بهدف التغلب على المستويات المرتفعة من الأمراض المنقولة جنسيا، يطرح خبراء الصحة في بريطانيا لقاحا هو الأول من نوعه ضد مرض السيلان. وسيبدأ توزيع اللقاح من خلال قطاع خدمات الصحة الجنسية بتكليف من السلطات المحلية في الأول من أغسطس المقبل، وسينتفع به المرضى الذين يحق لهم الحصول عليه بعد تحديدهم.
أعلن مسؤولون، الأربعاء، أنه سيتم طرح لقاح ضد مرض السيلان في إنجلترا ضمن برنامج هو الأول من نوعه في العالم. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن هذه الخطوة، التي وصفت بأنها “لحظة تاريخية للصحة الجنسية” تهدف للتغلب على المستويات المرتفعة من الأمراض المنقولة جنسيا.
ويأتي ذلك بعدما تجاوزت حالات الإصابة بمرض السيلان في إنجلترا 85 ألف حالة خلال 2023، فيما يعد أعلى عدد يتم تسجيله منذ بدء عملية التسجيل عام 1918، في ظل تحذيرات من أن بعض السلالات تقاوم المضادات الحيوية. وسوف يتم تحديد المرضى الذين يحق لهم الحصول على اللقاح والتواصل معهم في الأسابيع المقبلة، على أن يبدأ توزيع اللقاح من خلال قطاع خدمات الصحة الجنسية بتكليف من السلطات المحلية في الأول من أغسطس المقبل.
ويشير خبراء مايو كلينيك إلى أن السيلان مرض من الأمراض المنقولة جنسيًا ينتج عن نوع من البكتيريا. والأمراض المنقولة جنسيًا هي عَدوى تنتشر بشكل أساسي عن طريق الاتصال بالأعضاء التناسلية أو سوائل الجسم. وتحدث الإصابة بالعَدوى أو الأمراض المنقولة جنسيًا بسبب بكتيريا أو فايروسات أو طفيليات.
يمكن أن تصيب بكتيريا السيلان الإحليل أو المستقيم أو الجهاز التناسلي الأنثوي أو الفم أو الحلق أو العينين. وتنتقل عدوى السيلان غالبًا من خلال النشاط الجنسي المهبلي أو الفموي أو الشرجي. لكن يمكن أن يُصاب الأطفال الرُضّع بالعَدوى أثناء الولادة. وحين يحدث ذلك، يصيب العينين غالبًا.
ويؤدي تجنب النشاط الجنسي وعدم ممارسة الجنس إلى الوقاية من انتقال عدوى السيلان. ومن الممكن أن يساعد استخدام واقٍ ذكري خلال النشاط الجنسي على الوقاية من المرض. كذلك تؤدي ممارسة الجنس مع شخص واحد، على ألا يكون أحد الزوجين مصابًا بالسيلان، إلى الحد من خطر التعرض للعَدوى.
حالات الإصابة بمرض السيلان تجاوزت في إنجلترا 85 ألف حالة خلال 2023، وهو أعلى عدد يتم تسجيله منذ عام 1918
كما لا تُسبب عَدوى السيلان أي أعراض لدى كثير من الأشخاص. وفي حال ظهور أعراض، فإنها تؤثر غالبًا في السبيل التناسلي، لكنها قد تظهر أيضًا في أماكن أخرى. ويصيب السيلان القناة التناسلية، وتشمل أعراض عَدوى السيلان لدى الرجال: الشعور بألم أثناء التبول،
وخروج إفرازات تشبه الصديد من طرف القضيب، وألما في إحدى الخصيتين أو تورُّمها. وتشمل أعراض عَدوى السيلان لدى النساء، زيادة الإفرازات المهبلية، والشعور بألم أثناء التبول، ونزفًا مهبليًا بين الدورات الشهرية، على سبيل المثال، بعد الجماع المهبلي، وألمًا في البطن أو الحوض.
ويمكن للسيلان التأثير كذلك في هذه الأجزاء من الجسم:
المستقيم: وتشمل الأعراض حكة شرجية وخروج إفرازات تشبه الصديد من المستقيم وبقعًا من الدم الأحمر الفاتح على مناديل الحمام الورقية والإجهاد أثناء التبرز.
العينان: يمكن للسيلان الذي يصيب العينين أن يسبب ألمًا في العين وحساسية للضوء وإفرازات تشبه الصديد من إحدى العينين أو كلتيهما.
الحلق: قد تشمل أعراض عَدوى الحلق التهاب الحلق وتورُّم العُقَد اللمفية الموجودة في الرقبة.
المفاصل: إذا أُصيب مفصل أو أكثر بالعَدوى، فقد تصبح المفاصل المصابة دافئة وحمراء اللون ومتورمة ومؤلمة جدًا، خاصة مع الحركة. وتُعرف هذه الحالة بالتهاب المفاصل الإنتاني.
وبحسب خبراء “مايو كلينيك” يمكن أن يؤدي السيلان الذي لم يُعَالَج إلى حدوث مضاعفات كبيرة، مثل:
العُقم لدى النساء: يمكن أن ينتشر السيلان في الرحم وأنبوبَي فالوب ويُسبب الإصابة بمرض التهاب الحوض. ويمكن أن يؤدي مرض التهاب الحوض إلى تندُّب أنبوبَيْ فالوب، وزيادة خطر وقوع مضاعفات الحمل وحدوث العُقْم، ما يقتضي العلاج الفوري.
العقم لدى الرجال: يمكن أن يُسبب السيلان التهابًا في البربخ، أي الأنبوب الملتف أعلى الخصيتين وخلفهما الذي يخزِّن الحيوانات المنوية وينقلها. ويُسمى هذا الالتهاب التهابَ البربخ ويمكن أن يسبب العُقم إذا لم يعالَج.
عدوى تنتقل إلى المفاصل ومناطق أخرى من الجسم: يمكن أن تنتشر البكتيريا التي تُسبب السيلان عبر مجرى الدم، وتُصيب أجزاءً أخرى من الجسم كالمفاصل. ومن المحتمل أن تسبِّب الحُمى والطفح الجلدي والتقرح الجلدي وآلام المفاصل والتورُّم والتيبُّس.
زيادة خطر الإصابة بفايروس نقص المناعة البشري: عندما يصاب الشخص بالسيلان يكون أكثر عرضة للإصابة بفايروس نقص المناعة البشري، وهو الفايروس المسؤول عن إصابتهَ بالإيدز. والمصابون بكلا المرضين معًا، السيلان وفايروس نقص المناعة البشري، يمكن أن ينقلوا المَرضَين إلى أزواجهم بمنتهى السهولة.
المضاعفات لدى الأطفال الرضع: يمكن أن يصاب الأطفال الرضع الذين يُصابون بالسيلان خلال الولادة بالعمى وظهور تقرُّحات في فروة الرأس وبعض العَدوى.
ولتقليل خطر التعرض للإصابة بالسيلان ينبغي:
الدواء الذي يُسمَّى دوكسيسايكلين قد يكون خيارًا للوقاية من العدوى بين الأشخاص المعرضين بشكل أكبر من المتوسط لخطر الإصابة بالسيلان
استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس. تعد أضمن طريقة للوقاية من السيلان هي عدم ممارسة الجنس وتجنب النشاط الجنسي. ولكن إن اختار الشخص ممارسة الجنس فعليه استخدام الواقي الذكري.
الالتزام بعلاقة جنسية مع شخص واحد: ألا يمارس أي من الزوجين الجنس مع أي شخص آخر يقلل من خطر الإصابة بالسيلان.
ينبغي على الزوجين التأكد من إجراء اختبارات العدوى المنقولة جنسيا، قبل ممارسة الجنس، وأن يخبرا بعضهما بنتيجة الاختبارات.
لا تنبغي ممارسة الجنس مع شخص مصاب بعدوى تنتقل جنسيًا. إذا أظهر الشخص أي أعراض تدل على إصابته بعدوى تنتقل جنسيًا مثل الشعور بحرقان أثناء التبول أو طفح جلدي في المناطق التناسلية أو قرح، فينبغي تجنب ممارسة الجنس معه.
إجرِاء فحص السيلان بانتظام: يُنصح بإجراء فحص سنوي للسيلان للنساء اللاتي يمارسن الجنس وتقل أعمارهن عن 25 عامًا، وللنساء الأكبر سنا المعرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة. تشمل هذه التوصية كلا من النساء المتزوجات حديثًا أو المتزوجات من شخص لديه أكثر من زوجة أو متزوجات من شخص مصاب بعدوى منقولة جنسيا.
وقد يكون الدواء الذي يُسمَّى دوكسيسايكلين خيارًا للوقاية من العدوى بين الأشخاص المعرضين بشكل أكبر من المتوسط لخطر الإصابة بالسيلان. تشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة الرجال المثليين والنساء المتحولات جنسيًا. يقلل تناول الدوكسيسايكلين خلال 3 أيام من النشاط الجنسي من خطر التعرض للإصابة بالبكتيريا المسببة لداء السيلان. قد يصف اختصاصيو الرعاية الصحية الدوكسيسايكلين وأي اختبارات تحتاج إلى إجرائها أثناء تناول الدواء.
وفي حال تم تشخيص الإصابة بالسيلان، يجب الامتناع عن ممارسة الجنس حتى يكمل الزوجان العلاج وحتى اختفاء الأعراض تمامًا. فهذا يساعد على منع الإصابة بالعدوى مرة أخرى
