءة التدين والجاه والنفوذ ومظاهر الأخلاق والتقوى . فالغايات النبيلة لن تتحقق الاّ بالوسائل النبيلة المشروعة وليس بالملتوية .
لأن الشخص نفسه لن يبلغ السعادة الحقيقية فيما وصل إليه ,لأنه في قرارة نفسه يعلم علم اليقين مِن أنَّه مرشد مزيّف, ذاته امتهنت الاساليب المنكرة لبلوغ غاياتها , ويبقى أسير وابل من ضغوطات ضميره التي, تقضُّ مضجَعه تحت جنح الليل, وإن كان يتظاهرأمام الناس نهاراً بماعلى غير ما يعتمل في دواخله ,فإن اختلى يوماً بنفسه في وحدانية عاقلة لعلّه يتساءل,ماذا عن البصير المراقب ؟! كيف سيقف أمام العادل الديان يوم الدين في ساعة لات مندم.فقبلة يهوذا كانت الوسيلة؟
وأخيراعظماء التاريخ الذين وصلوا الى أهدافهم وغاياتهم بمواقفهم الثابتة ومبادئهم الصادقة بوسائل بنيت على الفضيلة والصدق والأمانة والخلق الكريم،خُلِّدوا على مرّ الزمن.
وكتابنا المقدس يعظ فينا
"حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا" (سفر المزامير 34: 14)
وعن اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 9)
لهذا ينبغي أن يراجع الإنسان هدفه.ويتحقق من نوع الوسيلة التي يعتمدها لتعمل من منطلق ومنبع أخلاقه فيُبقي الوسائل مجرد وسائط بنّاءة توصل إلى أهداف شريفة ترفع الرأس.
والله من وراء القصد