أهم مشكلة واجهها القديس كيرلس عمود الدين

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 17852
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

أهم مشكلة واجهها القديس كيرلس عمود الدين

مشاركة بواسطة بنت السريان »


4. أهم مشكلة واجهها البابا كيرلس كانت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي نادى بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين،
فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله
وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم.
اهتم البابا بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس qeotokoc أي والدة الإله،
ليس باعتباره لقبًا لمجرد تكريمها إنما لأنه يحمل إعلانًا
لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكدًا أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي
اختاره القديس أثناسيوس الرسولي.



نسطور يعلن عقيدته:
بدأت المعركة بوضوح عندما كرز كاهنه أنسطاسيوس القادم من إنطاكية أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428 م.، قائلًا: "لا يدعو أحد مريم ثيؤتوكوس qeotokoc، لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة".

أعلن نسطور موافقته على هذا التعليم علانية، وقدم بنفسه مجموعة عظات
ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه.
فهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ،
اتحدا ليس أقنوميًّا بل على مستوى أخلاقي لهذا لا يُدعى المسيح "الله"
بل "ثيؤفورن" Θεοφόρος، أي "حامِل الله"،
وذلك كما يمكن أن يُسمى القديسون من أجل النعمة الإلهية الموهوبة لهم.
وبالتالي فإن مريم ليست والدة الإله بل والدة الإنسان يسوع الذي سكنه اللاهوت.

انتقد نسطور وأتباعه المجوس لسجودهم للطفل يسوع، كما كرزوا بأن اللاهوت انفصل عن الناسوت في لحظة الصليب.

الرسالة الفصحية لسنة 429 م.:
انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 429 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفنّد هذه البدعة دون الإشارة إلى اسمه.
وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.

وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده
عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما
، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.

وأخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح كما
قدم البابا كيرلسفهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ".

إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين:
الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه،
والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.
وأمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور
الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدمة قانون الإيمان.
بعد انتهاء المجمع عاد البابا كيرلس إلى مدينته الإسكندرية، فخرج الشعب كله لاستقبال باباه الحبيب، وعاش بعدها البابا حوالي أربعة عشر عامًا ثم تنيح بسلام في 3 أبيب سنة 160ش الموافق 10 يوليو سنة 444 م.

تعيّد له الكنائس التي تتبع الطقس البيزنطي في 27 يونيو، والكنيسة الرومانية اللاتينية (الكاثوليكية) في 28 يناير، والكنائس الغربية في 15 أكتوبر وهو يوافق يوم ارتقائه للسُدّة المرقسية الرسولية.

كتاباته:
تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي.

كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428 م.،
بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية.

يمكن الرجوع إلى كتاباته وشخصيته في كتابنا: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة علم ولاهوت، 1986 م.، فصل 13.



من كتاباته:
التمايز بين طبيعتي السيد المسيح بالفكر فقط:

نص القديس كيرلس صراحةً على أن رؤية الطبيعتين في السيد المسيح ممكنة في الفكر فقط وليس في الواقع، لأن المسيح غير منقسم إلى طبيعتين من بعد الاتحاد.
* لذلك، بفهمنا وبتأمل عيون النفس فقط في الكيفية التي تأنس بها الابن الوحيد،
نقول أنه توجد طبيعتان اتحدتا،
لكن نقول أن المسيح الابن والرب هو واحد،
هو كلمة الله الآب المتأنس والمتجسد"
(فقرة 7 من الرسالة 45 إلى الأسقف سكسينسوس Succensus).

* عندما تفحص طريقة التجسد بدقة يرى العقل البشري بلا شك الاثنتين (أي الطبيعتين) مجتمعتين معًا بطريقة تفوق الوصف وبلا اختلاط في اتحاد.
إلا إن العقل لا يقسمهما على الإطلاق بعد أن اتحدتا
بل يؤمن ويعترف بقوة أن الواحد
من الاثنتين هو إله وابن ومسيح ورب (فقرة 15 من رسالته 40 إلى أكاكيوس أسقف ميليتين).

* ولذلك نقول أن الطبيعتين اتحدتا،
ومنهما نتج ابن ورب واحد يسوع المسيح،
كما نقبل في أفكارنا، لكن بعد الاتحاد، إذ قد زال الآن التفريق إلى اثنتين،
نؤمن أنه توجد طبيعة واحدة للابن كواحد،
واحد تأنس وتجسد (فقرة 14 من رسالة 40).

* دعهم إذًا لا يقسمون لنا الابن الواحد، جاعلين الكلمة والابن الواحد على حدة، ويفصلون عنه الإنسان الذي من امرأة -كما يقولون- بل فليعرفوا بالأحرى أن الله الكلمة لم يكن متصلًا بإنسان،
بل أعلن أنه تأنس "معينًا نسل إبراهيم" بحسب الكتاب المقدس، وصار "يشبه أخوته" (عب 2: 17) "في كل شيء فيما عدا الخطية" (قارن عب 4 : 15؛ 2 كو5 : 21) وهذا الشبه التام كان من اللائق أن يأخذه? وفوق كل التشابهات الأخرى? "يأخذ شبهنا في" ميلاده من امرأة،
والذي (أي الميلاد) يُعد فينا (نحن البشر) لائقًا بالطبيعة البشرية ومثلنا،
لكن في الوحيد الجنس، يُفهم (الميلاد) أنه أعمق وأعظم من هذا،
لأن الله صار جسدًا، وبالتالي العذراء القديسة تُدعى والدة الإله (qeotokoc ثيؤتوكوس Theotokos).

إذا كانوا يقولون أن الله والإنسان باجتماعهما معًا كونا المسيح الواحد الذي فيه أقنوم (hypostasis) كل منهما محفوظ بغير اختلاط ولا امتزاج ولكن يُميز بالعقل، فمن الممكن أن نرى أنهم لا يفكرون ولا يقولون أي شيء صحيح في هذا. (فقرتان 4، 5 رسالة رقم 50 إلى فاليريان أسقف أيقونية).

_____رد من القديس ساويرس الانطاكى علي بدعة نسطور وانكار لاهوت السيد المسيح
يؤكِّد الآباء أن الروح القدس ينبثق من الآب وحده، ولدينا أقوال عديدة للقديس أثناسيوس الرسولي والقديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النيصي يؤكِّدون فيها انبثاق الروح القدس من الآب وحده. :

الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“