وقال رئيس الجمعية الفلكية السويدية، بيتر لينده، لوكالة الأنباء TTإن هذه الزخات سميت بالبرشاويات أو (زخات الشُهُب) لأن مسارها الظاهري يبدو من اتجاه كوكبة “برشيوس”، مشيراً إلى أن رصدها يعود إلى نحو ألفي عام.
وتتكون هذه الجسيمات من غبار وحصى صغيرة أطلقتها المذنب سويفت–تاتل الذي يمر عبر المجموعة الشمسية الداخلية بين الشمس وكوكب المشتري مرة كل 133 عاماً، وكان آخر مرور له عام 1992.
وقال عالم الفلك دان كيسلمان لقناة TV4 إن هذه المشاهد تذكّرنا بأن الأرض ليست معزولة عن محيطها الكوني.
شلالات ضوئية في السماء
وأوضح لينده أن الظاهرة تحدث عندما تمر الأرض مباشرة في مسار هذه الجسيمات، فتبدو على شكل شلالات ضوئية في السماء.
وتختلف كثافة هذه الزخات من عام إلى آخر، تبعًا لكمية المواد التي خلّفها المذنب. وغالبًا ما تكون الجزيئات أصغر من نصف سنتيمتر، لكنها تدخل الغلاف الجوي بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الثانية، ما يرفع حرارتها بفعل الاحتكاك إلى أكثر من 1000 درجة مئوية، فتشتعل وتظهر على شكل خطوط ضوئية سريعة.
وأضاف أن الظاهرة يمكن أن تسجل عند ذروتها حتى 60 شهاباٍ في الساعة، وهي تُرصد بشكل أوضح من النصف الشمالي للكرة الأرضية نظرًا لمسار المذنب، إلا أن رؤية هذا العام قد تتأثر سلبًا بسبب اكتمال القمر قبل الذروة بقليل، ما يزيد من سطوع السماء ويقلل من وضوح الشهب.
كيفية المشاهدة
لا يحتاج رصد هذه الزخات إلى معدات خاصة أو خبرة في علم الفلك، بل يكفي أن تكون السماء صافية ومظلمة نسبياً، مع التحلي بالصبر والنظر المستمر إلى الأعلى.
ويوصي كيسلمان بجعل الأمر نشاطاً ليلياً ممتعاً، كإحضار كراسٍ أو فرش بطانيات في الحديقة أو أي مكان مفتوح، مع الاستعداد لالتقاط الومضات السريعة. كما ينصح بالحذر من الخلط بين الشهب والأقمار الصناعية التي تمتلئ بها المدارات القريبة من الأرض.
في حين بيّن لينده أن من يرغب في مشاهدة الحدث يحتاج إلى سماء صافية ومكان بعيد عن التلوث الضوئي، مؤكداً أن الزخات ظاهرة متكررة وموثوقة، ما يمنح فرصة لمشاهدتها كل عام حتى في حال عدم وضوحها هذه المرة

