الفأر الرسّام ..... أدب ساخر

[حنا خوري]

كانت الفئران تسخر دائماً من فأر هزيل يقضي معظم أوقاته في التمرّن على الرسم، وتقول له ناصحة : مارس الرياضة وتمرّن على الركض السريع والمراوغة كي تستطيع النجاة يومَ يلاحقك القط عدونا وعدوك. فكان ذلك الفأر لا يبالي بنصائح الفئران، ويقول لها : أنا فأر هزيل، ولن يفكر أيّ قط في مهاجمتي. ماذا سيأكل؟ هل يأكل عظاماً؟ وفي يومٍ من الأيام، جاء قط جائع إلى البيت الذي يعيش فيه الفأر، وبحث عمّا يأكله، فلم يجد سوى الفأر الهزيل، وانقضّ عليه، وتمكن بعد مطاردة قصيرة من الإمساك به. قال القط للفأر وهو يلهث : أتعبني القبض عليك، وسآكلك الآن. قال الفأر : لن تتمتع بأكلي، فعظامي أكثر من لحمي.

قال القط : ومن قال لك إني أريد أن يكون طعامي بقرة؟ تكفيني اليوم عظامك. خاف الفأر، وقال للقط بصوت مرتجف : من الأفضلِ لَكَ أنْ تأكلني في يومٍ آخر. قال القط بلهجة ساخرة : إذا عملتُ بنصيحتك، فستظلّ معدتي اليومَ فارغة، فهل ترضى أنْ يعذبني الجوع؟‍‍‍‍‍ ‍ فأشار الفأر إلى سمكةٍ على الحائط، وقال للقط : كُلِ اليومَ هذه السمكة، فلحمها ألذّ من عظامي. هيّا امسكها قبل أنْ تهرب. ولـمّـا كان القط يحبُّ لحم الأسماك، فقد ترك الفأر، وهجم على السمكة، فاصطدم رأسه بالحائط صدمة مؤلمة، ووجد أن السمكة مجرد خطوطٍ بالطباشيرِ. غضب القط، وبحث عن الفأر الهزيل، فوجده قد اختبأ في وكره، فقال له: نجحت اليومَ في خداعي، ولكنك لن‌ تخدعني مرة ثانية. قال الفأر : أنا رسمتُ السمكة لأنقذ نفسي يومَ أقعُ بين مخالبك وأنيابك. وفي المرة الثانية، لن أخدعك برسومي لأني سأكون قد أتقنت الركض السريع والمراوغة . وعندما علمت الفئران بما حدث، احترمت الفأر الهزيل، ولم تعد تسخر منه، وباتت تروي لأحفادها أخبار بطولاته مع عدوه القـط.


منقوووووول .... للعبرة

[فريد توما مراد]

أخي أبو لبيب
أرى تقارب كبير بين هذه القصة وقصتي..
الأثنان غايتهم واحدة ألا وهو ( الجوع )
القط المسكين كان مثلي جائعاً ، ولكن أظن
بأنني طلعتُ أذكى منه وأستطعتُ أن أأكل
لكن هو طلع من المولد بلا حمّص ..
مسكين أيها القط .. فأر هزيل أستطاع
أن يضحك عليك .!!
شكراً لك أخي حنا على هذه القصة التي
فيها الحكمة والعبرة والفكاهة .
أخاكَ بالرب
فريد

[/size]

[إسحق القس افرام]

قصة جميلة
يستفاد منها القارء الحكمة.
وفقك الله أستاذي الجليل حنــا