وأوضح الباحثون أنه يمكن أن يكون مفيدا مستقبلا لحالة الأطفال، الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب بالإضافة إلى البالغين.
وقال إيجور إيفيموف أخصائي العلاج التجريبي للقلب بجامعة نورثويسترن، والذي شارك في الإشراف على الدراسة، أعتقد أن هذه التقنية مثيرة للاهتمام بدرجة كبيرة، ومن شأنها أن تغير طريقة تنفيذ التحفيز الكهربائي للقلب.
ولا يحتاج إدخال الجهاز إلى جراحة فيمكن إدخاله عن طريق قسطرة أو سرينجه، ثم يتم وضعه في القلب أو عليه ويتم ربطه، بجهاز صغير آخر يشبه اللصقة يوضع على صدر المريض.
وعندما يرصد الجهاز الموضوع على صدر المريض حدوث دقات غير منتظمة في القلب، تنبعث منه نبضات ضوئية إلى داخل الصدر، تقوم بتنشيط جهاز منظم الضربات، وتتيح تحفيزا كهربائيا للقلب.
وتم تصميم الجهاز للمرضى الذين يحتاجون إلى منظم لضربات القلب لفترة مؤقتة فقط، حيث أنه يذوب تلقائيا داخل جسم المريض، عندما لا تكون هناك حاجة إليه.
وكان المهندسون يفكرون في البداية في تصميم الجهاز، لمساعدة الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب.
ويولد في الولايات المتحدة قرابة 40 ألف طفل سنويا بعيوب خلقية في القلب، وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إلى أن نحو ربع أولئك الأطفال يحتاجون بشكل عام لإجراء عمليات جراحية، أو اتخاذ تدابير أخرى خلال أول عام لهم في الحياة.
الجهاز يمكن أن يكون مفيدا مستقبلا لحالة الأطفال، الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب بالإضافة إلى البالغين
ويحتاج أولئك الأطفال الصغار بعد إجراء العمليات الجراحية، إلى جهاز لتنظيم ضربات القلب لمدة حوالي أسبوع، في الوقت الذي تتماثل فيه قلوبهم للشفاء.
ويوضح إيفيموف أن بعض البالغين يحتاجون أيضا، إلى أجهزة تنظيم ضربات القلب لفترة مؤقتة، مثلا بعد إحلال صمام للأورطي أو بعد إجراء جراحة لتحويل مسار الشريان التاجي.
في مثل هذه الحالات يجب على الجراحين في الوقت الحالي، أن يخيطوا غالبا سلكا على القلب متصل بعلبة خارجية، توصل تيارا كهربائيا للتحكم في إيقاع ضربات القلب.
وعندما يتم الاستغناء عن جهاز تنظيم ضربات القلب، يجب على الجراحين إزالة السلك من القلب، وهي عملية يمكن أن تنتج عنها تعقيدات مثل النزيف أو تلف في عضلات القلب والعدوى.
وأسهمت مثل هذه المضاعفات في وفاة رائد الفضاء نيل أرمسترونج عام 2012، عندما تعرض لحالة نزيف داخلي بعد إزالة أسلاك جهاز مؤقت لتنظيم ضربات القلب، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وعن مضاعفات إزالة أجهزة تنظيم ضربات القلب التقليدية المؤقتة، يشير إيفيموف إلى أنها برغم الندرة البالغة لحدوثها يمكن أن تشكل خطرا مميتا.
ويقول إيفيموف إننا نريد أن نصمم جهازا لتنظيم ضربات القلب، يكون في المقام الأول أصغر بكثير جدا من الأجهزة الموجودة الآن، وقابل للزراعة بالكامل بحيث لا يكون منه أي جزء خارجي، وبالتالي لا يكون هناك خطر من العدوى، والأكثر أهمية من ذلك أن يعمل الجهاز لفترة مؤقتة، ويحقق الغرض المطلوب منه خلال الفترة التي يحتاجها المريض سواء كانت عدة أيام أو أسابيع، وبعد ذلك يذوب تماما.
وأظهرت الدراسة كيف استخدم الباحثون الجهاز الصغير القابل للزراعة، في تجارب حتى الآن على الجرذان والفئران وكلب وعلى قلوب بشر متوفين وخنازير نافقة.
ويأمل الفريق أن يحصل في نهاية المطاف على موافقة هيئة الدواء والغذاء الأميركية، لبدء التجارب السريرية على البشر
