فايننشال تايمز: قلق المستثمرين يتصاعد مع خلاف ترامب وباول!

[إسحق القس افرام]

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الهجمات المتصاعدة، التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، أثارت حالة من القلق لدى المستثمرين، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقلالية المؤسسة النقدية، وقدرتها على كبح التضخم على المدى الطويل.
وذكرت الصحيفة أن الدولار الأمريكي تراجع بنسبة 1.2% أمام سلة من العملات فور تداول تقارير تشير إلى أن ترامب سأل مجموعة من النواب ما إذا كان عليه إقالة رئيس الفيدرالي، جيروم باول. وعلى الرغم من أن ترامب عاد وأكد أنه من غير المرجح اتخاذ هذه الخطوة في الوقت الراهن، فإن تصريحاته دفعت الأسواق إلى حالة من الترقب.
وقالت فايننشال تايمز إن تصريحات ترامب لم تكن الأولى، إذ سبق أن وصف باول بـالغبي، وكرر مطالبته بتخفيض حاد لأسعار الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية عن مستواها الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%، رغم تحذيرات من أن خفض الفائدة قد يغذي التضخم، خاصة في ظل السياسات الحمائية التي يتبعها ترامب.
عزل باول؟..ترامب: لا أعتزم إقالته إلا إذا
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، أنه لا ينوي إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، المركزي الأمريكي، جيروم باول، بعد أن تسبب تقرير لوكالة بلومبرغ عن احتمال عزله، في انخفاض الأسهم والدولار، وارتفاع في عوائد سندات الخزانة.
وأضافت الصحيفة أن انتقادات ترامب لم تقتصر على السياسة النقدية، بل امتدت لتشمل اتهامات بإساءة إدارة مشروع ترميم مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن، والذي تصل كلفته إلى 2.5 مليار دولار، واصفة المشروع بأنه باهظ ومبذّر، بحسب تصريحات لمسؤولين في الإدارة، من بينهم مدير الميزانية في البيت الأبيض، راسل فوت.
في المقابل، وصف باول هذه المزاعم بأنها غير دقيقة، موضحاً أن العديد من العناصر الفاخرة التي كانت ضمن المخطط الأصلي – مثل المصاعد الخاصة وخلايا النحل – قد أُلغيت بالفعل.
ونقلت الصحيفة عن خبراء اقتصاديين ومحللين ماليين تحذيراتهم من التأثير المحتمل على الأسواق، إذا ما قرر ترامب في نهاية المطاف استبدال باول بشخص أكثر خضوعاً لرغباته في خفض الفائدة. وأشار بعضهم إلى أن هذا السيناريو سيُضعف ثقة المستثمرين في قدرة البنك المركزي على مكافحة التضخم.
ووفقاً لـ فايننشال تايمز، فقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاماً إلى أكثر من 5% هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ عام 2022، في حين قفزت توقعات التضخم طويلة الأمد لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير (شباط).
وأضافت الصحيفة أن التوتر بين الإدارة الأمريكية والاحتياطي الفدرالي يعكس معركة أوسع حول مستقبل السياسة النقدية في حال استمر ترامب في تنفيذ رؤيته الاقتصادية خلال ولايته الثانية.